معادلات الاداب الثلاثية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 01:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

توسعت وفق ابحاث الايطالي Carlo Alfonso Nallino معانى كلمة (ادب) الجغرافية الاصل في رحلتها الطويلة الى يومنا هذا ثقافيا و اخلاقيا و اجتماعيا لتشمل الثلاثية الاتية:
اولا ثقافيا: الاعمال الادبية (النثر) او ما يسمى بالادب الثقافي cultural Adab
ثانيا اخلاقيا: السلوك و التصرفات او ما يسمى بالتربيةParental Adab
ثالثا اجتماعيا: او ما يسمى بالادب المهني occupational adab الذي يشير الى التعليمات و الارشادات للطبقة الحاكمة و المثقفة و المهنية.

توسعت معاني كلمة (الادب) بعدما كان معناها في القرون الوسطى ضيقا يقتصر فقط على بعض الاعمال الادبية. يساعدنا المعنى الاخلاقي للادب (الاداب والسلوك) اليوم على التعرف على المعنى الاصلي للكلمة الذي كان يشير الى (طريق او درب او مسار) تماما مثل مفهوم (السنة) بيد ان (الادب) ابتعد عن الناحية الدينية و اقتصر على التقاليد و العادات و السلوك و التعاليم الموروثة من الاباء و الاجداد لنحصل على المعادلة التالية لتي تشير الى نفس الثلاثية السابقة التي تنطلق من الملموس (الطريق) و تنتقل الى المجرد (سلوك) لتصب في المجرد (ثقافة و ادب و فكاهة و نوادر) :

(يؤدي الطريق الى - السلوك و السلوك الحسن من صفات المثقف ليصب في - الثقافة)

وفق المستشرق Heribert Horst يرجع العرب من ناحية سطحيا كلمة (أدب) الى الجذر (أدب) بمعنى (شيء عظيم او رائع) او من (أدب) بمعنى (دعوة للعمل الصالح و الفضيلة) و من ناحية ثانية يرجعها العلم الغربي الى كلمة (دأب) التي كانت تتردد في الجاهلية بمعنى (الادب) اي (العادات و التقاليد و الحالة و الوضع و السلوك) بموجبها يعتبر (أدب) مفرد ثانوي لـ (آداب) من (أدآب) و من ناحية ثالثة ترجعها السيدة Ilse Lichtenstädter بكل حذر الى العبارة السومرية édub-ba-a بمعنى المدرسة او الجامعة التي وجدت على الخطوط المسمارية قبل المسيح بحوالي 2000 سنة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل