أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - سلطة الآداب














المزيد.....

سلطة الآداب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


الفكر في الآداب,مختلف عن كل أصناف الفكر الأخرى,إنه فكر المتعة,وأجمل المتع ما كان لعبا,وليس لعبة,أي ما لانرجوا منه أية منفعة مادية,فليس تجارة,ولايشبع بطون القراء,إنه فقط مصدر ابتهاج,وليس معنى ذلك أنه مفرح بالضرورة,فالمتعة الجمالية,لاتتحقق فقط بالفرحة,بل حتى بالحزن,عندما تكتئب حزنا على شخص أو من قضية ما,فإنك تجدد انتماءك إلى الإنسانية جمعاء,أليس هذا الشعور منتهى السعادة؟هذا ما أعتقد,إن الآداب,يحعل من لحظة المتعة وعيا,وربما من الوعي متعة,رغم أنه يخدش الوعي الفردي والجماعي,ويؤجج فيه الجموح والرفض للمعتاد,في القول والحياة,من هنا تبدأ سلطة الآداب,لكنها سلطة,لاتستمد وجودها من السلط المعتادة,ولا من عنفها,ولا من سطوة الفكر الرمزية,سلطة الآداب,إنصات عميق لحاجات لاأحد يريد الإعتراف بها,إن هذا
الفن,يعكس نباهة الفكر,وعمق الروح,وجمالية الوجود المنشود,به يدرك الآتون بعدنا,نبل السابقين,فوحده الآداب يظل تفوح منه حقيقة الأمم,مهما تراكمت عليه أتربة السياسة والإيديولوجيا,الكلمات فيه,والعبارات لاتطالها رقابة السطوة السياسية والتاريخية,فهو وحده يحمل النقيضين معا,عمق الإحساسات,وفظاظات المجتمعات والسلط الحاكمة,رغم أن الآداب ليس تاريخا,لكن فيه تاريخ نبل الأمم,وجماليات قولها,تحيل على عالمها الخفي,حيث لايكتشفه علم الآثار ولا علوم الإنسان الوثائقية,هنا سلطته,التي تفرض الحذر منه,وضرورة الوعي بأن الأديب ينتصر للحقيقة التي لايكلف نفسه عناء الخوف عليها من الطمس والنسيان,فكل الآثار التاريخية,حتى إن كانت وثائق مكتوبة,لايعتد بالحقيقة التي تدافع عنها,إذ ترفع في وجهها الإعتراضات,والتخمينات,أما الآداب,فلا يحتاج لشهود,ولا يعترض على حقائقه,لأنها ليست صورا صامتة,بل أقوال وكتابات متكلمة,تحمل صدقها الروحي معها,غير قابلة للمساءلة,لأنها تجيب دون أن تسأل أو تقاد لحيث تستنطق ويعاد ترتيبها زمنيا ووقائعيا.
لاأقول له كل هذه السلطة,وربما لهذا السببب,يتم تجاهل القول الفني,تفاديا له,وحدا من امتداده في المجتمعات التي تعرف هدا النوع من الكتابة,كمن يراد قتله بالصمت,لتنكسر الأقلام من تلقاء نفسها,وتترك المجال لمن يريدون تصوير المجتمعات والحضارات بمنظارهم الخاص,ذاك الذي لايرى في نجاح الحضارات,إلا ما راكمته من ثروات,وإنجازات صناعية وعسكرية وحتى تقنية في أحسن الحالات,وكأن الإنسانية مجرد استهلاك لما يضمن العيش بأية طريقة,وبعيدا عن كل الثروات الروحية التي تحتاجها الإنسانية كما تحتاج إلى الثروات المادية والإنجازات العلمية.
سلطة هذا النمط من الفكر,تحول الإنسان إلى كائن لايمل من البحث عن ذاته,يضيف قيما جديدة,أكثر إزعاجا للمدافعين عن حاجات الناس الطبيعية,ناسين قصدا,أن الأمم التي لاتلعب,يقودها جدها وجديتها المبالغ فيها إلى الكثير من المآسي,أقلها هونا الحروب.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة المغربية
- عقل السلطة
- الحصانة السياسية
- دولة العقل
- يساريون ودينيون في المغرب
- مفارقات السلطة في العالم العربي
- حزب الله مشروعية المشروع
- سياسة الإعداد
- الفكرة في اللغات
- الإعلام ودفاتر التحملات
- العدالة والتنمية بين الديني والسياسي
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - سلطة الآداب