أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - العدالة والتنمية بين الديني والسياسي














المزيد.....

العدالة والتنمية بين الديني والسياسي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 00:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العدالة والتنمية بين الدين والسياسة,فهل هو حزب سياسي,أم حزب ديني يسعى لممارسة السياسة بالمغرب؟
تاريخيا,لم يتأسس هذا الحزب كباقي الأحزاب الدينية,فهو لم يتجمع أعضائه من خلال جمع عام,ليختاروا مكتبا مسيرا,بعد وضع أرضية إيديولوجية واستراتيجية سياسية,محددة لكيفيات تصوره للفعل السياسي,المحدد بطبيعة الإيديلوجية التي يحملها,ولم ينشق عن حزب سياسي بفعل تعارض الخيارات السياسية والرهانات التي تحدث تحولا في الفكر والممارسة السياسيين,بل تشكلت نواته من خلال حركة دينية,كانت تتويجا للقاءات بين فعاليات دينية,اقتنعت بضرورة الفعل السياسي,ونبذ التغيير العنيف,باعتماد منطق الدعوة الدينية,لحين اكتساب شرعية اجتماعية تؤهل الجماعة الدينية للتحول إلى حزب سياسي,لكن الدولة كانت متشدد في مسألة دينية الحزب,فانخرطت حركة التوحيد والإصلاح في حزب سياسي,وعندما تقوى دراعها السياسي,قادت تحولا فيه,انتهى بالتسمية الجديدة,وهي حزب العدالة والتنمية,لكن حركة الإصلاح والتوحيد ظلت حاضرة فيه بقوة,بشريا وفكريا,بحيث أن حركة الدعوة الدينية حاضرة في صلب الحزب السياسي,إذ يمكن القول أنها أفسحت المجال لرجالاتها بممارسة السياسة وفق منطقين,الأول ديني,بحيث تعتبر نفسها المدافع عن الهوية الإسلامية المهددة من طرف العلمانيين,والحداثيين وحتى الإشتراكيين,أما المنطق الثاني,فهو سياسية الحزب,بحيث يقيم علاقات سياسية مع الأحزاب المنافسة له,باختلاف منطلقاتها الإيديولوجية والسياسية,وقد نجح الحزب في دلك,بتشكيله لأغلبية مختلفة المشارب,حزب الإستقلال المحافظ,والمحسوب على الكتلة الديمقراطية,وحزب التقدم والإشتراكية ذي النزوعات الإشتراكية والمنتمي للكتلة هو الآخر,إضافة إلى الحركة الشعبية التي كانت هي الأخرى حاضرة في الحكومة السابقة,كممثل سياسي ليمين وطني مدافع عن الثقافة الأمازيغية,بهذا الشكل بدا حزب العدالة والتنمية,وكأنه يقود حكومة ائتلافية,وهو الحاصل على أغلبية,مثبتا بذلك في نظر الخصوم حسه الديمقراطي,وقدرته على التمييز بين الحركة الدعوية والفعل السياسي,وبذلك أيضا أثبت لحركته الدعوية قدرته على التوفيق بين الهم الحضاري العام والتدبير السياسي,لمرحلة حرجة في تاريخ المغرب السياسي,المتميزة بتنزيل الدستور الجديد والحراك الشعبي الذي تعرفه الدول العربية,مؤكدا أن له القدرة على التجاوب مع المتغيرات الوطنية والعربية وحتى الدولية,مما أثار تعجب السياسيين الذين كانوا يراهنون على الهفوات التي تعرفها الأحزاب السياسية التي ليست تجارب في قيادة الحكومات والتحالفات السياسية,فخاب ظنهم لحد اللحظة,وانعكس ذلك بوضوح على ممارسات الأحزاب المعارضة,التي اكتفت بافتعال صراعات مسطرية وثقافية محكومة بمنطق نيات الإقصاء التي يخفيها حزب العدالة والتنمية المغربي,لكنه بإدراكه لهشاشة التحالف الذي يقوده,لم ينخرط سياسيا في المعركة,بل أجل المواجهات ولم يسعى لتديينها إلا في بعض اللحظات إرضاء للمتمسكين بالبعد الديني فيه,محاولا في الأول والأخير,اكتساب نقاط تؤهله لأن يصير حزبا مغايرا لكل الأحزاب التي قادت الحكومات السابقة,بما فيها حكومة التناوب نفسها,هاجسه,تغليب التفكير السياسي على النزوعات الدينية,محاولا تجسيد فكرة الإعتدال الديني,ومصالح الناس على طقوسهم,بذلك يمكن القول,أن حزب العدالة والتنمية,نشط الحياة السياسية,وخلق حوارات حول الكثير من القضايا,السياسية والثقافية والدستورية,مستغلا ضعف المعارضة السياسية الإشتراكية بالخصوص,التي ضم إلى حكومته بعض رموزها القدامى,ليزيد تعميق اختلافاتها والإنفراد بالمعارض منها,من خلال إثبات أن دينية الحزب عامل قوة لاضعف,بما يضفيه على السياسة من أخلاق هي في حاجة إليها.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح


المزيد.....




- إسرائيل تبعد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يصدر قرارا بإبعاد مفتي القدس 6 أشهر عن المسجد الأقص ...
- سلطات الاحتلال تبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى 6 أشهر
- سلطات الاحتلال تبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى 6 أشهر
- بزشكيان: على الدول الإسلامية منع استمرار الجرائم في غزة
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- الاحتلال يعتقل مواطناً من قرية فرخة غرب سلفيت
- الإمارات تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد
- عبارة -فلسطين حرة- على وجبات لركاب يهود على متن رحلة لشركة ط ...
- رئيسة المسيحي الديمقراطي تريد نقل سفارة السويد من تل أبيب إل ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد المصباحي - العدالة والتنمية بين الديني والسياسي