أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الفكر والسياسة في المغرب














المزيد.....

الفكر والسياسة في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر السياسي في المغرب,راكم معارفه من خلال الصراعات السياسية,التي خاضها ضد السلطة,بحيث أنه أنتج العديد من المفاهيم السياسية,التي لايمكن اعتبارها اجتهادات نظرية قابلة للتسويق المعرفي في العالم العربي,أو العالم الثالث,ذلك أنها ظلت حبيسة المعارك الحزبية,بحيث,ابتذلت من خلال البيانات السياسية,وحفظت كعنف لفظي تجاه السلظة,التي لم يفهم الكثير من رجالاتها المفاهيم المستخدمة في هذا الصراع,وقد خلقت كتصنيفات لرجالات الحكم والمتحالفين معهم بدل تحديدات لبنية الدولة المغربية,رغم وجود بعض التحليلات الماركسية المغربية لطبيعة المخزن السياسي في المغرب,إضافة إلى تحديدات أخرى أكاديمية وسوسيولوجية سياسية,خصوصا في علاقة الدولة المغربية بكبار الإقطاعيين والفلاحين وحتى قواد عهد الإستعمار,ورغم ذلك فهناك صعوبات تعترض الجزم بوجود فكر سياسي,واضح الملامح,بما يضعه من حدود بين السياسة والفكر السياسي المغربي,لكنه حاليا ومنذ تجربة التناوب التوافقي,وبعد أن غابت فكرة الصراعات ضد الحكم,وحلت معها معارضة الحكومة,التي أهلها الدستور الجديد لأن تصير مسؤولة أمام المجتمع والمصوتين على زعيم الأغلبية الحكومية,ظهرت الحاجة الملحة إلى فكر سياسي في المغرب,يمتح من الفكر,بدل الإستناد إلى الإيديولوجية,التي تستحضر المصلحة في المواجهات أكثر من استحضارها للمعرفة,التي يختلف نقدها عن النقد الإيديولوجي,الذي لايمكن إنكار دوره,وفعاليته في تطوير الحقل السياسي,ومد الجسور بين المصالح والمعارف,لكن التداخل بين الفكري والسياسي,الذي عرفه المغرب والكثير من الدول العربية وغير العربية,كان نتاجا لحمأة الصراعات,وطبيعة الأحزاب المعارضة في المغرب,فقد كانت المعارضة,منذ انشقاق الحركة الوطنية,وظهور الإتحاد الوطني للقوات الشعبية,وربما قبله بقليل,في تجربة الحزب الشيوعي المغربي,ترتكز إلى النظرية الماركسية,التي تفرض الإنحياز بالضرورة,لأحد الطبقتين,أو التحالفين,أنصار الطبقة العاملة,أو أتباع البورجوازية,فالفكر,ليس إلا إيديولوجية,حتى لوكان دينيا أو خيالات أدبية,بل حتى فنون القول لم تنج من هذا التصنيف,مما فرض على الفكر السياسي في المغرب,ألا يكون إلا إيديولوجية,وألا تكون الإيديولوجية العلمية إلا فكرا سياسيا,مما نتج عنه,التماهي,بين السياسة والفكر السياسي,قاد حتما,إلى اعتبار السياسي مثقفا,والمثقف بالضرورة سياسيا ومعارضا,ولازال هذا التطابق حاضرا لحد اللحظة,في الكثير من التنظيمات السياسية,الديمقراطية والتقدمية,ومن الصعب التغلب عليه,لأن هذه التقاليد السياسية,حاضرة بقوة,ومدعومة من طرف المثقفين والساسة أيضا,بل إن الفكر الذي يخوض في هذا التطابق,يتعرض للكثير من الحملات,التي تشكك في نزاهته,وتعتبره,مبررا للمس بالزعامات الحزبية وكاريزماتياتها,التي يحتكم إليها,فتصير بمثابة الحكماء ومثقفي السياسة,بينما هم في الحقيقة,رجال سياسة,وليس كل رجل سياسة مثقف حتما,لكن كيف يمكن إثبات ذلك؟

.
1رجل السياسة.إنه فاعل في الحقل السياسي,من منطلقين,إمامحافظ على استمرارية السلطة السياسية وحمايتها,بتطوير آليات استمرارهاوجعلها أكثر فعالية,سواء كان في جهاز الدولة,أو عضوا بالحكومة المدبرة لشؤون المجتمع خلال دورة من دورات الحكم,أو أنه معارض للحكومة,وفق آليات المعارض الديمقراطية,ونظام الإحتكام للإنتاخابات,بتصويت الناخبين,والسياسي هنا يفكر سياسيا,لكن فكره محصور في كيفيات تدبير الفعل السياسي,سواء كان معارضة أو حكما,طبعا دون استثناء المعارضة الجذرية,التي يعارض أصحابها نظام الحكم برمته,ويسعون لتغييره كليا,فالسياسي هنا ليس مثقفا,رغم أن له ثقافة سياسية,معرفة بتاريخ التحولات السياسية التي عرفها البلد,وباقي البلدان الأخرى,وهو قابل لأن يكتسب الكثير من المعارف الأخرى,باجتهاداته النظرية,وليس بموقعه السياسي حتى عندما ينتج خطابا,فلن يكون إلا خبرات سياسية,أو ثقافة سياسية في أبعد الحدود,لكن ألم يوجد بعض المثقفين الذين تحولوا إلى ساسة؟وهذا سؤال مردود عليه,فهم قد تحولوا إلى ساسة,فإن جعلوا ثقافتهم في خدمة السياسة الخاصة بأحزابهم,فقد صاروا ساسة,أما إن كان المقصود بذلك فهم السياسة والإنخراط فيها,فإن هذا ما تقتضيه الثقافة نفسها,فلا يمكن تصور مثقف ليس له وعي سياسي,به يقرأ محيطه الإجتماعي,ويتفاعل بمعرفته هاته مع الساسة,الذين يراهم أهلا لهذه الممارسة السياسية أو تلك.

2رجل الثقافة
إنه الرجل,الذي يفكر في المعارك الكبرى للمجتمع,أو الحضارة التي ينتمي إليها,فغايته ليست صنع الأغلبيات السياسية,أو التحالفات,أو آليات الهيمنة والسيطرة السياسيين,بل همه,صنع الإنسان,بما هو ذوق جمالي,وحس فني,وانحياز أخلاقي ضد البشاعة في القول والصورة والحجر على الفكر,وكل محاولات إلغائه,سواء كانت من طرف الحاكمين أو حتى المعارضين,في مختلف الأنشطة الفكرية,همه المعرفة البشرية,بما هي غاية كل تفكير,في مختلف الحقول,بما فيها السياسة,التي يقاربها من منطلق الفكر السياسي,للكشف عن أفكار الساسة,ونظم الحكم الفكرية,وآليات اشتغالها الواعية وغير الواعية,ورهاناتها المعلنة والخفية,قد يستفيد المعارضون من فكره,وربما حتى الحاكمون,فكل هذا لايعنيه,لأنه ليس في خدمة أحد من المتعارضين على السلطة أو حولها,ما يعنيه في هذه الصراعات,هو أن تكون حافزا على التطور والتقدم,وألا تكون مدمرة للحضارة التي يسعى لأن يكون مساهما في بنائها,إلى جانب غيره من الفاعلين.
بهذا التمييز,يمكن القول,أنه في المغرب,ووفق ما سبق,بدأت تظهر مؤشرات ظهور فكر سياسي في المغرب,يرسم لنفسه مسافة نقدية,تفصله نسبيا عن الفاعلين السياسيين,الذين استشعروا هذه الحقيقة,ولذلك صرنا نشهد ابتعاد الكثير من الباحثين في الفكر السياسي عن الهموم السياسية المباشرة,التي احتكرها الساسة,فغدت معتركا لهم,وفتحت جبهة ثقافية للمواجهة,على صفحات بعض الجرائد و أهمها الأحداث المغربية.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الجوائز الأدبية
- سلطة المثقف والدولة
- العولمة والثقافة
- الفكر السياسي في المغرب
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الفكر والسياسة في المغرب