أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الفكر السياسي في المغرب














المزيد.....

الفكر السياسي في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عرف المغرب في صراعاته السياسية الكثير من التحولات,أغنت هذا الفكر,فقد
متح بالضرورة من الإشتراكية,التي انتشرت باجتهادات الأحزاب السياسية
المغربية التقدمية والحركات الماركسية,بفعل التعامل مع الفكر الغربي
الأروبي الذي اكتشفه المغاربة مبكرا مقارنة مع العديد من الدول العربية
الأخرى,ولهذا كانت التحليلات السياسية تركز على البعد الطبقي لنظام
الحكم,والتحالفات السياسية التي اعتمدها في صراعاته السياسية ضد
الوطنيين الذين انشقوا عن حزب الإستقلال وأسسوا حزبا اشتراكيا,يمتح من
الفكر الماركسي المطور مغربيا,والمستفيد من اجتهادات الأحزاب العربية
الشيوعية التي عرفت مثقفين أغنوا الفكر العربي التقدمي بتصوراتهم حول
الصراعات من أجل بناء الدولة الوطنية,أو حتى الإشتراكية,ومن هنا سوف
يتبنى الفكر القومي العربي الأفكار الإشتراكية,أو ماسوف يعرف بالإشتراكية
العربية,في شكلها البعثي أو الناصري,حتى عندما انتهت بمواجهات مسلحة في
لبنان وتصفيات بين الشيوعيين والقوميين,لكن الفكر السياسي المغربي حافظ
على هذه الوحدة وتجاهل الإختلافات الإيديولوجية المؤدية
للتناحر,والتحامل,مما أدى فيما بعد إلى التمسك بالخيار
الديمقراطي,والإقتناع بالإشتراكية الديمقراطية لنبذ العنف والمواجهة
المباشرة مع الدولة كما حدث في الكثير من الدول العربية,التي اشتد فيها
الصراع بين الشيوعيين والقوميين وانتهى بالتصفيات الجسدية,مما نتج عنه
انقسام تاريخي بين الحزب البعثي السوري والعراقي,وكانت هذه الصراعات
مؤشرا على ضرورة الإنتقال في المغرب من تاكتيكات العنف إلى التنافس
الديمقراطي,وإن حافظت بعض الحركات اليبسارية في المغرب على رفض اللعبة
الديمقراطية,غير أنها انحازت مع الزمن إلى المطالبة بالديمقراطية مثل
الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية,وبذلك سوف ينتقل الفكر السياسي في المغرب
من التحليلات الطبقية إلى القراءات السياسية التي استندت إلى رجالات
القانون الذين طالما اعتبروا مجرد مؤولين لقانون هو في آخر المطاف مجرد
دباجات معبرة عن المصالح ومكثفة لها بحثا عن شرعية وهمية كما كان يعتبرها
الفكر الماركسي,هنا تم الإنتباه أيضا إلى الفكر السوسيولوجي الذي حاول في
بعض تموقعاته فهم طبيعة السلطة السياسية في المغرب,لتفادي سوء الفهم الذي
نشب بين السلطة والأحزاب السياسية خصوصا التي كانت تمثل الحركة الوطنية
بما هي امتداد لها,بشقيها الوطني والشيوعي والإشتراكي,فظهرت الكثير من
المفاهيم السوسيولوجية.كالزعام والبركة وسلطة الأولياء ليكشف عن الفكر
التقليدي في عمق الممارسات السياسية التي تلجأ إليها الدولة أو تدعمها من
خلال الزوايا ومختلف المؤسسات الإجتماعية التقليدية,هذا ما أغنى الفكر
السياسي في المغرب,وجعله يعرف تنوعا من حيث المرجعيات والخبرات
الفكرية,وانظاف إلى هذه المرجعيات الكثير من الإقتصاديين الذين نبهوا إلى
ضرورة ربط التقليدي بالوظائف الإقتصادية للدولة المغربية,من هنا أدرك
الساسة خطر الفكر السياسي,فحاول كل حزب تأسيس تجمعات دراسية غايتها تزويد
الساسة بالمقاربات التي تجعل منهم مشروع متحكمين في خطابات النقد,وحتى
المعارضة بل التبرير التحكمي في القاعدة المصوتة,لأنها عرفت تغيرات
سوسيوثقافية,فالخطابات القديمة عجزت عن تحقيق الإقناع الحزبي
والإيديولوجي,وهي مفارقة غريبة,إذ في الوقت الذي تتسع فيه قاعدة
المتعلمين,وينشط الفكر السياسي,تعرف الساحة السياسية عزوفا لا سابق
له,وتتراجع قاعدة الأحزاب السياسية,ويتراجع عدد المتعاطفين,ربما ساهم هذا
الشكل من الفكر السياسي في التوعية النقدية للشباب,وربما أن الفكر
السياسي في المغرب تطور من حيث تفاعله مع النظريات السياسية الغربية,ولم
يفلح في خلق فكر سياسي مغربي,له أدوات التفكير الخاصة به ومرجعياته التي
تتطلب أولا خلق مفاهيم تمهد للتفكيربآليات أخرى غير التي درج عليها
الساسة وحتى الباحثون في الفكر السياسي,مما يتطلب الكثير من
المجهودات,أولها احترام الإجتهادات الخاصة التي ينحتها الباحثون
والمهتمون,وألا يستخدمها الساسة وكأنها اصطلاحات مشاعة,إن لها
أصحابها,وهي منزوعة من سياقات أصحابها,هؤلاء الذين فكروا بها وفيها من
خلال تدخلات وكتابات لابد من احترامها,وتجنب استخدامها لدرجة الإبتذال
الشفاهي المشاع,فكثرة الإقتباسات كيفما كان مصدرها تشوش على الفكر,وتجعله
ميالا لإعادة استنساخ ما فكر الغير فيه بدون أي حذر أو تخوف من سطوة
الأنا الغارق في اقتباسات يعتقد بها أنه مبدع للفكر,بينما هو مجرد مترجم
أو متحامل على فكر الغير,في ظل غياب رقابة فكرية على كل ما يكتب حفظا لحق
المبدع واحتراما لحق الإجتهادات الواجب دعمها باحترام الملكية الفكرية
وتقديسها كما يحدث في كل دول العالم المتحضر.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة
- أزمة الحداثة في العالم العربي
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الفكر السياسي في المغرب