أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - أزمة الحداثة في العالم العربي















المزيد.....

أزمة الحداثة في العالم العربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة الحداثة
بعد استقلال المجتمعات العربية,بقي الغرب في التفكير العربي رمزا للإستعمار,ولدلك لم يتم قبول أفكاره إلا بعد صراعات كثيرة,وربما من أجل قبول أفكاره تم الرجوع للفكر السلفي فتمت المصادقة الدينية على دلك,لكن المنطق الإنتقائي ظل حاضرا,بل فرض حضوره
في كل النقاشات التي دارت,وبتجسيد الفكر الماركسي واقعيا باعتباره فكرا غربيا هو الآخر,اكتسب مشروعيته من خلال دعمه للحركات التحررية,فلم يجد المثقف العربي حرجا في تبني هدا الفكر والدفاع عنه,بل ظهرت اجتهادات نظرية حاولت تكييف هدا الفكر مع أوضاعها الخاصة,فانطلق الفكر القومي متبنيا الفكر الإشتراكي,ولازال إلى حدود الآن ,بل تشكلت به أنظمة سياسية,لازالت ملامحها حاضرة في المسارين الثقافي والسياسي,كالتجربة الناصرية,والعراقية واليمنية والسورية.
1من اليسار الماركسي إلى اليسار القومي
راكمت الأحزاب العربية الماركسية نضالات سياسية ونقابية,لكنها كانت في أغلبها تعيش حصارا سياسيا,إد عاش مناضلوها اضطهادا كان ينتهي في الغالب بالسجن أو المنفى,بل إن بعضهم استشهد في المعتقلات تحت التعديب,وقد بقيت في خطابها تستحضر هدا الزمن ليشكل زادها اليومي في الدفاع عن مشروعيتها ونضاليتها التاريخية,لكنها بقيت أسيرة التصورات التي كان الإتحاد السوفياتي يقدمها عن الفكر الإشتراكي,باعتباره المنجز لأول ثورة اشتراكية في العالم,لكن الإشتراكية الديمقراطية في أروبا الغربية اختلفت مع هده القراءة الأحادية للفكر الماركسي,إد اختارت منهجا آخر,وهو الوصول إلى السلطة السياسية عن طريق الإنتخابات الديمقراطية الحرة,دون اللجوء إلى العنف الثوري,مستحضرة مقولات اغرامشي حول المجتمع المدني وغيرها من الإجتهادات,التي تراكمت من خلال القراءة النقدية للتجربة السوفياتية,كل هدا سمح للأحزاب الإشتراكية العربية بالتخلص من راديكاليتها,والقبول بالإشتراكية الديمقراطية,مع استحضار البعد القومي العربي,لكن لم يكن هدا المؤثر الوحيد,بل كانت هناك دوافع أخرى,أهمها التحولات التي عرفتها المجتمعات العربية اجتماعيا,إد عندما قبلت المشاركة السياسية,انضمت إليها شرائح جديدة,تدرك أن نموها الإقتصادي لايمكن أن يتحقق بدون نفود سياسي,تحمي به امتيازاتها وتصونها,وبدلك تأثر الصراع السياسي بطموحات فئوية جسدت أفكارها,ولم تعد الحوافز الإيديولوجية هي المحرك الأساسي لهدا الصراع,الدي اتخد أشكالا مختلفة باختلاف الدول العربية,وهنا أيضا ومع توالي الإنتكاسات السياسية,المتمثلة في فشل الإختيارات التنموية,وفشل الديمقراطية عزفت أغلب الفئات الإجتماعية عن المشاركة السياسية,إد لم يعد المواطن العربي يولي اهتماما للإنتخابات,من منطلق أنها لاتمثل إلا الصراع بين الكبار,أي التنافس على التحكم في كيفية الإستفادة من ثروة البلد,فلم يبق للأحزاب الإشتراكية العربية من وسيلة للتأثير على الجماهير ما عدا مخاطبة حسها القومي وتجييشها ضد إسرائيل,بعد أن عجزت عن تأطيرها نضاليا ضد أنظمتنا السياسية الساعية إلى التطبيع مع الصهاينة,بل منها يتبادل الخبرات معها,يستعملها كحصام طروادة للتقرب من الولايات المتحدة الأمركية التي وضعت قواعدها داخل الوطن العربي.
2حداثة الحزب وتقليدية الحكم
من المؤكد أن جل الأنظمة العربية,لم تحسم بعد مع الأساليب التقليدية في الحكم,دلك لأن البنيات التقليدية في المجتمعات العربية لازالت قوية رغم المظاهر الحديثة في الحياة العامة والخاصة على السواء,ومن المؤكد أن الأحزاب السياسية تتأثر بهده الظواهر في تأطيرها السياسي للمواطنين إن أرادت التأثير عليهم,وإلا بقيت على الهامش محصورة ونخبوية,وهدا ما تعيشه التنظيمات الحديثة,إن هدا الواقع جعل من الأحزاب العربية تركيبة توليفية بين مختلف الفئات الإجتماعية من حيث الإعتقادات الشخصية والإيديولوجية,كما انعكس دلك على تركيبتها التنظيمية وتقاليدها,إد الزعيم الحزبي يشكل محور التنظيم,بتاريخه النضالي والسياسي,ويعتبر دلك كفاءة سياسية وأخلاقية,تؤهل الزعيم للحسم في القضايا العالقة,أي المختلف حولها,إد يلاحظ أن تاريخ الأحزاب السياسية هو داته تاريخ اختلاف الزعامات السياسية فيما بينها ,فيعطى لهده الإختلافات دلالات إيديولوجية أو نظرية حتى لا تكتشف الأصول الخفية للصراعات السياسية,إد غالبا ما تحسم الإختلافات شكليا بالإحتكام لآليات حداثية توظف تقليديا من طرف التوجهات المتصارعة,وهدا ما يحد من الإمتدادات الحداثية في التفكير والممارسات المتوارثة,وربما هدا هو السبب المؤدي للإنشقاقات وتجاهل الدعوات التحديثية الصادرة عن هده الأحزاب الغارقة في التقليد العشائري والأسري والزبوني والريعي.
هكدا تكون الأحزاب العربية في مسارها السياسي دعامة من حيث لاتدري للفعل التقليدي السياسي الممارس من طرف أنظمة الحكم,وهي إد تعارضه لا ترفضه إلا عندما تتضرر من الإنحسارات السياسية الجامحة التي تعوق مناضليها عن الإستفادة منه,مما يعرض هده الأحزاب لصراعات تؤدي بها أو ببعض زعمائها المحتاجين لريع رمزي,إن لم يستفيدوا هم منه اقتصاديا فإنهم في أمس الحاجة لتوزيعه على الآخرين ضمانا لولائهم في المراحل الحرجة من الصراع,حيث تتراجع الحوافز الإيديولوجية لصالح ميولات أخرى.
3الوتيرة التقليدية للتجديد
عندما تحاول الأحزاب العربية تجديد داتها من الداخل تمر بمرحلتين,الأولى دعوة قوية مدعومة بأصوات مدوية,تستقطب مناضلين جدد,ناقمين عن التوجهات السياسية لأنظمة الحكم,مما يفرض المعارضة لها,بأشكال تختلف باختلاف الدول العربية وتقاليدها السياسية,إد يكون الحزب في هده المرحلة بعيدا عن الإكراهات الدولاتية المحددة لاختياراته,أما في المرحلة الثانية,أي المشاركة في الحكومة,فإن ملامح التجديد تبهت وتتراجع,لأن أنظمة الحكم العربية تفضل التعامل مع الزعامات الأكثر محافظة في اختيارات الحزب السياسي,وبدلك يجدد الحزب الثقة في قدمائه ضمانا لإرضاء الحكم,حتى يتمكن من الفوز بمناصب القرار,التي تعتبر تتويجا لمجهوداته السياسية في الصراعات من أجل تحصيل أكثر عدد من المقاعد المتبارى حولها,رغم ما يسود الإنتخابات من تحيزات لصالح هدا الطرف أو دالك,هنا ينبعث التقليد من جديد وقد يتخد ملامح أكثر غموضا أو التباسا,وبدلك فإن وتيرة التجديد تكون هي داتها المتبعة من طرف نظام الحكم السياسي في عالمنا العربي لتكتمل الدائرة وتنغلق بانغلاق الأنظمة السياسية التي تتحكم في أزمنة التجديد,وتحد من سرعتها حتى لا تتجاوز الحد المسموح به اجتماعيا,مما يفرز حركات وتيارات وحتى أحزاب صغيرة رافضة للمشاركة أصلا في الإنتخابات,تظل تصارع من أجل تحديث السلطة السياسية ووضع قواعد حديثة يتم الإحتكام إليها دون تدخل الحكام بطريقة أو أخرى,سواء كانت هده التدخلات بممثلي الجيش السياسيين أو ممثلي الشعوب المدركين لحدود التمثيلية ومحدوديتها السياسية.
حميد المصباحي كاتب وروائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - أزمة الحداثة في العالم العربي