أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - نقد المثقف














المزيد.....

نقد المثقف


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقف في العالم العربي ,صار موضوعا للكثير من الكتابات المعرفية وحتى السياسية,هناك المنتقد لسوء أدائهم و عدم تفاعلهم مع المجتمعات العربية,إنهم موضوع للنقد والإدانة,والكثير من التجريحات تصل حد الشتيمة والتحامل الشخصي,بحيث يبدو المثقف وكأنه المسؤول عن كل الويلات التي يعيشها العالم العربي,لدرجة أن ما يناله المثقف من تعرية يحجب مسؤولية الساسة,بل وحتى الحكام أحيانا,وهنا لابد من طرح سؤال مهم,من يقوم بهدا النقد؟
أليس مثقفا,أليس معنيا كغيره من المثقفين؟أم تراه متعاليا عنهم,فما هو موقعه في هده المعادلة؟وما الدي أنجزه هو نفسه لصالح المجتمعات العربية؟فإن كان محاربا من الثوار القدامى فإن مهمته ليست هي تقريع رجالات الفكر,فهو ليس في حاجة إليهم,مادام قد حسم في كيفية التغيير,وعليه جمع الجنود والمحاربين وليس المثقفين,إلا من يجيد منهم حمل الأسلحة والمتفجرات ,والمثقف حاليا لم يعد قادرا على لعب هدا الدور,بحكم سنه أو ميولاته وربما تغير الظروف الدولية والحضارية للإنسانية جمعاء,فلماد هدا الصنف من المثقفين لايبرعون إلا في جلد الدات,أي غيره من المثقفين,الهاربين من الحركية السياسية,أو حتى المنحازين للإمن المجتمعي,وربما المدافعين عن الدولة خوفا من الفوضى والعنف بكل أصنافه وأخطاره؟
إنه في الحقيقة يبحث عما يجعله مختلفا عن الغير,وهدا حقه,لكن الإختلاف يفترض اكتشاف معرفة جديدة,أو حقائق مثيرة,في الفكر والفن والمناهج حسب الإختصاصات والميولات والقددرات,هنا يكون الإختلاف أكثر جدية,ونفعا للناس والمجتمع والمعرفة نفسها,ويمكن الإضافة نقد الممارسة السياسية للدولة في العالم العربي,وكشف تناقضات النخب الحاكمة والمعارضة أيضا,لمقاربة خيباتها السياسية وأسباب تقهقر مشروعها الحضاري المحتاج لآليات سياسية فعلية تؤهل المجتمعات العربية لتحقيق التنمية والرقي الحضاري الدي طال انتظاره أكثر مما يجب,واستبعاد المثقفين من طرف السلطة السياسية هو أهم أسباب الخيبات التي منيت بها في تاريخها,بل إن التاريخ السياسي لكل الدول العربية كان قائما على إبعاد المثقفين عن السياسية,أو إنهاكهم بمعارك هامشية غايتها تأهيلهم للسياسة النفعية ليصيروا في خدمة الحاكم لاخدمة المجتمع أو الحضارة التي طالما دافعوا عنها في خطاباتهم وبحوثهم واجتهاداتهم,وأعتقد أن مماحكات المثقفين مع بعضهم ليست إلا معارك وهمية,لن تضيف أية قيمة للصراع ضد التخلف والإستبداد والأمية والعبثية السياسية,فالمثقف حتى لو افرضنا أنه نزل للشوارع العربية هل تتركه السلطة يحاول التواصل مع الناس؟وهل خلق لغة مفهومة وقابلة للإستيعاب والفهم,وهل بإمكانه التحول إلى مهندسا للثورات,وهو نفسه لم يكن في مصر أو تونس وربما اليمن وليبيا ومستقبلا سوريا إلا آخر الملتحقين,وإن واكب التغييرات فبقلمه وأفكاره وليس نزوله الغاضب للشارع,وهدا ليس عيبا ولا تطاولا على رجالات السياسة عندما يستكينون,بل هي لحظات تاريخية قابلة للحدوث عندما تتقلص الهوة المعرفية بين الشعوب ومثقفيها الدين يغادرون خلواتهم وإقاماتهم المحروسة والمعزولة ع، أحياء الفئات الفقيرة التي يهرب منها المثقفون,بمن فيهم هؤلاء الثائرين على عزلة المثقف وعدم فعاليته العضوية أو السياسية,
باختصار,على المثقف أن ينجز عمله هو دون أن يملي على غيره ما عليهم فعله,وألا يحترف نقد الثقافة,بل المشاركة في بنائها,أو إعادة بنائها,لأنه في مثل حالته تلك يجد للبحث عن الخلل هربا من التفكير في الحلول,واقتراح المقاربات والمعالجات لما يحد من انتشار الثقافة وديمقراطيتها لتصير حقا مشاعا لكل المجتمع,وليس ملكا خاصا لنخبة تحصن بها مواقعها الإجتماعية,لتمارس الوعظ الإيديولوجي والنقد المثقفاتي للمثقفين والتحامل باسم الثقافة على مثقفين لكل موقعه الدي اختاره بوعي,وفق معيار المصلحة أو الحق الأخلاقي,وهده طبيعة المثقف,ورهاناته التي لن تكون إلا مختلفة ومتعارضة كما كانت دائما,.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة
- صراع المغرب والجزائر


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - نقد المثقف