أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار العربي والشباب














المزيد.....

اليسار العربي والشباب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الثورات الأخيرة,في كل من مصر وتونس,ظهرت الحركات الشبابية أكثر قدرة على التحرك,والتنظيم أيضا,والملاحظ أيضا أنها كانت أكثر تسامحا,فيما بينهاأولا بحيث لم تكن الصراعات السياسية حاضرة في عمق مواجهاتها للنظم السياسية,بل رحبت بالمختلفين معها,شريطة عدم ممارسة الوصاية عليها من طرف الأحزاب السياسية وشيوخ النضال السياسي ممن احترفوا الزعامة,وحولوها إلى رأسمال رمزي,ونياشين مزمجرة في وجه المبادرات المجتمعية الحرة والمنادية بالتغيير الفوري,خارج كل الحسابات التاكتيكية والنظرية المنتظرة لنضج الشروط الإجتماعية والإيديولوجية,وقد أدرك اليسار المصري والتونسي هده الحقيقة وأحسن التعامل معها بتقدير,ليس لتضحياتها فقط,بل لخيار جيل بأكمله له حق المبادرة,وخلق تجارب جديدة في المواجهات السلمية,والصدور العارية,مما أحرج الأنظمة العربية وحتى بعض الأحزاب اليسارية,التي تأكدت أن زعاماتها فشلت في استقطاب الشباب الدي مل التحركات المحسوبة,والمعارضات اللفظية,ورهانات التغيير من داخل المؤسسات التمثيلية,التي انخرط فيها أغلب اليسار العربي الديمقراطي,مرحبا بهده الديمقراطية,ولم يدرك أن الديمقراطية ليست غاية في داتها,بل هي مجرد وسيلة لتدبير الإختلافات والتناوب على السلطة,ولكن رهانها الأساسي هو تغيير نمط السلطة والمساهمة الفعالة في تغيير شروط الحياة المجتمعية,وما يلزمها من كرامة وحرية,للتخلص من الحيف,والقهر المادي,وهكدا كان اليسار التونسي والمصري متفهما لهده الحركات وداعما لها,دون المس باستقلاليتها وشعاراتها,ولم يصرح بأنه هو صاحبها,ولم يستعرض ما قدمه من تضحيات في سبيلها,بل منه من اعترف في مشهد هائل,بأن الشباب قدم للمجتمعين المصري والتونسي ما لم تستطع التنظيمات السياسية واليسارية تقديمه,فازداد احترام الشباب لهده التنظيمات,بل شعر بعمق الإنتماء لها,ولم يتوجس منها خيفة,بل اقترب منها,وحمل رموزها مسؤولية حمايتها ممن بقي من نظم الإستبداد البائد,وكانت هده التجربة رائدة,لكن بعض أحزاب اليسار العربي لم تفهم هده الرسالة,وسارعت إلى تأسيس تنسيقيات,كالجزائر والمغرب,وهناك قوى أخرى في اليمن,استبعدت السياسة واستحضرت القبيلة,محاولة تحريك هده النعرات للنيل من نظام الحكم,وتوريطه في مواجهة البنى التقليدية,التي يستند إليها في حكمه للبلد,إن هده الرهانات,محبطة لحركات الشباب,فإما أن تتحول المظاهرات إلى استعراضات للقوة,المراد استغلالها انتخابيا كما هو الحال في المغرب,أو تحويلها إلى عنف مضاد كما في الجزائر,أو استغلالها لترسيخ الإنفصال كما هو متوقع في اليمن,لكن لابد من الإنتباه إلى أن انضمام اليسار العربي لهده الحركات الشبابية ليس عيبا,ولا محرما,بل الخطير هو استغلاله سياسيا بالإنقلاب عليه واستثماره حزبيا لنتزاع امتيازات انتخابية آنية,والترويج للدات الحزبية اليسارية خصوصا المترهلة منها,والتي أعلنت تخليها عن الخيار الإشتراكي باسم الديمقراطية,ورفضها الإحتكام للشارع مند انهيار المعسكر الإشتراكي والإتحاد السفياتي,هده الأحزاب,بزعاماتها التي استكانت للمقاعد,أو هي طامعة فيها لتحسين مواقع فئاتها الوسطى,حفاظا على زعامتها لها,أعلنت مند زمن انخراطها في اللعبة الإنتخابية,معولة على ما يتحقق بها وحدها,فما أجمل النضال المأجورفي المعارضة المؤسساتية,كمعارضة صوتية,غايتها تحقيق مصالحها حتى من خلال التلويح بالتحول إلى معارضة راديكالية شعاراتية,والتهديد بالتحالف مع حركات الإسلام السياسي,التي كانت حاضرة في مصر وتونس,لكنها احترمت مرغمة الشباب المبادر,ولم ترفع شعاراتها,بل اكتفت بالمشاركة والظهورالخفي,دون ادعاء أو مزايدات سياسية على النظم أو حركات الشباب.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة
- صراع المغرب والجزائر
- الفكر الطائفي في السياسة العربية
- الطائفية في العالم العربي
- الصورة بين المقدس والدنيوي
- دولة المؤسسات
- النقد السياسي للدولة
- الحضارة بين العنف والتسامح
- الشيوعية في العالم العربي
- الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي
- الحداثة سلطويا في المغرب
- الحزب والناخب
- الحزبية والحضارة
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية


المزيد.....




- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...
- خبراء فرنسيون يدونون آثار غزة تفاديا لمحو ذاكرتها التراثية
- الأرصاد الجوية في المغرب: سنة 2024 الأكثر حرارة في البلاد
- كيف يعمل الصحافيون الأجانب على وقع إخطارات الجيش والإنذارات ...
- كيف تستفيد إسرائيل وإيران من الحرب لتجريب الأسلحة والتقنيات ...
- الاتحاد الأوروبي يُضيف الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر ...
- ترامب غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النز ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات ...
- محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - اليسار العربي والشباب