أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الحزبية والحضارة














المزيد.....

الحزبية والحضارة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزبية والحضارة
هناك اتجاهان في الحضارة الإنسانية،كلاهما ينشد القوة بعد تأمين الإستمرار في الوجود،فقد اختار الصنف الأول توحيد المجتمع،ومنع الأفكار المناهضة للفكر العام،باعتبار السلطة ممثلة له،وقد كان الحكم التيوقراطي معبرا هم هدا الوجود من الحضارات،وإن كان قبل الديانات الموحدة،لدى الفراعنة،قبل أن تجد السلطة السياسية في المسيحية مبررا لضمان وجودها،ويغدو الدنيوي مقدسا،فتحل الآلهة في الدول من خلال حكامها الحارسين للمجتمع من الرديلة،والمطاردين لشياطين الإنس المتربصين بالسلطة والدين.أما الخيار الحضاري الثاني،فهو الإقرار باختلاف الناس،والبحث عن وسائل حسن تدبيره،بما لا يعرض السلطة للإنحياز أو الإنتصار لجماعة على حساب أخرى،فكانت الديمقراطية الحل الأمثل،بعلمانيتها الضامنة لحرية التدين،وعدم استغلالها للدين بحثا عن الشرعية التي لاتستمد من خارج المجتمع،بل من داخله،بصيغة التعاقد المدني والسياسي،هنا كانت التجربة الحزبية تجسيدا للإختلاف البشري سياسيا وثقافيا،وتخلصا من كل نزعة استبدادية للدولة أو أية ميولات انقلابية ضدها،وقد نجحت هده السياسة،لأنها كانت مدعومة بحمولات ثقافية تحولت إلى مشروع حضاري انخرط الكل فيه بعد سنين،بل أجيال من المواجهات،فقد عملت كل الأحزاب على تطوير مشاريعها في سياق تنافسي،لازالت تشتغل في ضوئه،محصنة نمو بلدانها رغم ما يعصف بها من أزمات،ولم يوجد أي حزب من أجل السلطة،التي تحولت إلى وسيلة لخدمة المجتمع وتحقيق أعلى نسبة من الإزدهار،وليست غاية للترف أو اكتساب الألقاب للمتاجرة بها في سوق الريع السياسيوالإقتصادي بعيدا عن أية طموحات وطنية أو حضارية.
لكن البلدان التي ابتليت بسوء تقدير الزمن في وجودها،لأنها تراهن على وجودها لا حضورها التاريخي والحضاري،بدول غايتها تدبير الأزمات وليس حلها،لازالت تخلف اللقاء بزمنها المنكسر،لا تتقدم خطوة إلا لتنتكس من جديد لتعود إلى ما كانت عليه قبل أن تدير عجلتها الضدئة،في وجه العثرات المتعدد والحفر المحيطة بها من كل جانب،خصوصا في الوضع الراهن،فإمكانات التقدم إن لم تحقق في وقتها سوف يصير من الصعب إنجازها مستقبلا،هي تلاعب الزمن،تعتقد أن الأمس يتكرر،والأحزاب السياسية تلهو،بسياسة التفوق على بعضها محتفلة بانتصارات باهتة،لتغض الطرف،على أن المعركة الحقيقية حاليا ضد التخلف والإنتكاسات التي طالت في عالمنا العربي ومنه المغرب.
حميد المصباحي.عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية


المزيد.....




- السعودية.. بعد يوم من صلاة الاستسقاء.. فيديو كيف لمعت السماء ...
- نهبها النازيون ونجت من الحريق: لوحة لغوستاف كليمت قد تحقق أك ...
- شاهد.. انفجار ضخم يتسبب في حريق هائل بمصنع كيميائي في الأرجن ...
- جبن غرويير السويسري المعتّق يفوز بلقب أفضل جبن في العالم 202 ...
- سوريا.. تفاصيل وفيديو من موقع الانفجارين بسبب صاروخي كاتيوشا ...
- هل يكون -الذكاء الفائق- آخر ما يخترعه البشر؟
- ضدّ -عبادة السرعة-: لماذا علينا أن نستعيد إيقاع البطء؟
- جرحى الجيش في اليمن يشكون من التهميش
- الصين تحذر رعاياها من السفر إلى اليابان
- 5 دول أوروبية في الناتو تتعهد بالتصدي لـ-تهديدات هجينة-


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الحزبية والحضارة