أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - اليسار المغربي















المزيد.....

اليسار المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 00:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ظهر مبكرا مقارنة مع الفكر القومي العربي بالمغرب،فإذا كان المشرق بدأ قوميا في رفضه للإستعمار،فإن المغرب كان يساريا
في هذا الرفض،الذي تطور من انتظار تحرر البروليتاريا عالميا إلى الإنخراط في الفعل الشعبي،من خلال الإنتظام سياسيا للدفاع عن حرية الوطن والشعوب قاطبة،فكان الحزب الشيوعي،الذي عانى من حصار الحركة التقليدية الممثلة في حزب الإستقلال،والتي ربطت الصلة بحركة المقاومة المسلحة التي انطلقت من القرى،البعيدة عن نفوذ القياد والإحتلال الفرنسي،وكانت الغاية من ذلك،هي الإعداد لقبول المفاوضات مع الإستعمار الفرنسي،وقد برزت داخل حزب الإستقلال بوادر الإختلاف بين توجهين،الأول تقليدي والثاني،دو توجهات اشتراكية مختلفة عن الحزب الشيوعي،في مسألتين،عدم اعتبار الحركة القومية شوفينية،والرهان على الوحدة العربية،باعتبارها منطلقا للتحرر والإستقلال السياسي،باختصار كانت هذه التجربة محاولة لإعادة قراءة الفكر الإشتراكي بطريقة غير حرفية،أكثر تفاعلا مع خصوصية الشعوب وحركات التحرر،في تنوعها واستقلالها عن الدول الماركسية،التي سوقت مواقفها لكل الأحزاب الشيوعية في العالم العربي،مما جعلها في مواجهة القوميين والوطنيين والسلفيين،كل هذا عزل الأحزاب الشيوعية العربي،ومنها الحزب الشيوعي المغربي،الذي تحالف مع حزب الشورى والإستقلال ليخفف من الضغط الممارس عليه،ولم يستطع التعبير عن ذاته كحركة مستقلة إلا داخل النقابة،التي حاول من خلالها تنشيط الفعل الإحتجاجي بالمدن العمالية رغم قلتها،ورغم ذلك كان حزب الإستقلال يتحرك بحذر مزدوج،توجسه من الأحزاب السياسية المختلفة معه ومن حركات المقاومة المسلحة،التي حاول استمالة بعض وجوهها البارزة،لتكون عونا له وشهادة على نضاليته التاريخية،واحتياطا حركيا ضد كل الخصوم والمنافسين،لكن الجناح الآخر داخله وإن لم يعلن عن نفسه كان يقظا لما لما يحاك ضده،فلجأ إلى التضييق عليهم لدرجة التصادم معهم،تضاعفت نقمتهم على المستعمر،متدكرين هروبهم من البوادي نحو المدن،طلبا للعمل والحماية من الجوع والأمراض،وتحولهم إلى عمال،فوجدوا في الفكر الإشتراكي مبررا لانتفاضتهم ضد القمع والقهر،وتترسخ قناعتهم بضرورة المواجهة،بعد أن استنفد الفعل النقابي إمكاناته وربما بدا التفاوض مستبعدا،لكن النخبة المتعلمة كعادتها انقسمت،فمنها من اعتمد المواجهة المسلحة ونسق معها، ومنها من فضل النضال السياسي المؤدي للتفاوض لأجل الإستقلال،واجتهد كل فريق لدعم مقترحه،بأفكار أو إيديولوجيا المقاومة،فقبل حزب الإستقلال بالتفاوض،ليجد نفسه في مواجهة الداعين للتحرر بالبنادق،فاضطر لاستقطاب بعض رجالات التحرير كما فعل غيره،واستمالتهم ليكونوا عونا له ف أية مواجهة مع حملة السلاح،الدين تحصنوا بقراهم واختاروا السرية المزدوجة،مختفين عن عيون المستعمر والمقاومين السياسيين أيضا في بعض المدن رغم صعوبة التحرك فيها،إلى أن حدثت اتفاقية إكسليبان،أو على الأصح أعلن عنها،فاشتدت الصراعات،التي لم يستفد منها اليسار المغربي الممثل أنداك في الحزب الشيوعي الدي أضعفه حزب الإستقلال رغم تحالفه مع حزب الشورى،لكنه عمل على نشر الفكر الإشتراكي في صيغته الحرفية أو السوفياتية،وحافظ على مواقفه من القومية العربية باسم الأممية،رافضا لما عرف في الماركسية بالشوفينية المرتكز على ما هو عرقي،وقد انضافت هده الهفوة السياسية إلى سابقتها،المتمثلة في انتظار الثورة البروليتارية بفرنسا لتقوم بتحرير المغرب،وقد حاول التخلص منها بإعداد خلايا مقاومة لتنفيد عمليات مسلحة،أجل بعضها وجسد البعض الآخر لكنه ظل قيد الكتمان لحسابات لم يكشف عنها حتى طالما النسيان.
انتقل هدا الصراع إلى قلب الأحزاب الوطنية،بصيغة أنصار المقاومة المسلحة،ودعاة اعتماد التفاوض،وتكونت أول حكومة في عهد الإستقلال،بعد عودة السلطان من المنفى،وقد تأثر إستمرارها باحتداد الصراع،لاستقطاب ما تبقى من رجالات جيش التحرير،لتحويلهم إلى سياسيين،يهابهم نظام الحكم،الدي استعان بخبرات بعض العاملين من المغاربة في جيش الحماية.
بعد ثلاثة سنوات من الإستقلال ظهر حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية،منشقا عن حزب الإستقلال،مشكلا يسارا مختلفا عن يسارية الحب الشيوعي المغربي المعادي لما هو قومي،فارضا تقاطبا قويا،بين دعاة التحرر الوطني،وأنصار التحرر الإجتماعي كأساس لحرية الوطن الفعلية،مما سيربك سياسة الدولة،التي وجدت في حزب الإستقلال قوة سياسية،ينبغي استثمارها،دون الإفراط في تقويتها أو إبعادها كليا عن حقل الصراع السياسي،هنا فعل اليسار المغربي وجوده النقابي،غير أن القيادة السياسية تخوفت من رفع وتيرة الصراع مع الحكم،واستفادة حزب الإستقلال منه،فحاولت التحالف معه لتخفيف الضغط عليها،لكنه انتهى بتليين بعض مواقفها،مما سيعجل فيما بعد بظهور تيار أكثر راديكالية في طرحه للقضية الإجتماعية،التي استقوى بها في صراعه السياسي،عرفت بالخيار الثوري،المنتهي بالمؤتمر الإستثنائي كخيار ديمقراطي توج بظهور الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية،لتأطير العمال سياسيا بدل حصرهم في صراعات نقابية،غايتها تحسين الأجور وتحسين ظروف عيش العمال دون أية طموحات سياسية مدعمة للتحرر الإجتماعي،وهو ما جسده تأسيس نقابة بديلة هي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل،التي كانت تعبيرا عن ضرورة الربط بين النضال النقابي والنضال السياسي الطبقي،لتنتهي فيما بعد بالعودة للسرية وإعلان التمرد على ما سمي بالإجماع والمسلسل الديمقراطي،من خلال ما عرف بتنظيمات إلى الأمام و23 مارس،كانشقاق أريد له أن يكون معبرا عن فشل البرجوازية الصغيرة في قيادة النضال السياسي،وتطرح حلها الراديكالي للحسم مع نظام الحكم بالثورة عليه واعتبار كل الأحزاب الإشتراكية إصلاحية لا تخدم مصالح الطبقات التواقة للتحرر والإنعتاق،وتبنت خيار حمل السلاح دون أسلحة،والدعوة للثورة على الرأسمال دون مشروعات اشتراكية واضحة ولها شعبيتها خارج حدود الجامعات والمؤسسات التعليمية وبعض النقابات والفعاليات المثقفة.
اليسار المغربي بفعالياته وتضحياته التاريخية،يستحق وضعا أحسن مما هو عليه حاليا،فتجاربه،بمرارتها وتنوعها،وجرأتها،تؤهله لاحتلال مواقع متقدمة،دون حاجة إلى التحالف مع من ناصبوه العداء،ونكلوا به،وتآمروا عليه،إن عرف كيف يعيد لحمة الإيديولوجيا إلى صفوفه،بدل الولاءات الشخصية والمصلحية والدولاتية،ولن يتحقق دلك بدون الإحتكام إلى السياسي والمثقف،دون الميل إلى أحدهما أكثر من الآخر.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - اليسار المغربي