أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حميد المصباحي - العلمانية في العالم العربي















المزيد.....

العلمانية في العالم العربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 13:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



مند أن تأسست السياسة وهي تطمح كدولة لاكتساب المشروعية لأن الحكام ادركوا مبكرا أن اعتماد القوة وحده غير كاف للحفاظ على السلطة ,فالعنف كمصدر للمشروعية خطر يهدد النسيج الإجتماعي,فالكراهيات تنبعث دائما,رغم خمودها المؤقت,هده الحقيقة جعلت الديانات تحتل مكانة مهمة في عملية البناء السياسي مند أيام الفراعنة وحضارة ما بين النهرين بالعراق,فالراعنة اعتبروا أنفسهم أبناء الآلهة,مما كان يضطر الفرعون إلى الإستعانة بالرهبان والدجالين لرسم القداسة وتحويف الشعب من لعنة الحكام,وهو ما سوف تدركه حتى الدولة الرومانية التي كانت وثنية فقررت تبني الديانة المسيحية حفاظا على وجودها المهدد من طرف المسيحيين الموحدين,وقد عاشت أروبا تجربة الدولة الدينية لسنسن طويلة,لكن الغرب عرف في تاريخه تجارب أخرى غير ثيوقراطية تمثلت في التجربة اليونانية خصوصا بعد إعادة قراءة كتابات أرسطو ابتداء من القرن الثاني عشر,وبداية الصراعات ضد الإقطاع الدي دعمته الكنيسة,ففقدت الديانة المسيحية حياديتها وانخرطت في بؤرة المواجهات السياسية,وفي الوقت نفسه ظهرت مشاريع جديدة ثارت على الإقطاع وسياسات الدولة الدينية التي أسسها ليفرض الطاعة بالعنف الإلاهي أو المراد له أن يكون إلاهيا,المقصود بالفكر الجديد فلسفة التعاقد السياسي بين الحاكم و المحكوم كما رآها هوبز وروسو وهيجل فيما بعد,فوجدت الثورة مبررا لقيامها ونبراسا تهتدي به في مواجهاتها لرجال الدين والكنيسة,بل تعززت تحركاتهم باجتهادات رجال الدين من أمثال كالفن أو ما عرف بالإصلاح الديني,كانت هده أسس الديمقراطية كما عرفه الغرب أثناء بناء نهضته الفكرية والسياسية والإقتصادية,فكيف يمكن تحقيق الرقي بدون العلمانية التي ستعرف بهدا الإسم فيما بعد؟

العلمانية ليست مجرد فصل بين الدين والسياسة,إنها إقرار بأن البشر مؤهلون لخلق النظم التي تناسب حياتهم الإجتماعية دون أن يعتبر دلك مسا بسلطة الله,إد أن الله أهل البشر لحكم أنفسهم بما يخدم مصالحهم وطموحاتهم الحضارية,لكن السؤال الأهم لمادا لم تنجح تجربة العلمانية في الكثير من الدول الإسلامية,
1 ثقل الثرات السياسي
لقد ورثت السلطة السياسية في عالمنا العربي ثرات الحكم النمودجي المسمى بالخلافة والمعتبر أرقى أشكال الحكم التي عرفها الوجود البشري,بل إنها صارت تتشبه به كلما ألمت بها أية أزمة سياسية,خصوصا وأن حركات التحرر العربية انطلقت من البعد الجهادي لتحرير بلدانها ونيل الإستقلال,مما ولد كرها لكل أساليب الحكم الغربية وأهمها الديمقراطية والعلمانية ولم تحاول النخبة العربية الدفاع عن المشروع العلماني بما فيها بعض القوى الإشتراكية التي حاولت التوفيق القسري بين الديني والإشتراكي وأحيانا حتى الديمقراطي الدي اختزلته في الشورى,كل هده الهفوات جعلت العلمانية تفشل قبل أن تخاض كتجربة في العالم العربي,رغم أم بعض الدول العربية دعمتها فيما يعرف بالدول القومية كالعراق وسوريا ومصر الناصرية,لكن الدين بقي حاضرا في الطقوس السياسية,وابروتوكولات الحكام العرب,وقد تم التحامل عليهم كعلمانيين وهو لم يطبقوا من العلمانية شيئا,عدا صمتهم على هده الصفة الملصقة بهم لخلط الأوراق واللعب مع المعسكر الإشتراكي من خلال مقولة النظرية الثالثة,أو ما عرف في حينه بالإشتراكية العربية المتخوفة من تهمة الإلحاد التي رفعتها دول الخليج في وجه هؤلء الحكام وأنظمتهم الشمولية التي سرعان ما انهارت رغم إنجازاتها الكثيرة مقارنة مع المحاولات الراهنة التي لا نعرف حتى اختياراتها بوضوح.
2 عقلية الحكام
إن الحكام العرب كبشر لهم تجاربهم وخبرات آبائهم التي تلقن لهم,وهم يقرأون تاريخ بلدانهم كما سجل,بعثراته وقفزاته,يدركون أهمية الدين في مختلف مراحل الصراع ضد خصومهم وحتى أعدائهم,فسلطاتهم لا يمكن أن تترسخ بدون الإحتكام إلى الدين,إنه ملادهم الأول والأخير ولا يمكن التفريط فيه مهما كانت الأسباب,فتخلف المجتمعات التي يحكمون لا يمكن أن تنصاع إلا للناطق باسم الدين,إنها تخاف على خسارة آخرتها أكثر من دنياها,كما تدخل الحكام عندما يكون باسم الدين لا تستطيع الدول الديمقراطية التدخل في القرارات خشية من أن تتهم بالتحامل على الديانة الإسلامية التي انتشرت في أروبا كلها,إضافة إلى أن الدول العربية تخاف الديمقراطية لأن المصالح الغربية مهددة بها,كما أن اقتصادات الريع هي المستفيد من غيابها,يدرك الحكام العرب أن حماتهم مجتمعيا هم الناشرون للديانة والمحركون لدواليب الإقتصاد الريعي وغير المنتج,فيختارون أساليب تقليدية في الحكم حماية لوجود أنظمتهم ومجتمعاتهم العتيقة والمحتاجة للمزيد من التأهيل والتطور الإقتصادي البعيد نسبيا عن متناولهم .
3 خرافية المجتمعات العربية
العلمانية نتيجة رقي الغرب علميا وثقافيا وسياسيا,وليست مجرد إجراءات سياسية أو دستورية آنية تدون في الأوراق كشعارات باهتة تزول مع هبات الريح كالملصقات الإنتخابية,فالمجتمعات العربية في حياتها اليومية لازال أغلب مواطنيها تجاوزا يستشيرون الفقهاء في جل القضايا أكثر مما يستشيرون رجال القانون,ويهرعون إلى الدجالين أثناء المرض ولا يزورون الأطباء إلا في المراحل المتقدمة من المرض الملم بهم,بل إن بعض الساسة وممثلوا الأمة العربية ضبطوا في قاعات السحرة وهم مدججون بتعاويد السحر الدافعة للحسد والعين بل منهم من يستشير الفلكيين في مصير مقعد البرلماني,ومنهم من يتبرك ببقايا طعام الحكام لجلب البركة ودفع الشرور المحدقة بهم,هل بمثل هؤلاء وهم كثر تؤسس
العلمانية؟
4 الأحزاب السياسية العربية
لقد كانت الأحزاب الشيوعية العربية متفاوتة الوضوح حول العلمانية,فهناك الكثير من التفاصيل حول تجربة الشيوعيين في العالم العربي,لكن عموما فإنها حوصرت بسبب عمق رؤيتها للصراعات السياسية,فمنها من احتمى بالسرية مما أثر من خلال تجربة العنف والإعتقالات على جماهيريته ومنها من حاول التكيف مع مزاجية الحكام العرب فأنتج شيوعية على المقاس متدينة أو عربية أو حتى عسكرية,انهارت بفعل نقد الماركسيين العرب لها أو انحلت لضبابية اجتهاداتها وسوء تقديرها لمراحل الصراع بتحالفها مع الحكام أو انخراطها في تحالفات جرت عليها الويلا السياسية فاضطرت إلى تعديل إيديولوجيتها حتى صارت مسخا من التاريخ لا هي اشتراكية ولا هي قومية ولا هي ديمقراطية
حميد المصباحي.كاتب عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حميد المصباحي - العلمانية في العالم العربي