أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حميد المصباحي - العلمانية والدين والسياسة














المزيد.....

العلمانية والدين والسياسة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 21:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المؤكد أن هناك تمييزا بين الدين والفكر الديني,لم يتم الإنتباه له إلا مع الدراسات الأنتروبولوجية الحديثة,التي أظهرت الكثير من الحقائق غير المجهولة ولكن لم يتم التركيز عليها بفعل الإندفاعات السياسية التي عرفها القرن التاسع عشر,المتمثلة في اعتبار الديانات متعارضة مع التغيير,بل ومعيقة له في الكثير من الأحيان.وهو ما دهبت إليه الإجتهادات العربي من خلال الأحزاب الشيوعية ومثقفيها المتنورين والعلمانيين,بحيث تم التركيز على الهاجس السياسي في تجاهل تام للفهم الأنتروبولوجي للديانات وخصوصا الديانات التي عرفها عالمنا العربي,الإسلام والمسيحية,فقد قال ماركس إن نقد الفكر الديني يساهم في تثوير الفكر البشري,وأضاف القولة الشهيرة والمعرفة للدين بأنه أفيون الشعوب,وكانت هده التعريفات غارقة في التفسير الفيورباخي,المهتم بما عرف بالإستيلاب الديني,حيث ركز كارل ماركس على الإستيلاب الإقتصادي لتدعيم نظريته الناقدة للرأسمالية,بل هناك من اعتبر أن دراسات ماركس لقضايا الدين الدين كانت هامشية مقارنة مع المشروع الأساس,ومع دلك بقيت اجتهادات المفكرين العرب حبيسة هده الرؤى الشبابية لماركس,إلى أن تحرر الفكر العربي نسبيا من أحكام الغرب الأروبي حول الكثير من القضايا التي ألبست ثوبا أمميا وإنسانيا أو ما درج الدارسون على تسميته بالمركزية الغربية وتبعاتها في مجالات الفكر والسياسة,واستيقظنا على هول الكثير من القضايا المغلوطة ,بما فيها الموقف من الديانات حتى تلك التي لم تتوفر لدينا معرفة تامة حولها,وكانت مواقفنا فيها الكثير من التعميم والتشوهات,فكيف تولدت هده المواقف؟وهل هي بناء عقلي ثقافي أم أنها أحكام سياسية فرضها الساسة في لحظات قوتهم واندفاعهم؟
1الدين والثقافة
حتم التفكير الأنتروبولوجي اعتبار الثقافة دات حمولات معرفية ونسقية وحتى طقوسية ,الغاية منها تقديم تفسير للعالم,كيف كان وما ينبغي أن يكون عليه مستقبلا,إنها نظام من المعارف,تضمن للشخص كيفية التكيف مع محيطه وتجنب الشعور بالإغتراب والخوف من المستقبل,بتوهم تملكه السحري أو الواقعي حسب الحضارات والمراحل التطوريةفي مساره الجماعي والجمعي والتاريخي,ويعتبر الدين هو أقصى مراحل الإندماج بين المكبوت والمحرم في المعاش الإجتماعي الساعي إلى حفظ التوازن بين المطلوب والممكن,فهو عصب الثقافة في مراحلها القصوى حيث تكون مهدد بالتفكك,أو قبول المتغيرات المفروضة بفعل دينامية الجماعات البشرية,المحتاجة ضرورة إلى تغيير أفكارها,أو الفاقد منها لعناصر التجدد والإستمرار,لدلك لا توجد أية ديانة بدون مقدسات,أو طابوهات معلنة أو مستترة,كما لا توجد ديانات بدون دينامية خاصة بها,تتأهل باعتمادها على ظهور الإنقساما المتضادة والمستنسخة لبعضها عنوة أو رغبة,وهو ما يفرض التمييز في الديانات بين الدين والتدين,والطقوس والعبادات,والتناقض الإفتراضي والتناقض الحقيقي,دون نسيان ما تختزله الحضارات من اجتهادات خاصة بها في تأويل دياناتها وتطوير محتوباتها وفق حاجاتها الثقافية وحتى السياسية بل ربما الحضارية العامة,إن الدين ديانات,لها أوجه التقارب والتتباعد وحتى التناقض في تناصه وتعارضه التأويلي والتعالقي,وهناك مقارنة رغم ما فيها من مخاطرة فقد تكون مفيدة إلى حد ما,المسيحية اهتدى تفكير مجدديها إلى دعم الإدخار مما مهد لجمع الثروة,لأن البروتيستانتية أكدت على ضرورة النجاح الدنيوي كمدخل للفوز بالجنة,وكان دلك شكلا من أشكال التعفف في المأكل والمشرب وحتى الجنس,وحتى لا يطالب البابوات بهدا الفائض المالي كان لابد من نزع القداسة عن البابوات والرهبان,أم في الإسلام فقد كان الأمر مختلفا،رغم ظهور الكثير من أشكال التصوف والزهد,غير أن المال لم يراكم في الخزائن,بل اعتبر مالا لله,لاأحد يملكه أو يدعي دلك,لأسباب يطول شرحها,لم يظهر في الإسلام فكر مجدد على مستوى التصورات العامة للمال,غير أنه وسيلة لكسب رضى الله,والمتعة الدنيوية.
2الدين والسياسة
إدا كانت السياسة بشكل عام هي الدولة,فلن نجد علىما أعتقد أية دولة بقيت خالية من الدين حتى لو كان مجرد أساطير,فالديانات كانت دائما سياسيا حتى في ادعائها تجنبها,فمادام الدين حاضرا مجتمعيا حتى في المجتمعات العلمانية فإنه حتما يمارس دوره في خفاء,والأدوار الخفية أكثر تأثيرا في السياسة,لأنها متروكة عمدا لتباشر وظيفتها الأكثر خطورة في الصراعات الإجتماعية أو السياسية,إن رفض الأمركي للتغطية الإجتماعية التي اقترحتها الرئاسة ليس فعلا سياسيا أو اقتصاديا خاليا مما هو ديني,إنها التربية البروتيستانتية القائمة على التنكر لما يمس قداسة العمل واعتباره وسيلة لإثبات نيل الرضى الدنيوي والإلاهي على السواء,لكن اروبا لا أحد ينكر أن قوة علمانيتها كانت نتيجة تحقيق الديمقراطية,ولم تكن علمانية عارية من العلم ومبدأ التسامح بعد الحروب والمواجهات المكلفة, ,

كما أن الفكر العلماني كان مدعوما بالتجارب العلمية التي حررت الإنسان من التمثلات المخيفة له من الطبيعة والآلهة كما تصورها الناس والكهنة وحتى المبشرين والسحرة,بدلك لم تكن العلمانية وليدة الرغبات ولا الصراعات بين رجال الدين والساسة ,بل أيضا صراعا بين المعرفة العلمية المحررة للناس من الخوف وسياسة التخويف التي يلجأ إليها الكهنة والسحرة لزرع الكثير من الغموض في مسألة الحياة والموت والخلود,لتبدو دليلا على العجز الإنساني وهو يواجه مصيره الفردي والجماعي,هنا تكمن المشكلة التي حاولت المجتمعات غير الغربية حلها بالأسلوب الغربي دون أن تبدل مجهودا لفهم التجربة العلمانية والتجارب الدينية في اختلافاتها وتشابهاتها ,فالسياسة في الغرب لم تصارع الدين,بل الكنيسة وحماتها من رجال الدين الملهمين لها بأفكارهم الدينية,وربما تأويلاتهم لما اعتقدوا أنهم مؤهلين له بالخبرة الروحية أو التعبدية التي استأمنهم الناس عليها ووثقوا فيهم أكثر من اللازم,
حميد المصباحي.كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حميد المصباحي - العلمانية والدين والسياسة