أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - التاريخ السياسي في المغرب














المزيد.....

التاريخ السياسي في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 00:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



الشعوب تصنع التاريخ،كذلك الدول،والأحزاب،ما يحدث لا يصير تاريخا كوقائع إلا عندما يكتب ويساءل،ليست غاية التاريخ فقط تحديد
وجهة تطر تاريخ المجتمعات والدول،بل إنه حافز على الإبداع،وبذلك فإن التاريخ يخلق الشعوب بدوره والدول
عندما تحسن قراءته،ولذلك فالتاريخ السياسي بؤرة صراع بين المتنافسين السياسيين،لكن تطور علم التاريخ في الغرب
وانفتاح الدول على الحقائق المزعجة،ساهم في عدم استغلاله سياسيا بالتحقيق فيه،والتدقيق في كل الوقائع،أما في المغرب
فإن التقليد الشفاهي،ورغبة الدولة في سرد الوقائع وحتكارها بإلغاء بعضها،أبعد الساسة عن التدوين والتسجيل،فغدت الوثائق النادرة بمثابة
سلاح لايكشف عنه كليا أو جزئيا إلا في لحظات المواجهة،فاختلطت الوقائع وما يشهد عليها برهانات الساسة والدولة،فتأثر ظهورها
وطرق سردها والشهادات الدالة عليها بحدة الصراع بين القصر والأحزاب السياسية الديمقراطية،كامتداد للحركة الوطنية وجيش التحرير،ولكل حساباته
في التقارب والتباعد السياسيين،من هذه المنطلقات يبدو تاريخ المغرب توثيقا لنزال سياسي،يراد له رسميا أن يبدو دولا تسيرها أسر،وحزبيا مقاومة للإستعمار،ومناهضة شعبية للإستبداد،ولك تيار في الحركة الوطنية وامتداداتها الحزبية مسافتها المحددة من التاريخ الرسمي وتقاطعاته معه،
والتي لم يكتب حولها إلا القليل،وما يكتب لم يكن إلا في السياقات السابقة الذكر.
يبدو أن تاريخ المغرب،بغناه رغم تعدد سياقاته وتناقضها،وشفاهيته،قابل للمساءلة والفحص بعيون مؤرخين،مسندين بوثائق،وديمقراطية محترمة للحقائق حتى إن كانت مدينة لهذا الطرف أو ذاك،فتاريخ البشر والدول،يعلم المنصتين لنبضه،أن التاريخ السياسي عندما يكشف عنه،يكون مفاجئا وصادما،فحقائقه عادة ما يخفيها الفاعلون فيه أو يتلفونها أو تضيع منهم،لكنها حتما ستظهر حيث لاأحد يتوقع،وبظهورها الجلي،تمهد لتحول،في الرؤية أو المارسة،وربما هما معا.
لكن لماذا لايبادر المؤرخ؟إن هذا الفعل في المغرب الرسمي ينظر إليه بتوجس،ليس من طرف الدولة وحدها بل حتى من طرف الفاعلين،فاحتكار الحديث عن الماضي،تحول مع الزمن إلى سلطة،رمزيةنالغاية منها هي احتكار القول السياسي،كرد على احتكار المال والسلطة،وهو كذلك فن الإخفاء الذي مارسه رجل السياسة،كسر،لا يبوح به حفظا لهذه السلطة التي يسعى لتوريثها لأتباعه أو أحفاده بعد موته،وهي آلية غايتها ليس إخفاء الحقيقة بل التهديد بها في المواجهات والملاسنات السياسية،كما يحدث في الكثير من الأحيان بين المتصارعين على أحقية امتلاك الحقيقة أو نشرها،وربما سيتطور ذلك إلى مرحلة المتاجرة بها في أسواق العالم التي صارت تطارد كل ما هو خفي في التاريخ والوجود والمعرفة،فلن نفاجأ يوما إن وجدنا قسما من تاريخنا غير الرسمي يدرس في إحدى الجامعات بالغرب أو الشرق،حينها سوف تضج حناجر رجالاتنا وأبطالنا بالتكذيب والتشكيك كما هي عادتها دائما عندما يتناول الآخرون تاريخنا بالفحص وحتى التأويل.
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - التاريخ السياسي في المغرب