أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - الحزب في المغرب والحداثة














المزيد.....

الحزب في المغرب والحداثة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 08:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تشكلت الأحزاب في مرحلة الإستعمار،حيث أدركت التجمعات البشرية التقليدية أهمية النظم الجديدة للعمل،مغايرة للقبيلة والزاوية،دخيلة لكنها فاعلة لتنظيم الحركات الإجتماعية من خلال النقابات،بهذا الشكل تم تأطير الفئات الجديدة،أي العمال،بحيث أطرت النخب التقليدية الفقهاء،زعماء بعض الزوايا ،أشراف القبائل،القرى والبوادي،بينما الفئات المتعلمة تحركت بالمدن،ونهلت من الفكر الأروبي،بشقيه،الإشتراكي والليبرالي،وانقص الأول إلى تيارين،عنيف ،ثوري وآخر سياسي، يحاول المطالبة بالإصلاحات في حدودها الدنيا ديمقراطيا،أما البوادي فكانت مقاومتها مسلحة،ترتكز للقبيلة وتمتد بالإسلام نحو باقي القبائل الأخرى،التي لم يطلها نفوذ القياد أو الحماية،تأثرت الأحزاب التاريخية بهذا الصراع،حاملة في طياتها تناقضات عاشتها فكريا وسلوكيا،وامتدت لكل التيارات التي انشقت عنها،ولم تنج هي الأخرى من ثنائية الجديد المنفتح،والقديم المنغلق،تاكتيكا وحتى استراتيجية،فنمط التفكير السياسي يعرف تمزقا مثيرا،بحيث تطالب الدولة بتجديد آليات حكمها للمجتمع،بتخلصها مما هو عتيق في اكتساب شرعية الممارسة السياسية،بينما الأحزاب تدين بالولاء لمن كانت لهم علاقات قرابة أو رفاقة بالزعماء المؤسسين لها،لتظل القيادة محصورة في الأبناء والأحفاد،كحراس لمؤسسات الفعل السياسي المحتكر،سواء كان معارضة أو مشاركة في حكومات ينتقى وزراؤها بناء على عمق الولاءات كموروث رمزي يؤهل للحقائب والمسؤوليات السياسية،إنه صراع الولاءات للدولة والحزب والقبيلة،يدار بآليات جديدة كالإنتخابات والمؤتمرات الحزبية،التي تغلفه بالإختلافات الإيديولوجية،وصراع التيارات السياسية،لذلك لا يمكن للكفاءة أن تكون معيارا للقيادة،إلا في شعارات التنافس،بل حتى صراع هذه الأحزاب ضد الدولة وكذا اتفاقاتها معها لا يخلو من إرث القبيلة كولاء والحزب بتاريخه وجذوره المديني منها والقروي+،والذي تجسده قيادته،أكثر من برامجه التي تراجعت إلى أدنى الحدود،وحلت محلها دوافع أخرى،مصلحية في صيغ شخصية،عائلية وأخرى قبلية وامتداداتها،هذه العوامل هي مكونات التوازن السياسي،هي ما يرسم حدودا للدولة والأحزاب السياسية نفسها،كلعبة يراد تكييف الديمقراطية معها،بتأويل سياسي للحداثة،المراد لها ألا تتعارض مع ما هو أصيل،كخصوصية مغربية،في العلاقات السياسية والإجتماعية.
إن الحداثة واحدة حتى في تعدد أبعادها،وما يناقضها لن يكون إلا تقليدا،يتحايل عليه فيصير حداثة مفتعلة،شكلية تتجنب القطع مع الماضي ليستمر في خفاء،مضمرا ومتحكما في قواعد اللعبة السياسية في الحزب والدولة أيضا،يتماهى كل منهما مع المجتمع،لا ليمثله،بل ليتملكه،ويغدو معبرا عنه في الصراع ضد الآخر،ولذلك عندما يتقارب الخصمان تظهر قوى جديدة،بخطاب جديد،بقدر اختلافه عنهما يزداد قوة،وربما خطورة إن لم تستوعبه المؤسسات،وتحد من اندفاعاته الشعبوية في دينيتها المتمردة.
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد المصباحي - الحزب في المغرب والحداثة