أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد















المزيد.....

الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


لا يخلو الأدب رواية – قصص من وجود المرأة، وكل أديب له تصوره الخاص لها، يبدو ذلك حاضرا في مختلف العلاقات التي تشيد بين الشخوص، إنها حاضرة في حبكتها كأنثى بشكل مباشر أو غير مباشر في فعل الرجل الجنسي أو العاطفي، عندما يعمد السارد أو القاص إلى التكثيف الإيحائي، أي تغييب طرف باستحضار الآخر، لكن حضور المرأة في كل الحالات ممتع لأنه متمم لرؤية السارد أو القاص، إذ بها يعبر عن علاقة الشخص بالآخرين وبذاته أيضا. لكننا لا نبحث عادة عن صورة الرجل في إبداع امرأة، لماذا؟؟ لأن الرجل يفترض أن موقف المبدعة منه هو نفسه موقف كل النساء في عالم لا يعترف بإبداعية نسائه ويطمح إلى تحريرهن سريريا وجنسيا فقط. وهناك مبدعات أدركن هذه الحقيقة وجهرن بها إبداعيا ليس إنصافا لهن، بل أيضا تأكيدا لإنسانية الإبداع وتعاليه عن كل احتكار أو تصنيف جنسوي إقصائي، لكن هذا لا يمنع المبدعة من الإنصات لذاتها وهي تكتب عن بعض الرجال كما يفعل المبدع عندما يتناول المرأة في إبداعاته الأدبية، وهذا ما أعتقد أن وفاء مليح جسدته بمجموعتها القصصية –اعترافات رجل وقح-.

ثنائية الجسد الصورة:

قصة حين يعزف الصمت

لكل فضاء لغته-العمل-السؤال عن الأوراق المطلوبة الشغل البيت-ممارسة الحب-الاستحمام-اللغة

-المرأة: أحبك

- الرجل: أعرف.

المرأة: متى نلتقي

-الرجل يصمت

هذه القصة تكسير لنظام اللغة والعادة بحيث أن المجتمع يفترض في الرجل البوح بينما المرأة تكتم عواطفها، لكن إن حدث واعترفت يلوذ الرجال بالصمت، إنها مفارقة، إذ يعاب على المرأة خجلها، لكنها عندما تعترف تعتبر ساقطة. قد يقال إن هذا موقف الرجال المحافظين، لكن الحقيقة غير ذلك. كيف؟؟

قصة صهيل من ذاكرة غابرة

تقف امرأة في معرض أمام صورة لامرأة بجسد مشوه وبدون رأس، تحلم بأنها أخرجتها من هذا المعرض لتحررها، تجوب بها الشوارع، لكن الناس يطاردونها رافضين أن لا تكون إلا صورة يوقظها حارس المعرض، آنستي سنغلق المعرض ص14، لكنها تصر على شراء تلك اللوحة، تشدني إلى ذلك الجسد، أعيد تشكيله علني أهتدي إلى جزئه المنسي ص14. الفن أيضا يفترض في المرأة ليس خجلها بل فقط جمال جسدها المشوه، لا داعي لأن تفكر إذا كان الأول يتجاهل عواطفها فإن الرجل الثاني يتجاهل تفكيرها، لكن هل هناك نموذج آخر؟؟

قصة اعترافات رجل وقح

"وأنا أداعب النهدين النافرين أكتب قصيدة حبلى بالأشواق الحارة الكاذبة" ص37. الشاعر الكاتب جعل من المرأة حافزا له على الكتابة بل جعل منها دمية جميلة يعبر من خلالها عن أشواقه، إنه يجرب بها لغته أو كذبه الفني لكنه ينصاع في حياته للزواج من امرأة لم يخترها هو إنه عاشق لصور. "صديقاتي دمى جميلة" ص38. "اختارت لي والدتي زوجة لا تعلم ما يدور في العالم ولا ما يدور في رأسي، أحاورها فقط على السرير"ص39. يريد تحويل المرأة إلى مجرد حبر يكتب به قصائده، يلغي وجودها وعواطفها ليكذب، أي يكتب عما لا يشعر به.

قصة وليمة فوق السرير

امرأة يطلب منها زوجها أن تتزين لتستقبل ضيفه ومديره في العمل، يتركها معه وعندما تسأله عن السر في ذلك يجيبها: "كلما أبدى أحدهم إعجابه بك أهيم بك حبا وتفتح شهيتي لأمارس الحب معك بل أزداد متعة ولذة" ص34. إنه تاجر يترقى بالمرأة، لكنه يكذب ليوهمها أن كثرة المعجبين بها يشده إليها، إنها لا تثيره إلا إذا أثارت أسياده، إنها مجرد وليمة يلتهمها عندما يشتهيها الآخرون. تدرك هي اللعبة وتفتح بيتا للأنس تستفيد منه هي دون وساطة زوجها الكاذب هو الآخر.

ما الذي يجمع بين هذه القصص الأربع؟؟

هناك نماذج لعلاقات مختلة بالمرأة ذات أبعاد أوبعدين مادي يتجسد في كيفية التعامل مع الجسد. إذ أن المتعة يليها الصمت، والاعتراف بالحب يصير رذيلة أو يلغى بعد أن ينتشي الجسد، "جسد الرجل" وكأن العشق ينتهي أو ينتهى منه بمجرد الاستحمام لنسيان هذه المغامرة، لكن هناك بعد آخر رمزي عندما توظف صورة المرأة في فنون راقية تحط من قيمة هذا الكائن بتشويه جسده أو التفرج عليه معروضا بين الصور أو اعتباره مجرد حافز جميل على الكتابة –الشعر لما يثيره من عواطف لغوية جميلة لكنها كاذبة، هذا الكذب كان أيضا ماديا في قصة وليمة فوق السرير. إن هذا الحيف مؤرخ له باللغة والصورة أو لنقل بالفعل والصورة التي تخفيه، لكن هذه القصص كشفت عنه ليس بعرضه كأحداث فقط بل كرموز في الرسم والصمت والشعر أيضا، وفي كل هذه الحالات كان الرفض حاضرا بأشكال مختلفة. في القصة الأولى كان الانسحاب، في الثانية كان الرفض مزدوجا كحلم، أي الهروب بالصورة كواقع شراء اللوحة لإتمامها لأنها في المعرض كانت ناقصة. في قصة اعترافات رجل وقح، كان الرد لغويا في الصفحة 39 "وأنا معك كنت دائما أقول إنك حتما رجل مهترئ"، إذ أنها جردته من شاعريته المزعومة، لكن هناك أنماط أخرى من الرفض بل والتمرد على تلك الصورة التي سجنت فيها المرأة.

الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد

هناك قصص في مجموعة اعترافات رجل وقح، المرأة فيها فرت من أنوثتها وربما تنكرت لها، لكن هناك حالات أخرى فرت فيها المرأة بجسدها وحاولت أن تكتفي به، وقبل التطرق إلى أبعاد ذلك لابد من إلقاء نظرة متفحصة لهذه القصص.

الهروب من الجسد

في قصة "شؤون صغيرة" فتاة مطلقة تعيش في القرية، أمام رقابة الأم والدوار، تتمنى الفتاة لو كانت رجلا، نفور من الأنوثة، "مصاب كنت بحال خويا نخرج فوق ماكالي راسي" ص 48. تحلم برجولة مفتقدة حيث الحرية مقسمة بشكل غير عادل بين الرجال والنساء، بل ربما الحرية مقصورة على الذكور، تشعر الصغيرة أن جسدها هو سبب قهرها، إنه يحد من حريتها وقبل أن تفكر في الهروب ارتدت لباس أخيها، "أحست برجولة تمنتها" ص 50.

وفي قصة كر وكي، تصد الزوجة المنهكة بشؤون البيت والتربية زوجها ليلا وتتساءل في صمت، "لماذا لاتخرج من حياتي حضورك يسجنني"ص67 لتذهب إلى المر آب لأجل ممارسة هواية الرسم، إنه هروب من الجسد، من الأنوثة ليس باستبدالها بالذكورة بل بالتعالي عنه ونسيانه إلى حين، أما في قصة امرأة ميتة تمشي، تلك التي رفضت أن تفتش المرأة وهي تغادر الشركة، تسأل:

-"الرجال الذين سبقوني لم تجر لهم هذه العملية

-إنها التعليمات" ص70، تحاول كتابة شكاية لكنها تواجه بالسخرية، في الليل تحلم أنها محكومة بالإعدام، أو ربما سبق أن أعدمت وعادت لتنتقم. هذه الأقصوصة تمثل أقصى درجة الهروب من الجسد، لأن الحلم كان مسبوقا بالإحباط عندما حاولت المرأة فضح التحرش أي تلمس جسدها قبل الخروج من الشركة.

الهروب إلى الجسد

قصة الرجل المستتر

أم لابنة معاقة، يسجن زوجها ببلاد أجنبية. اضطرت للعمل "تنقلت بين المكاتب والمنازل، أنظف جنباتها وأمسح الغبار"ص28. "نسيت بعدها أني امرأة، لم أتذكر إلا حينما بدأت نظرات المدير تخترق جسدي"ص28. "تركت لمخيلتي أن تدعو رجلا لا أعرفه" ص30.

تحلم برجل تهرع إلى جسدها لتسكته أو توهمه أنها تفكر فيه، تبحث عن وسيلة لإرضائه، حتما الأمور تبدأ بحلم. لكن الرجل المراد تتمنى أن لاتكون لها أية معرفة به، إنها تحتاج لحظة عابرة تنساها فيما هنا الأنوثة ليس لأجل الآخرين أو تحلم بأن لاتكون كذلك، رغم أن نظرات الآخر هي التي نبهتها إلى حاجتها لجسدها الحارق والمحترق في الوقت نفسه. الحلم في اليقظة ليس مجرد أمنيات، إنه حاجة مغيبة أو ممنوعة. إنه بوح وهروب من شيء ما أو هروب إليه، لكن أقصى درجات الهروب إلى الجسد كانت في قصة "جوع بارد". حدد البقال المتزوج موعدا مع أمينة. هذه القصة الوحيدة التي سميت فيها بعض الشخوص. التقيا فوق سطح الدار، «خلع ثيابه، أخد يعتصر جسدها بدون أن يتلفظ بكلمة وبدون مداعبات"ص61، لكنها تكلمت"أنت رجل عاجز لا أشعر معه بأني امرأة كاملة الأنوثة" ص62.

وتضاجع أمينة نفسها، تستغني عن الرجل الذي يختصر العشق في القضيب ويلغي اللغة وباقي الأعضاء. حينها يغدو الجنس مجرد تلاقح لأنه خال من الكلام والمداعبات، أمينة ترفض أن تتحول إلى مجرد وعاء الحيوان المنوي، وأي رجل يستعجل نشوته أو يحققها في صمت، فالعشق صاخب لا ينبغي خنقه أو اختلاسه.

إذا كانت أمينة هربت إلى جسدها لتستمتع به وحدها كأقصى درجات التمرد المادي الفعلي فإن فتاة في قصة حلم نزق وبدوافع مغايرة، المراهقة وقسوة التربية،"في حمى البحث والاندفاع، أحست ميلا شديدا نحو صديقتها"ص33.

"انتهيتا من عراكهما المحموم تغمر الشهوة حنايا جسديهما"ص34. تستفيق على نداء أمها. هربت نحو جسدها، مثيلتها صديقتها، استغنت عن الرجل لأنها صارت تخافه لم تجربه كما فعلت آمنة، حلمت لكن هذا الحلم لم يكن في اليقظة بل في النوم، تجسيد لميل خفي، لكن ما الفرق في هذه القصص بين حلم اليقظة وحلم النوم؟؟

ربما الحلم في النوم يمثل تعبيرا أو تفريجا عن قهر عميق لم يدرك حجمه الوعي بعد. المرأة إذن في هذه المجموعة القصصية تهرب من جسدها أو تهرب إليه بأشكال مختلفة، لكن في هذه النصوص القصصية رجال يهربون من جسد المرأة، في قصة "الطفل المهجور" يقول أحد شخوصها: "أنتن نسخة مكررة..أخفى ثيابها-مومس- وطردها كما تطرد كلبة مسعورة"ص16-17.

لكنه يلاحق امرأة وعندما تستجيب يقول: "أنت أمي وأنا الطفل المهجور"، إنه شكل من الظهار، إذ عندما يعتبر الرجل أية امرأة بمثابة أمه، أي غدت محرمة عليه، إنه هروب غريب ليس من جسد المرأة فقط، بل ربما هو هروب من جسده أو جنسه كذكر كما فعلت بعض النساء في القصص السابقة، لكن هو لم يحلم برجل مثله ولم يضاجع نفسه، ربما الحقيقة لم يصرح بها كاملة، تركت القصة مفتوحة لكن مفتاحها كان معه في قوله "أبي تزوج عاهرة".

هناك خط رابط بين كل قصص المجموعة رغم تنوع الفضاءات وامتدادها التخيلي والتخييلي، إذ لايتم الشعور بالانتقالات المفاجئة، وكأن الشخوص هم أنفسهم، وقد ساعد على ذلك كون الشخصيات بدون أسماء باستثناء قصة أمينة "جوع بارد" لأسباب سبق ذكرها، فهناك وعي أدبي حاد بالقضايا المطروحة في مجموعة اعترافات رجل وقح ليس سببه كون المؤلفة امرأة-وفاء مليح- ولاكون الكتابة انفعالية، فلغة المجموعة القصصية انسيابية في عمقها لأن ينبوعها واحد تتمايل مياهه دون أن تفقد اتجاهها العام، فالحلم يتنوع من اليقظة إلى النوم، لكل واحد لغته وامتداده كما الرفض يكون من خلال حوار الشخوص بلغة أو فعل معبر عن ذلك، إنها لغة مفكر فيها أسلوبيا، كما هي حركات الشخوص عندما لا يفصحون، أو يصمتون تعبيرا عن فكرة ما. فالقاصة وفاء مليح لا تخفي بل تكتفي في اللغة بما يوضح الفكرة وفي الحركات بما يرمز للمعنى القابل لتأويلات عديدة حسب القراءات وهذه إحداها.



*المصباحي روائي وناقد مغربي

* اعترافات رجل وقح، افريقيا الشرق، 2004

* ص 14، ص37، ص38، ص39، ص34، ص48، ص50، ص67، ص70، ص28، ص30، ص61، ص62، ص33، ص34، ص16-17، اعترافات رجل وقح، افريقيا الشرق، 2004



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد