أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثقافة بين الرفض والإذعان














المزيد.....

الثقافة بين الرفض والإذعان


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عاش المثقف في المغرب بشكل عام انحيازه لقضية تحرر وطنه أيام الإستعمار،إذ دافع عن الحرية بفكره،وجعل قلمه نبراسا للمدافعين عن الحرية بسلاحهم أو احتجاجاتهم،حسب الظروف والقدرات،بعد الإستقلال وانتشار المد الإشتراكي،انتصر جل المثقفين للعدالة،مما أزعج نظام الحكم،وولد لديه حقدا على الثقافة والمثقفين،وضاقت الهوة بين الثقافة والسياسة،في سياق ما عرف بالثقافة التقدمية،المناهضة للسياسة الرجعية والإستغلال الإقتصادي،آنذاك لعب المثقف دورا طلائعيا بلغة الفكر الماركسي،ودفع ثمن تمرده غاليا من حريته وجسده،تاركا آثارا إبداعية في الشعر والرواية والقصة والجزل الفكر السياسي السجالي والتاريخي،بها تلمست الأجيال اللاحقة دروب الإنتماء للقضية الإجتماعية وما تمليه من التزام بالعدالة والديمقراطية،ومع انهيار التجربة الإشتراكية،أو تعثرها وكذا تجديد الدولة المغربية لشعاراتها بعد التناوب التوافقي،وانتقاؤها لبعض الساسة والمثقفين لتصفية تركة القمع بالمصالحة،اهتزت صورة السياسي في المجتمع ومعها حتى صورة المثقف،الذي خلد غلى تأمل ذاته أو واقعه مستسلما تارة أو عارضا مهاراته اللغوية والتبشيرية على الدولة وأجهزتها الإعلامية والإدارية،بينما الصنف الرافض ارغم على الهجرة إلى خارج الوطن أو بقي مناوشا داخل وطنه بفكره او إبداعه محاولا رفع الحصار واستئناف دوره النقدي تاه ما يجري حوله،مستبعدا من كل ما هو رسمي،يعيش بطولاته في زمن الهزائم،مما سمح لثقافة السخرة أن تمد جذورها إلى الأعماق،وتدمر المدينة التي كانت مؤشرا على الحضارة ودالا عليها،فالمدينة تتحقق بصيرورة تاريخية ،يتحرر الناس بها من استعباد بعضهم لبعض،تخلق الوعي بضرورة التقسيم المكاني،والتجاور الذي يحد من العدائية ويفرض الحوار المؤدي بدوره إلى انتشار الأخلاق العامة في تدبير شؤون الأفراد لأمورهم الشخصية والأسرية،وما كان لذلك أن يحدث لولا الدولة،هي نواة التنظيم وأوج تطور بنى المجتمع في رقيه العلائقي،بهذا الشكل اندحرت قيم الإقطاع مع فشل الدولة التيوقراطية في أروبا،بما تمثله من سلطة متعالية على أفراد المجتمع بعنفها وقداستها التي استلهمتها من الكنيسة،إن الدول التي لم تعش هذا التاريخ،لا يمكنها أن تناقض في وجودها علاقات العبودية إلا تشبها بالغير،حيث لازالت هي نفسها ترسخ بسلطتها نظام السخرة،وتحول رجالاتها إلى خدام لها وكذلك تريد أن تفعل بالمثقفين،خدام يغدون أسيادا على غيرهم،مما يعمق نظام السخرة في المجتمع كثقافة يراد لها أن تشكل خصوصية حضارية،بل ومقدس ديني يدافع به المجتمع عن منطق الدونية،لأن الله خلق الناس متفاوتين في الرزق والمكانة والحكمة أيضا،وعلى على فرد أن يفاخر بسيده وشيخه دفعا لأذى الآخرين وجشعهم،فيتصارع السادة بأتباعهم في الشوارع والمؤسسات وحتى داخل الدولة نفسها،هذه المعارك خاسرة حتى إن انتصر فيها البعض على غيره،لأنها تديم ثقافة السخرة،وتعيق الحرية على التطور كرهان بدونه لا تتقدم اية حضارة لأن روحها معطوبة وجسدها مكبل بطاعة عمياء لسادة وليس امتثالا لقوانين متفق حولها،تحمي وتحاسب الكل دون ميز أم توجس ممن يستمدون سيادتهم من الخضوع لمن هم أقوى منهم،لأن الذي يقبل بعبوديته،يفقد أهم شروط التحرر منها.
حميد المصباحي عضو اتحاد كتاب المغرب



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل
- الدولة والحزبية
- العلمانية في العالم العربي
- السلطة بين التقليد والحداثة
- سلطة الملكيات
- الديمقراطية ثقافة أم تقنية
- العلمانية والدين والسياسة


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثقافة بين الرفض والإذعان