أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - قيمة الدستور














المزيد.....

قيمة الدستور


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيمة الدستور الأولى,تكمن في رسم حدود السلطة السياسية,بما هي جهاز لإدارة شؤون المجتمع,غير قابلة للإحتكار,من طرف طبقة اجتماعية,أو طائفة عرقية أو دينية أو هيئة حزبية,فالدستور وثيقة,منظمة للسلطة في انتقالها من توجه إلى آخر,دون الإحتكام إلى القوة,أو العنف الجماعي,بل فقط الإحتكام إلى نظام الأغلبية,التي تمثل اختيار المجتمع والشعب,الدي يمارسه بدون إكراه أو تخويف أو تزوير لإرادته,المؤسسة على المصلحة أو الإنحياز الأخلاقي لهدا الحزب أو داك,
القيمة الثانية للدستور,هي تفعيله بندا بندا,بممارسة الصلاحيات التي خولها للمواطنين والأحزاب السياسية
والدولة أيضا,لكنها تكون أكثر حرصا على تفعيله وتطبيق مقتضياته على عناصرها,وبالقسوة اللازمة,لأنهم ممثلون لها,والحارصون على تقديم أنفسهم باعتبارهم ممثلين للعدالة وهم أكثر الناس احتراما لها,وتشبتا بها في كل الحالات,بعيدا عما سمي باستغلال النفود سلطويا أو اقتصاديا كما يحدث في كثير من الدول غير العريقة دستوريا في تاريخها أو الفاسدة سياسيا والبوليسية في ممارساتها للحكم والسلطة السياسية,كما أن الدستور ليس مجرد وثيقة جامدة,بل هو تعبير عن مدى تطور المجتمع ثقافيا وسياسيا,ولهدا السبب فإنه ليس خالدا ومقدسا,إد مع التطور التاريخي,تظهر به بعض العيوب,التي تحتم التعديل والتجديد وربما حتى التغيير,وهنا تظهر القيمة الثالثة,وهي انفتاح الدستور على القيم الإنسانية وتطور معنى العدالة,وربما ظهور مقاربات جديدة لها,في كيفيات إدارة المجتمع سياسيا,بحيث تظهر أنماط جديدة للسلطة تبدعها الشعوب والحضارات,وتكون تطويرا لما عاشته شعوب أخرى,في سياقات تاريخية مغايرة أو حتى مناقضة,لكنها أكثر فعالية وعدالة وقابلية لتطوير المجتمع والدفع به إلى الأمام,فأروبا أدركت أهمية مركزية السلطة في صيغتها الفردية,ثم انتبهت فيما بعد إلى عيوب هدا الإختيار,بحيث تصير السلطة محتكرة,واحتكارها يقود حتما إلى الفساد,فاختار المشرع ما عرف بتقسيم السلط,بحيث صارت هناك سلطة تشريعية وأخرى تنفيدية وثالثة تشريعية,ولكل واحدة مهامها وآليات اشتغالها تفاديا لتداخل السلط وحدا من التسلط دون أن يمس دلك استمرارية الدولة أو هيبتها الأخلاقية والقانونية التي لم تفرض على المواطن بالعنف أو العسف,بل بالتربية والإقناع وحتى الإيديولوجيا التي سمحت له بتحديد اختياراته السياسية والدفاع عنها بانخراطه الفعال في الأحزاب السياسية التي تعتبر الدعامة الأساسية لكل ديمقراطية وتعددية حقيقية,معبرة عن اختلافات مكونات المجتمعات البشرية وحاجتها لهدا التعدد,بل وتفعيله سياسيا درءا لكل نزعة هيمنية أو استبدادية سواء كانت من طرف الدولة أو الأحزاب السياسية
وهدا ما تحاول المجتمعات العربية تحقيقه,لكن ثراثها الشفاهي والتأويلي لكل ما هو سياسيي حرمها من خلق تجارب دستورية فعالة ونمودجية,فتاريخ سلطها إما عسكري في لبوسات وطنية أو قومية,أو سلطانيات تحتكم لآليات عتيقة عرقية شرفية أو دينية قدسية,وكل سلطها تحاول التجاوب مع روح العصر بوتائر مختلفة ومتباينة للتخلص من هدا الإرث الثقيل والمتعب,كما أن الأحزاب السياسية خلقت لنفسها ريعا نضاليا قدست من خلاله الزعماء وحولتهم إلى حكماء لابديل عنهم حتى عندما وصلوا درجة الخرف,بقيت تحتفظ بخطاباتهم التي قيلت في سياقات تاريخية مختلفة,مما أبعد الشباب الطموح والمبدع عن السياسة إلا فئات قليلة منهم ممن يجيدون الإنصات أكثر من التفكير والمبادرات الحزبية الخلاقة والفاعلة التي يحتاجها الحقل السياسي العربي لتجديد داته والدفع بها نحو بناء آليات قادرة على تحديث السلطة السياسية ودفعها إلى اتخاد القرارات الجريئة سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا,بعيدا عن تلك التخبطات التي احترفت الفضح والمعارضة الإنتفاعية أو حتى المشاركة في السلطة تحت إكراه رغبة مناضليها لامتلاك كراسي التقرير السياسي الوهمي والمقارعات الدنكوشوتية في البطولات التي ملت منها المجتمعات العربية وربما حتى السلطات الراغبة في التحول والتجديد.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة
- صراع المغرب والجزائر
- الفكر الطائفي في السياسة العربية
- الطائفية في العالم العربي
- الصورة بين المقدس والدنيوي
- دولة المؤسسات


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - قيمة الدستور