أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العنف في العالم العربي














المزيد.....

العنف في العالم العربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنف في العالم العربي,ليس ممارسة اجتماعية فقط,بل هو نتاج للوعي الشعبي,وحتى الثقافي,له تاريخه في المنظومة القيمية,التي تشكل وفقها العقل العربي مند القدم,ففي التربية والتعلم,كان الأدب العربي يزخر بالكثير من الشعراء الدين تمردوا على القصيدة وتحولوا إلى محاربين,ومقاتلين يدافعين عن قبائلهم بالقول والسيف والرماح,وقد كان عنترة إبن شداد النمودج المثالي لدارسي الأدب العربي,والشعراء الصعاليك,بل حتى بعض الكتاب الدين شاركوا في الحروب المواجهات المسلحة,ينالون الكثير من التقدير,لأنهم أثبتوا قولا وفعلا التزامهم بقضاياهم,فامتد دلك إلى كل أشكال الدفاع عن النفس,ليغرس فكرة التأر,التي لازالت موجودة في الكثير من الدول العربية حتى الآن,وأيضا جرائم العرض,التي تصفى بها النساء سرا,ويدفن صونا للعار مع عشاقهم إن طالتهم أيادي أهل الفتاة أو عشيرتها,المعنية بالدفاع عن عرض العشيرة أو العائلة,كل هدا ولد شعورا بالبطولة,تم توارثه وحفظه في الداكرة العربية,ولقن للناس,ولازالت الكثير من القيم العربية رهينة فضيلة العنف,بحيث قد لايبلغ عن المجرم,بل يحتفظ بحق الإنتقام منه,ومواجهته بدون اللجوء إلى رجال الأمن وسلطة القانون,بل إن المبلغ عن المعتدي عليه يعتبر جبانا في عرف المجتمع التقليدي,وكأن السلطة لايلجأ إليها إلا الضعفاء والجبناء,وهي آلية قديمة,ترسخت من خلال التنشئة الإجتماعية,التي لم تعرف تغييرات جوهرية في العالم العربي,بل إن المؤسسات التعليمية جددت المناهج ولم تنتبه لهده القيم الدفينة,والمضمرة في الوعي الخفي لمجتمعاتنا العربية,حتى صار الطفل الصغير يخفي عن والديه حماقات أخيه خوفا من أن يتهم بالبتاع والشكام حسب التوصيفات في العالم العربي,بل في التقاليد الشعبية أن الرجل الحر لايعترف بالمشاركين معه في الجريمة تأكيدا للرجولة والشهامة,ويفتخرون بدلك أمام الجميع,بل يصيرون أبطالا في نظر رفقائهم من الناس.
هده القيم ربما انتقلت إلى السلطة السياسية في العالم العربي,بحيث تعتبر ممارستها للعنف أمرا عاديا,كأنه جزء من التربية التي يمارسها الآباء على أبنائهم لفرض الهيبة والوقار والإحترام اللازم للآباء والأجداد وكبار السن,فالسلطة ورجالها عليهم ممارسة العنف بتلقائية غريبة,لدرجة أن المدنيين ليسوا إلا موضوعات للتطويع العنيف,فما أن يقف رجل السلطة والعسكري أمام المدنيين حتى يشعر بأن واجبه المقدس هو التعنيف والضرب وممارسة السطوة باعتبارها سلطة لا تسأل,ولدلك كانت النظم السياسية في العالم العربي هي آخر النظم قبلت بمنظومة حقوق الإنسان,فهي تعتبر الضرب والتنكيل بمثابة التربية,كما أن المجتمعات العربية تكيفت طويلا مع هدا الواقع,وعندما رفضته الأجيال الحالية أصرت بكل الطرق على التصدي له بكل الطرق,وهو ما تمثله ثورات الشباب الحالي في العالم العربي وكيفيات تعامل السلطة السياسية معه,فهي تعتبره تطاولا عليها
وأحيانا تشتد المواجهات لأسباب غريبة ومثيرة,ويتجلى أيضا في العلاقات الأسرية,حيث يعتبر ضرب الولد لأخته أمرا عاديا,لاأحد يقبل بأن ترفع البنت دعوى قضائية ضد والدها,ولا الزوجة المعنفة ضد زوجها,وإن حدث فإن المرأة,زوجة كانت أو أختا تتنازل,وتسامح معنفيها تحت ضغط الأسرة والأقارب وحتى رجال الأمن وربما القضاة أنفسهم,وربما بهدا التساهل يتنازل المواطن في العالم العربي عن حقوقه تجاه رجال السلطة عندما يخطئون في حقه بالعنف والضرب والتنكيل
إنها حقيقة لاتمت بصلة للتسامح كما يعتقد البعض,بل قبول لاواعي بالعنف,يرجع ربما إلى منطق الدية والقصاص الشخصي,القديم,وعدم تأثير القوانين الوضعية في الحياة العامة والخاصة للمواطن العربي وحتى السلطة العربية.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة
- صراع المغرب والجزائر
- الفكر الطائفي في السياسة العربية
- الطائفية في العالم العربي
- الصورة بين المقدس والدنيوي
- دولة المؤسسات
- النقد السياسي للدولة
- الحضارة بين العنف والتسامح
- الشيوعية في العالم العربي


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العنف في العالم العربي