أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الرواية والكشف














المزيد.....

الرواية والكشف


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


الروائي,معنى أن تكون روائيا,هو الخوف من القول المعتاد كما الشاعر,هروب من الألوان مكما الرسام,إنه الخوف من الصخب,دون التهرب منه,فالروائي يحمل معه الضجيج إلى غرفته المظلمة,يقلبه على كل وجوهه,باحثا عما لايريد التصريح به,فلكل روائي أسراره الخاصة,وأسرار الروائيين غير متشابهة,هي تلك الدوافع الخفية التي لايكتشفها الروائي إلا بعد الإنتهاء من كتابة روايته,وربما مجموعاته الروائية,يظهر دلك جليا تجاه النقد الأدبي
عندما يشعر الروائي بقرب النقد مما يعتبره سرا,يدرك الروائي أن نهايته اقتربت,أي موته الإبداعي,ربما لهدا السبب يسعى كل روائي إلى أقصى درجات الكتمان,وإبداع أعمق الرموز وأكثرها غموضا وعمقا في تاريخ الوجود البشري,لتصير بالنسبة إليه كلمة السر,التي لن يبوح بها لأحد,بل إنه يتعمد أحيانا إخفاءها حتى على نفسه,حالما بأن ينساها إلى الأبد,كي لا يتعمق في سره الخاص,بل يظل باحثا
عما لايفكر الناس فيه عادة,هو وحده القادرعلى تأمل المعنى والتشكيك فيه في الوقت نفسه دون أن يصير فيلسوفا أو زاهدا متصوفا,فكيف يتأمل المعاني؟الروائي,مهووس بكل مالا يثير عادة,فهو يدرك صيرورة المعاني دون أن يتحكم فيها,تيدوا تجليا غير واضح المعاني,فيستبق التعبير عنها,بدون يقين,حتى لايتحول إلى كاهن أو سياسي دو طموح إيديولوجي يوهم غيره بكونه سيد أسرار اختطفها من السلطة العليا ,دينية كانت أو دنيوية,ربما لهدا السبب يحدثنا الكثير من التاريخيين عن اكتشافات غريبة,كعثورهم على بعض المؤشرات عليها في روايات القدامى,لكننا في الغالب نكدب مثل هده الإدعاءات,خوفا من أن يصير للروائيين كل هدا المجد,فنصطف أمام المكتبات باحثين في كم لايحصى من الكتابات الروائية,مهملين كتب التاريخ والإيديولجيا ورما حتى السياسة,إن الروائي هنا يشترك مع الرسام التشكيلي في مثل هدا الغموض,فهو الآخر تجد رسومات في لوحاته توحي بالكثير دون أن تقول شيئاواضحا بما يكفي,كأنه يخط بريشته صورا لم لم يدركه إلا هو فيما رآه ويهرب من التعبير عنه بغير ألوانه وأشكاله مهما رجاه الوضوح وأهله,هو خط المزعج في التاريخ وربما حتى في المستقبل القريب والبعيد,وهنا لابأس من التدكير ببعض الصور التي وجدت في الكهوف وجدران البيوت القديمة,وكانت فتحا لأسرار في الأنتروبولوجيا والتاريخ وحتى علم الفكر والرموز,لنعد للروائي فهو موضوعنا حاليا,يستمد الروائي هده القدرة على الترميز من تاريخه المجهول,وربما غير المصرح به لداته وغيره من الناس,هي قدرة الروائيين الحقيقيين,الهاربين من مثل هده النقاشات والمماحكاة المزعجة لهم,فالروائي من هدا الصنف تنشأ روايته في صلب عواطفه قبل أن ينضددها وتصير قابلة للنشر,إنه قبل دلك يسكنها لزمن طويل,يحملها معه ويرغمها على البوح ببعض أسرار الناس الصغيرة,والتي حتما سوف تكبر يوما ما في غفلة من الكل,سادة وساسة وباحثين وحتى مثقفين,كما حدث دائما مع كل الروائيين الحقيقيين كما أزعم
إن الروائي,قدرة لايدركها حتى هو,لكنه يستشعرها في لحظات سرعان ما تغيب عنه,فهي لاتخزن في الداكرة,أو تنشأ في الدهن,أو تسقط فيما عرف باللاوعي,وما شابهه من التفسيرات النفسية وربما حتى الطبقية المرتهنة بما هو إيديولوجي,قد أخيب انتظارات النقاد الدين يعتتبرون أنفسهم قادرين على فك رموز الفكر في الكتابات الروائية القديمة والحديثة,لكن الحقيقة كما قيل أحيانا ,لاتظهر إلا متأخرة حتى للروائي نفسه,وهو تجاه كتاباته الأدبية والفنية,التي تبهره,وقد ينسى معها الغايات الأولى,أي تلك الفكرة العامة والخطاطة التي وضعها قبل بداية الكتابة الروائية,فأن تكون روائيا معناه أنك تمزق من الكتابات الروائية التي تؤلف أكثر مما يصل لدور النشر,والسؤال,لمادا هده المحاولات لايعلن عنها الروائي؟ويسعى باستمرار لعدم الكشف عنها؟
هنا أتوقف لأن مضطر للخوض في تجربتي الخاصة كروائي.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة
- صراع المغرب والجزائر
- الفكر الطائفي في السياسة العربية


المزيد.....




- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الرواية والكشف