أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - التغيير في العالم العربي















المزيد.....

التغيير في العالم العربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحولات العالم العربي,نتاج تراكمات من الإحباطات,السياسية والإجتماعية وحتى الثقافية,فقد فشل عالمنا في تحقيق نهضته الحضارية,وتحولت السلطة السياسية
فيه إلى قوة مبالغ في تحكميتها وحتى عنفها المادي,لدرجة الإضطهاد,وتحولت المجتمعات العربية إلى رعية,طاعتها ليست فقط واجبة بل مقدسة,لنيل رضى الحكام,ولم تطور هده السلط قوة إقناع إيديولوجي,اللهم طرق التخويف والتخوين,فكلما تحركت الشعوب أو طالبت بحقها السياسي,في أن تختار حكامها,أو تحاسبهم عندما يخطئون,نهرت وقمعت بطرق وحشية,لايمكن تصورها,وقد تراكم الحقد بفعل هده الممارسات عقودا من الزمن,وداكرة الشعوب لها دور فاعل في تشكيل وعيها السياسي ووجدانها الجماعي بل وحتى ثقافة الثقة لديها,ولدلك فهي تمتلك خزانا من المآسي لايلبث أن يتدفق ساخنا,بل حارقا عندما تفقد ثقتها في المستقبل وفي حكامها بل يمتد دلك إلى مثقفيها,خصوصا الدين خاطبوها بلغة التعالي والتعالم المنهجي والعلمي في صيغ سياسية أو ثقافية,فالشعوب ليست موضوعات للبحث والموضعة العلمية,بل هي كيان له وجوده الخاصووتاريخه وعواطفه الهادرة والمدمرة لكل بنيات السيطرة,وهي عندما تختار التضحية لاتنتظر من غيرها حثها على الصبر أو انتظار الفرج السماوي أو الأممي,ألم يشبه أفلاطون الشعب بالوحش,والسفسطائي بمرود الوحوش؟
صحيح أن المعرفة ضرورية لكل الحضارات والشعوب,فبها تتمدن وتنتقل من حالة غلى أخرى,لكن سطوة الحكام,وعنف السلطة,وتجاهلها هي نفسها لدور الثقافة والمثقفين تعزل نفسها,وتعتقد أن العنف هو الوسيلة الأنجع للدفاع عن وجودها,وهنا تكمن الهزيمة النكراء في فكر السلطة,التي يتجاهل حماتها وموجهوها أن للشعوب غضبها الخاص,وسلطتها وقوتها القاهرة,وانتقامها العنيف,وربما لها مكرها الجماعي,وتربصها,فهي غير مأمونة الجانب,تتأثر بغيرها وتستفيد من بعضها وتراكم الخبرات في صراعها ضد جلاديها والغادرين بها حتى إن كانوا معها في معركة الدفاع عن الحرية بحساباتهم الفئوية والسياسية,فلا يمكن أن تخدع بسهولة مهما قويت وتحادقت خطابات المجاملة والتزلفات,سواء كانت باسم الدين أو الأعراف أو القوانين وتأويلاتها السياسية,
فما يعرفه العالم العربي من تحولات,ليست وليدة اليوم,فقد انتظرت طويلا,بمبررات شتى,فالأنظمة العربية,منها من ربط النمو بالإنتصار على إسرئيل,ومنها من رهن التقدم والإزدهار بالوحدة العربية,ومنها من أدعى أن التنمية رهينة بالتحرر من سلطة العالم الرأسمالي وهو لايجيد إلا الدوران في فلكه,وقد انتظرت الشعوب العربية لزمن طويل تحقق هده الأمنيات,وربما ملت منها,ولم تعد لها القدرة على الإقتناع بها,لأن الأجيال تتغير,وتتبدل,والخبرات كدلك,وكان لابد للياس أن يعمل عمله في توجيه دفة التاريخ,والتحكم فيه,بعد أن أدركت المجتمعات العربية أن العفل السياسي لابد أن ينطلق من قوى المجتمعات الحية,بعد أن فشلت السلط العربية كدول في تحقيق التنمية الحضارية التي طالما راهنت عليها بصاصطفافها خلف الغرب لزمن طويلا وانحياز بعضها في الإتجاهات الأخرى المناقضة,ولم يستطع الإتجاهان معا تحقيق التطور المنتظر,اللهم الخيبات والإنكسارات المتتالية,رغم خطابات المطالبة بالمزيد من الوقت والتلويح بالإصلاحات السياسية والإقتصادية المستوردة من الغرب ومؤسساته الإقتصادية الوصائية,بينما دول أخرى ليس لها تاريخ العرب ولا تجاربهم نهضت من الدمار وحققت نهضتها الفكرية والإقتصادية وحتى السياسية,مما أخجل الشعوب العربية وأشعرها بالعار والخجل من حكامها وسلطها البادخة,تلك التي لم تظف أي جديد في الفكر والسياسة والإقتصاد,مكتفية بالشعارات الجوفاء والمدوية في المنتديات العالمية,حيث التفاخر بأمجاد لم تصنع منها إلا القليل والنادر,بل إن المؤسسات المشرعة لم تكن في العالم العربي إلا نسخا متشابهة في فسادها وتكرارها لنفسها حد التقزز,أية سلط هده التي لم تتحرر من تخلفها مند عقود من الزمن ولم تستوعب ضرورة العلم في التنمية والتعليم,بل إن مؤسساتها المشرعة لاتخلوا من الناهبين للمال العام والمتاجرين في الممنوعات
وحتى الأجساد في أسواق النخاسة العالمية,إن واقعا كهدا لايمكن القبول به في العصر الراهن,لأنه غير مقبول عقلانيا مع الأجيال الحالية,فلم يعد بإمكان الحكام الكدب ولا احتكار المعرفة السرية حول أوضاع البلدان العربية كما كان يفعل الساسة القدامى,المحتكرين للمعلومات التي تسخرها الدول في خدمة مآربها الخاصة,هده الأجيال في عالمنا العربي تملكت المعرفة وصار بإمكانها كشف التلاعبات والإغراءات والتواطؤات عكس القدامى,العاملين على حفظ التوازنات العامة وتقدير ميزان القوى بلغة اليسار العربي,الأجيال الحالية تراهن على حماسها وعواطفها دون إغفال قدراتها على التحرك دون خوف من التصفية السرية التي مارستها الأنظمة العربية في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الصارم,صار بإمكانها الكشف عن عنف الأنظمة العربية وعريها من الصباغات التزيينية للوحوش المتعطشة للسلطة والتحكم,في عالم صار أقل تسامحا مع الديكتاتوريات والإستبداد الشرقي,فالعالم صار يعتبر الحرية من المقدسات وليس شخوص السلطة ورجالاتها الراغبون في الخلود والعنف والتسلط,هده الحقيقة أدركتها الأجيال الحالية وتحركت بناء عليها,متحدية كل الأصوات المحبطة والخائفة من ثمن التغيير,وهو ثمن سياسي وحضاري,تعرفه الشعوب الحية,عاشته قبلها شعوب أخرى في العالم
وأحسنت تقديره,بل صار يشكل جزءا من وعيها التاريخي السياسي والحضاري.
إن التحولات التي يشهدها العالم العربي,باختصار هي لحظات تاريخية,بدايتها تمدين السلط,أو إسقاطها لكن هناك المهمة الأخرى وهي تغيير دهنية هده الشعوب نفسها وتأهيلها لأن ترفض قيم المستبدين في سلوكها اليومي,ليمتد التغيير لكل نواحي الحياة الفردية والجماعية والمؤسساتية,بداية بالأسرة وكل التجمعات البشرية,لتؤسس لنفسها قيما جديدة,أساسها التسامح الديني والفعالية الإقتصادية والإبداعية الفكريةفي كل مجالات الحياة العامة والخاصة,وهدا رهان لضمان عدم بروز سلط أخرى مرضية في سيطرتها على المجتمعات العربية التي تخلصت من مستبديها وقدمت نمودجا بطوليا لكل العرب وربما العالم الثالث.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - التغيير في العالم العربي