أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تحولات العالم العربي














المزيد.....

تحولات العالم العربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن القهر الإجتماعي,في صيغته الإقتصادية,سرعان ما يتحول إلى اضطهاد سياسي,وبين هدين الإحساسين مسافة زمنية ,ليست قصيرة,لكن الإنتقال من أحدهما إلى الآخر,حتمي وضروري,وكل تجارب الشعوب والحضارات تؤكد دلك,بل حتى مسارات الدول,بما تعرفه من انكسارات وهزات سياسية,وربما هده الإنتكاسات بنتائجها المكلفة,هي ما دفع بالفكر السياسي إلى الظهور والتطور,من خلال مقاربات نظرية,نتجت عنها إجراءات سياسية,منتجة لحلول اقتصادية,الغاية منها وضع حد للتدهور الغقتصادي والحيف الإجتماعي,وهو ما نجحت فيه الدول الغربية,بالإصلاحات الإجتماعية,وما تفرضه من إجراءات لحسن تدبير الثروات واقتسام ما تنتجه من خيرات,تربط المواطنين بأوطانهم وتحفزهم على التنافس الإقتصادي والقبول بقواعده,أو ما يعرف بنظام السوق,ولأن الحياة ليست سوقا بالمعنى الوحشي للكلمة,أمنت الدولة للفقراء الحدود الدنيا من المتطلبات الحياتية كالصحة والتعليم وحتى الطعام بنسب متفاوتة,وحتى لاتجمد الأفكار وتحتكر السلطة,أبدع الفكر الغربي الديمقراطية,أي التداول على السلطة,بعد تطهيرها من أي بعد عائلي أو قداسة دينية,بها تحتكر السلطة أو تبعد عن المحاسبة,فلم يظهر هناك المحترفون لها أو المحتكرون لها,أو المتاجرون بها لاكتساب الريع المالي بها وإعادة توظيفه في المجالات الإقتصادية.
العالم العربي لم يعش هده التجربة التاريخية,فتراكمت لديه كل اشكال القهر,بداية بما هو اقتصادي,وقد دام طويلا,فامتد إلى ما هو سياسي,لدرجة أن المواطن غدت الدولة بالنسبة إليه جهاز غريب عنه,تعلم منه المكر والخنوع,لكن الأجيال تتعاقب,فشلت الأنظمة العربية في إدراك هده الحقيقة,إد اهتدت إلى الكثير من المسكنات التي فقدت فعاليتها,ولم تعد قادرة على نشر فكر الإيهام السياسي,من خلال الوعود التي تتجدد في كل حملة انتخابية,التي سرعان ما تنسى,ولم تعد مثل هده الحيل تجدي نفعا,مع شباب أدرك بآبائه كل أشكال الخيبات,ولم تعد له القدرة على تصديق ما صدقوه,ولا الثقة في خطابات الوعظ والإيهام,لأنه أدرك سرعة الزمن,وعمق التاريخ المعاصر,فلم يعد مسموحا للدول والأنظمة بإنزال جنودها إلى الشوارع بأسلحتهم الثقيلة,وتصفية المدنيين المطالبين بالحرية والكرامة الإنسانية,كما أن تجربة القهر الإجتماعي والسياسي,يؤدي إلى الشعور العميق بخسارة كل شيء,مما يدفع إلى الياس من أي خطاب إصلاحي,سواء كان من طرف السلط السياسية,أو حتى الأحزاب السياسية الراغبة في تزعم حركة الشباب الثائر,الدي صار يطالب بالإجراء الفوري للإصلاح أو التغيير,بما هو محاسبة لكل الفاسدين,وناهبي ثروات الأوطان,والمتاجرين في السياسة,بتوريثها,أو اعتبارها وسيلة حمائية لمصالحهم ومصالح الأسر المسيطرة والطامحة لتملك كل شيء,الثروة والسلطة,فتحولات العالم العربي,ليست تمردات أو حتجاجات عابرة,أو سخط فردي انتقل إلى جماعات تكتلت افتراضيا ونزلت إلى الشوارع لتسمع صوتها للحكام ثم تعود إلى بيوتها مزهوة ببطولة النضال,وتضليل المخبرين,والهروب من البوليس السياسي,هناك متغيرات,في نفسية الشباب العربي,وثقافته,وميولاته,بل وحتى علاقاته السياسية,فهو ينفر من الجمود,بكل أشكاله,في اللباس والقول وحتى السلوكات اليومية,بل إن اللحمة التي تشده إلى بعضه,ليست السياسة والإيديولوجية إلا المظهر الخارجي لها,حتى في لحظات الإختلاف,فعمق تلاحمه جيلي,أي شعوره العارم بالقدرة على فهم عصره بدون وساطات القدامى,ووصاياهم,سواء كانت دينية أو سياسية,فتلك مجرد قشور لخلق تكتلات صغيرة,تسهل على الصحافة الفهم التصنيفي للأحداث,وتخلق موطيء قدم وهمي للقوى السياسية الراغبة في العودة إلى واجهة العمل السياسي في الشارع الدي اعتزلته لزمن بعيد,أو اختصرته في ملاحم النزاعات والمماحكات داخل مجالس الشعب,ومؤسسات التمثيل الشعبي النيابي.
حقيقة إن العالم العربي مقبل حتما على تحولات,وقد كانت مؤشراتها واضحة,أدركها كتاب الرواية في العالم العربي,وعبروا عنها بأشكال مختلفة,ورصدها الكثير من الدارسين للمجتمعات العربية,في علم المستقبليات,واستشعرها حتى بعض المؤرخين,فقط الساسة من تجاهلها والأنظمة العربية,وكتبتها من المخططين للنهب والتنويم الإيديولوجي المقيت,إلى أن عصفت ببعضهم,وهي في طريقها للمزيد من الدول العربية,التي تحاول التخفيف من حدة التغيرات التي سوف تعرفها,من خلال الإصلاحات الإستباقية,أو الإصرار على الحلول العنيفة,وإرغام الجيوش على حمل السلاح في وجه المدنيين.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب
- الإنحياز الأمريكي
- العنف في العالم العربي
- الحداثة والعنف
- مال السلطة في العالم العربي
- سلطة الحداثة
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تحولات العالم العربي