أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المسألة التعليمية في المغرب














المزيد.....

المسألة التعليمية في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المسألة التعليمية في المغرب
في النظام العالمي للتعليم,هناك حافزان,ينبغي توفر أحدهما لنجاحه,الأول برغماتي نفعي,بحيث يصير التعليم,مرادف لإحراز تقدم معرفي,يتوج بشهادة عالية,تخول لصاحبها
الحصول على عمل قار,يحقق به ذاته ويثبت به جدارته المهنية التي يترقى بها اجتماعيا,فينتقل من طبقة إلى أخرى,ويكون مدخلا ربما أسريا لتحقيق قفزة للأسرة بأكملها,وقد كانت هذه هي غاية ديمقراطية التعليم وانتشاره وحت إلزاميته الأخلاقية والقانونية,بحيث تراكم المعرفة يقود إلى الثروة بعاملين,أحدهما تجاري وراثي والأخر مهني لايتأهل له الأفراد إلا بالتدرج في مستويات التعليم,العلمي أو الأدبي والفني,وهناك العديد من الدول التي اعتمدت هذا الخيار,وقبل المجتمع به,فانخرطت الأسر فيه,وبذلك كانت فاعلا في عمليات التحصيل العلمي والمعرفي,وخصوصا الأسر الفقيرة وحتى المتوسطة,بل إن النخب نفسها اعتمدت هذا المعيار لتجديد نفسها في السياسة والثقافة والتكنولوجيا,أما الحافز الثاني فقد كان أخلاقيا,بحيث اعتبرت المعرفة قيمة أخلاقية,بها ينال المواطن احترام المجتمع,وكل التجمعات المدنية,التي تدعوه لحسم اختلافاتها,وتغليب كفة أحد المختلفين حول الكثير من القضايا الشخصية وحتى الجماعية,من هنا صار التعلم حاجة روحية,وأخلاقية بها يكتسب المواطن مكانة رمزية وثقافية,تؤهله لآن يصيرحضوره قويا وفاعلا,في مختلف الأنشطة,كيفما كان طابعها,فما هو الحافز الذي اعتمده النظام التعليمي في المغرب؟؟؟
لم يحدد المغرب اختياراته,بل اعتبر التعليم مؤسسة لإدماج أفراد المجتمع في الثقافة العامة للمجتمع المغربي,والتي عرفت بالثقافة الإسلامية العربية,لينتبه إلى النكونات الأخرى فيما بعد,أي الأمازيغية والأندلسية واليهودية ليضيف فيما بعد الجذور الإفريقية,وهذه كلها لم تكن أجوبة عن كيفية التحفيز على التعلم والتحصيل الدراسي,بحيث أن السر هي التي ابتدعت الحوافز لآبنائها,من خلال اعتبار التعلم الوسيلة الوحيدة للتأمين على مستقبل الأفراد وضمان حياة لايحتاج صاحبها للكد والعمل اليدوي المتعب,وقد كان هذا الحافز قويا للمجتمع المغربي,بحيث كانت الوظيفة مفرحة للأسر,وتتويجا لتضحياتها العظام بعد سنوات من الصبر والمعاناة,لكن هذا الحافز سرعان ما تراجع,فظهور العطالة,وانتشارها في كل البيوت المغربية,التي علقت آمالا كثيرة على شهادات أبنائها,كانت خيبة قاسمة,منها بدأ تراجع الأسر عن الإهتمام بدورها في مراقبة التلميذ وتتبع مساره التعليمي,وحثه على التحصيل,بل وتراجعت حتى عن معاقبة أبنائها عندما يخلون بواجباتهم المدرسية,واستفحل الأمر أكثر,مع عطالة ذوي الشهادات العليا والدكتوراه,فأي أمل بقي للأسر المغربية من أجل الترقي الإجتماعي والإقتصادي؟لقد أحبطت,وعندما انتبهت الدولة لذلك وكذا الفاعلين السياسيين,اختزلوا ذلك بتراجع الجودة,كنتاج لغياب كفاءة المدرس,أو تراجعه عن تأدية واجباته المهنية,وهي تبريرات غايتها غض الطرف عن فعالية الأسر في دعم عمليات التعلم,وحركية المجتمع التي اعتادت على اعتبار التعلم وسيلة لتحسين الوضع الإجتماعي وتحصينه من وحشة الحاجة والفقر وحتى الجهالة,فهل بإمكان الحافز الأخلاقي إعادة الإعتبار للمدرسة المغربية؟وهل المشكلة في النظام التعليمي المغربي تكمن فقط في المناهج وأسلوب التدريس,أم أن الأمر أعمق وأخفى من هذه الترميمات؟
من المؤكد أن الحوافز الأخلاقية لها دورها,شريطة أن تغذى باحترام الواجب,وشفافية الإختيارات وغاياتها,لكن نفعية النتائج لايمكن تجاهلها,إلا عندما تفتح أبواب أخرى للترقي,بعيدا عن الحيف وشكليات التنافس على المناصب,فالتعليم يصير وسيلة لتغيير الوضع الإجتماعي عندما تفتقد وسائل أخرى,بحيث ينبغي للثروات أن تكون متحركة,بالرواج الإقتصادي,في شكليه التجاري والصناعي والتقني,آنذاك لن يصر على استكمال الدروس إلا المؤهلون علميا والعاشقون للمعرفة,فأنت تجد الآلاف في العلوم لايبرز منهم أي عالم,والعدد نفسه في الآداب ولا يبرز منهم أي أديب,وكأن التحصيل صار نشاطا معاشيا كالزراعة والتجارة وغيرهما من الفعاليات البشرية,وهذا خطر على التحصيل العلمي والمعرفة بمختلف اتجاهاتها,لذلك,فإن أي نظام تعليمي في المغرب ليمكنه ضمان فعاليته إذا لم يجب عن الأسئلة المحرجة,وليس التهرب نحو المناهج والمدرسين,فأي الحوافز تناسب التلميذ المغربي,وتدفعه للتحصيل,وتعيد للأسرة المغربية اهتمامها بالمدرسة وتتبع أبنائها؟وهذا العنصر مساعد للمدرسة وداعم لها ولرجال التربية والتكوين أنفسهم,فعندما يلمس المدرس اهتمام الأسرة وتتبعها لآبنائها يشعر بمراقبة اجتماعية وتشجيع على المزيد من العطاء,والدليل على ذلك,المؤسسات الخصوصية التي تربط الإتصال بذوي التلميذ وتحتم التواصل بيم المدرسين والآباء بشكل دوري,وهناك نلمس فعالية محيط التلميذ,المتفاعل مع المؤسسة,تتبعا ومساءلة,وبعد ذلك لاقبله يأتي دور ملاءمة المناهج مع الحاجيات الجديدة للعصر,من حيث القيم والمعارف والتخصصات,مع تفعيل الإجتهادات الخاصة لرجال التعليم,وتعميم الصالح منها,كتجربة قابلة للفحص,أو على الأقل تأهيل أصحابها للتفكير في المناهج ومدهم بما يطور خبراتهم العملية من معارف ونظريات,تعاد قراءتها في ضوء الواقع المغربي,لاتعليبه ليصبح على مقاسها,أو تنميطها لتصير معبرا عنه,بلي عنقها قسرا.
باختصار,إن المشروع التعليمي الناجح,لاينبغي أن يكون حصيلة للتوافق السياسي,ولا التقاربات الإيديولوجية,ولا إرضاء للمؤسسات الدولية,بل عليه أن يستمد مقوماته من الثقافة المغربية,بما هي هوية,غير منغلقة,لكنها ليست تابعة أو واثقة من كل ما سبق أن جرب في بعض الدول المتقدمة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الجوائز الأدبية
- سلطة المثقف والدولة
- العولمة والثقافة
- الفكر السياسي في المغرب
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة
- أزمة الحداثة في العالم العربي
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المسألة التعليمية في المغرب