أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - ثقافة العداء














المزيد.....

ثقافة العداء


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافة العدوان,ثقافة ترتكز إلى منطق القوة,بما هي سياسة الغاية منها قهر الإرادات الوطنية في كل الدول,بحيث تظل خيرات العالم محتكرة,وغير قابلة لإعادة التوزيع,أو التصرف الحر فيها حتى من طرف أصحابها الفعليين,سواء كانت ثروات نفطية,أو مواقع استراتيجية تتحكم في الممرات الأساسية للتجارة الدولية,فالولايات المتحدة الأمريكية,بحكم قوتها ونفودها,صارت مؤسسة يحتكم إليها في جل الصراعات الدولية,بظلها يستظل الضعفاء,وبها يهدد الحلفاء جيرانهم وخصومهم,بل إن الصراعات الإنتخابية داخلها,يترقبها الكل ويراهن عليها العالم,ولأن إسرائيل,تمتلك أقوى لوبي بها,فقد صارت المدخل الأساس لنيل رضى الولايات المتحدة الأمريكية,وكذلك سخطها,إن إسرائيل لاعب مهم في الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمركية,يحسب لها الحساب,مما خلق عداء كبيرا للأمريكان في كل بقاع العالم,
والإدارة الأمريكية صارت مدركة لهذه الحقيقة,بل إن الثقة في معلوماتها الإستباراتية منذ غزو العراق,صارت تطرح حولها العديد من الأسئلة المحرجة,إذ لم توجد أسلحة دمار شامل,وتبين فيما بعد أن المعلومات كانت مضللة للرأي العام الدولي بل وحتى الأمريكي نفسه,وهذه اللعبة قابلة للتكرار مرة أخرى مع دول مغضوب عليها من طرف صانعي السياسة,في الوليات المتحدة الأمريكية وإسرائيل نفسها,فكيف يقبل العالم أن يصير تابعا لاستراتيجية مصلحية,يمكن أن تجر الكثير من مناطق العالم إلى مواجهات مسلحة,تؤدي إلى ضحايا كثر ومنكوبين,ودمار بيئي وجغرافي,ليس غريبا كل هذا أمام ساسة,همهم الوحيد هو استمرار أحزابهم السياسية في الحكم,ولهم استراتيجية برغماتية,ما يهم بالنسبة لها هو الحفاظ على المصالح مهما كانت النتائج,وأروبا المعول عليها تنجر لمثل هذه الإختيارات,وهي التي أدركت حقيقة الحروب وما تخلفه من خراب وخيبات وخسارات بشرية وحضارية,ومع ذلك لاتستطيع الوقوف في داقي طبول الحروب والمهددين بها,بينما العالم الثالث,منشغل بحروبه الصغيرة,لتدبير شؤونه الداخلية,رغم عودة الصين وروسيا للمسرح الدولي,لإعادة التوازن الإستراتيجي,الذي افتقد منذ نهاية الحرب الباردة,بانهيار الإتحاد السوفياتي وانهيار الكتلة الإشتراكية,
إن هذه الحملات الحربية,لايمكن تصنيفها,إلا في ثقافة جديدة سعرفها العالم المعاصر,وهي ثقافة العدوان,ومحاولة اعتباره حقا,الغاية منه تجنيب العالم,حروبا غير تقليدية,تستعمل فيها الأسلحة البيولوجية أو الذرية,والحقيقة التي ينبغي عدم التنكر لها,هي أن سبب الحروب ليست هي الأسلحة,بل الأفكار المتحكمة في المحاربين,وهي عقلية القتل والتدمير,وعدم الإعتراف بحقوق الآخرين,شعوبا وحضارات وحتى ثقافات,بتجييش المجتمعات وتحريضها ضد مجتمعات أخرى,تختلف عنها أو تتنافس معها حول خيرات العالم,من علم وثروات,وحتى أمجاد,فالأسلحة كانت موجودة,ولم تستعمل إلا مرة في تاريخ الحروب,واستعملتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ضد اليابان,وربما ندمت على ذلك,وكادت تلجأ إليها إسرائيل في آخر حروبها ضد العرب,سنة1973,أما البيولوجية فقد استخدمت في الحروب العالمية,وخلفت ضحايا,مدنيين وعسكريين,العالم,في حاجة إلى ساسة,يدافعون عن السلم بوسائل أخرى غير الحروب,ليثبثوا عبقريتهم ومهاراتهم,العالم في حاجة لساسة جدد,يدافعون عن القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة,بالحماسة نفسها التي يدافعون بها عن تنفيذ قوانينهم في مجتمعاتهم,العالم في حاجة لأبطال,ينبذون ثقافة استصغار الدول,وحرمانها من حقوقها في الدفاع عن نفسها وحدودها المعترف بها دوليا,دون انحياز للقوي,وتردد في مواجهته بحقيقة تجاوزه وتعطيله لقرارات الأمم المتحدة ,هنا تكون البطولة الحقيقية,التي ينتظرها القرن الجديد,على المجتمعات في كل الدول,والمؤسسات المدنية,محاسبة الساسة المهددين باستخدام القوة ضد دول أخرى,أو السكوت على ذلك,وأول المجتمعات المدنية هي أروبا,لأنها عاشت محن الحروب,التي هي أبشع الحلول,وأكثرها حيوانية,إلا من ظلم باغتصاب أرضه أو احتلال وطنه,فهنا لامناص من الدفاع عن الحقوق لاسترجاعها,وهنا أيضا على المجتمعات الدولية المدنية,أن تكون مؤثرة,وفاعلة تجاه ساستها,وقيادييها,إحقاقا لحقوق الغير,ودفاعا عن الحقوق الكونية والمثل الأخلاقية التي تشترك البشرية فيها جمعاء.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الجوائز الأدبية
- سلطة المثقف والدولة
- العولمة والثقافة
- الفكر السياسي في المغرب
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة
- أزمة الحداثة في العالم العربي
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - ثقافة العداء