أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - إسلام العقيدة وإسلام السياسة














المزيد.....

إسلام العقيدة وإسلام السياسة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد أن روحية الإسلام كانت متحققة بوجود الرسول محمد عليه الصلاة والسلام,بحيث كان الوحي مسترسلا,ولذلك كان المسلمون يحتكمون إلى النبي للحسم في القضايا الخلافية,التي يعرفها العمران البشري,وتكون فيها الكلمة الأخيرة للرسول,الملم بأمور الدين,وقد حاور محاوروه من أهل الكتاب جره إلى الإجتهاد ليضيف من عنديته,فامتنع عن ذلك,بحجة أن الوحي لازال مفتوحا,فرد عليه بعض اليهود بأنه مجرد أذن,يكرر ما ينزل عليه من السماء,فجاءت الآية صريحة,قل هو أذن خير منكم يومن بالله واليوم الآخر,ولم يجد المسلمون في ذلك حرجا,مادام الوحي لازال مفتوحا,فلا مجال للإضافة أو النقصان,إلا ما يوضح به النبي ما لم يفهمه المسلمون,أو استعصى على مداركهم,وبذلك فشلت لعبة المجادلين,التي سبق أن لعبوها مع المسيح عليه السلام,إذ سألوه هل يسلمون المال له أم لقيصر,فكان رده المعروف تاريخيا,ما لله لله وما لقيصر لقيصر,وقد فسر ذلك بعلمانية المسيحية,فكيف يفسر صمت النبي محمد عن الخوض فيما دعوه للتفكير فيه دون الإحتكام إلى الوحي؟
فقد جاء الوحي,ردا قويا على المجادلين,وزاد موضحا,لاتسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.والأمر فهم في حينه,أن هناك قضايا في الدين لايمكن الإجتهاد فيها,وربما هي الأمور المتعلقة بالعقيدة,فهي محسومة بالوحي والنص,قرآنا كان أو حديثا موضحا لبعض أمور المسلمين,لكن بعد موت النبي,حافظ المسلمون على الثقة في أصحابه وأهل بيته,الذين نزهوا عن الكذب والضغائن,إلى نشب الخلاف بين أصحابه حول الخلافة,أي بداية الصراعات السياسية وحتى القبلية,فظهرت منطلقات مختلف حولها لتفسير القرآن,إذ تمسك العبض في حجاجه بالسنة والحديث,والظاهر من التفسيرات,ووسع معنى السنة,ليشمل المقال المتواتر وحتى الفعلي في سلوكات النبي,ومدده العبض الآخر إلى أقوال أهل البيت,من الحفدة والزوجات وأبناء العمومة,لكن آخرين احتكموا إلى الترجيح العقلي كاستحسان لما يقبله العقل والفطرة السليمة,وهنا تم الإنتقال إلى الإسلام التاريخي,أي حياة المسلميم وصراعاتهم فيما بينهم دفاعا عن النموذج الأصلح لبناء نظام الحكم الإسلام كما تتصوره الفرق الكلامية الإسلامية,فكان الفقه السياسي الإسلامي,فكرا سياسيا دينيا,يؤظف به المتصارعون الدين في معترك السياسة,من منطلق أن صحة ديانة الخليفة ضمانة لتحقيق العدالة,وحسن سياسة الرعية,مما أدى لصراعات وحروب حتى بين المقربين من بيت النبوة والقرشيين,وبدأت المحاجات العقلية والنصية بين النخبة الفكرية للمسلمين,أدت للكثير من الإصطدامات المسلحة,وتركت جروحا في تاريخ المسلمين,لكنها أثبتت أن حركات الإسلام السياسي,ما هي إلا استمرار للإسلام التاريخي,بحيث تعدد هذه الحركات يدل على أنها لاتختلف حول أحكام الشرع الدينية,بل في كيفية بناء الدولة,وما هي علاقة الشريعة بها؟وأي دور للفقيه فيها؟هل يحكم مباشرة أم يعين الحاكم المدني بفتوة دينية؟
هذه هي اختلافات حركات الإسلام السياسي,التي تحاول جاهدة,كل واحدة منها ادعاء أنها تمثل الإسلام الروحي,الذي لايمكن فصله عن تصوره التاريخي لسلطة الإسلام السياسية,في صيغة الخليفة أو الإمام,لكن هناك حركات دينية إسلامية تحاول الحفاظ على روحية الإسلام,بحيث تمارس العمل الدعوي,البعيد عن استغلاله سياسيا لتكفير الخصوم أو التحامل عليهم بغية تكفيرهم,وحي حركات دينية نشيطة في الكثير من الدول العربية والإسلامية تبتعد عن القضايا الخلافية,وتختزل فعاليتها في العمل التوجيهي والإرشاد الديني,تتحول فيما بعد إلى حلقات للذكر وإسداء النصح وتخوض صراعا مريرا ضد حركات التبشير المسيحية,دون الدعوة إلى العنف أو التحريض الطائفي أو المذهبي,لكنها حذرة في تعاملها مع حركات الإسلام السياسي التي تتهمها بالإنحياز للسلطة وعلمنة الإسلام,وتخوض ضدها بعض الصراعات الخفية,فهل يمكن وصف هذه الحركات بالمدافعة عن الإسلام الشعبي؟وهل هي مستقلة عن السلطة السياسية في العالم العربي؟أم أنها مجرد واجهة للإسلام الرسمي كما تريده الأنظمة العربية؟
من المؤكد أن الإسلام الروحي لايمكنه الظهور من جديد,لأنه مرتبط بوجود النبي,واستمرارية الوحي,لكن محاولة تحصين الدين من السياسة خطوة نحو العقلانية,بإبعاده عن الرهانات المصلحية للطبقات والفئات والنخب المتصارعة,كما أن السياسة عندما تستبعد الدين تحافظ على طهارته وتتجنب التذكير بجراحات الأمة أو الحضارة الإسلامية,العاجة بالمذابح التي اقترفت باسم الدين في حق متدينين فرقتهم الرهانات السياسية,لكن هذا الفصل,لايعني تخلي السياسي عن المبادىء الأخلاقية,لتصير السياسة مكرا وخديعة وتلاعبا بأحلام وطموحات المجتمعات,هذا ما على دعاة الحداثة فهمه,فالدفاع عن العلمانية لايعني بالمطلق نبذ الأخلاق بمعناها العقلي الكوني.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي
- الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الجوائز الأدبية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - إسلام العقيدة وإسلام السياسة