أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الحصانة السياسية














المزيد.....

الحصانة السياسية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنها إجراءات سياسية,الغاية منها تقديم ضمانات قانونية للساسة لإبداء آرائهم السياسية في الحكومات ونظم الحكم,دون التعرض لمتابعات قضائية,فهي نرتبطة بالرأي السياسي,وليس الممارسات الماسة بحقوق الغير,أو التطاول على القانون,إنها شرط للتحفيز على التفكير بأقصى درجات الحرية,فالسياسي,سواء كان في المعارضة أو حتى الحكومة,من حقه الخوض في كل القضايا,كيفما كانت طبيعتها,وملابساتها السياسية,فمهمته التفكير,والنقد والإطلاع على القضايا التي تعني الوطن والمواطنين,هو مؤتمن على هذه الرسالة,وعليها يحاسب أمام منتخبيه,الذين فوضوا له حق تمثيلهم في مؤسسات النيابة عنهم,بل حتى داخل الحكومة,عندما يصل حزبه إلى الأغلبية,ولأن الصراعات السياسية قد تتطور إلى انتقامات وتسوية للحسابات,كان الساسة مطالبين بالتمتع بالحصانة لتأدية مهمتهم دون خوف من مؤسسة الدولة نفسها,التي لها حساباتها وانحرافاتها في كل المجتمعات البشرية,فقد تسيطر على سلطة القضاء أو تخضعها لاختياراتها,أو تضغط على الحكومة كسلطة تنفيذية,ولتفادي كل ذلك,كانت الحصانة السياسية هي الجواب التشريعي الحاد من مثل هذه الخروقات,وقد اشارت فلسفة التعاقد الإجتماعي,التي بها ظهرت الدولة الحديثة,أن أساس التعاقد هو التنازل لسلطة الدولة عن بعض الأفعال الماسة بالتعاقد,أما التفكير فغير قابل لأن يتنازل عنه,وإلا صار المواطنون آلات ونوابهم كذلك,وهدا غير جائز في الدول الديمقراطية,كما أن التعاقد لايحدث إلا على أساس الإتفاق المعلن,بحيث يطلع عليه الكل ويقبل ببنوده,التي يمكن موازاتها بقوانين مفصلة,شريطة عدم المس بقواعد التعاقد,التي نفترض بأنها هي الوثيقة الدستورية,فلا يجوز أن يضاف لها مالا تتضمنه,والعمل فقط لتوسيع مقتضياتها أو تجزيء العام فيها,مما يعني أنها هي ذاتها تفترض لغة واضحة,لالبس فيها,وإلا افتعلت صراعات حولها,بفعل قابلية الغامض للتأويلات,إن لغة القانون ليست قصة تحكى,لتفهم بطرق شتى,إنها وثيقة محددة لكيفيات ممارسة السلطة السياسية لمهامها وفق المتعاقد حوله,في معنى اللغة التي كتبت بها,واستوعبت بها,وليس وفق القدرات على التأويل,التي عاشها المسلمون,وكانت سببا في غياب تصور سياسي للدولة الإسلامية,التي بقيت حبيسة التفسير للأخلاق السياسية التي لايمكن أن يتأسس عليها أي مشروع سياسي لدولة جديدة,تحمل مشروعا حضاريا بديلا لكل الدول التي عرفها التاريخ البشري,ولم يتحقق ذلك إلا من خلال الدولة الديمقراطية الحديثة التي عرفتها أروبا,وانخرطت بها ومن خلالها في مشروع الحداثة والتقدم والتنمية,من هنا نبعت الحاجة للحصانة السياسية,التي ليست امتيازا أو ريعا رمزيا الغاية منه مراكمة الثروات والتهرب من المتابعات القضائية وأحكامها,فلا حصانة خارج الحق في القول السياسي,ولا حصانة لحملة السلاح,فالعقوبات تطال كل مخترقي القانون,وطنيا وحتى دوليا,لأن الغاية من مثل هذه الحصانات,ليس حماية الجنود,لأنهم يحاكموم بقوانين عسكرية كما يحدث في كل دول العالم,بل الغاية هي حماية قادته الذين قد يتورطون في اوامر تقتضي المتابعة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة العقل
- يساريون ودينيون في المغرب
- مفارقات السلطة في العالم العربي
- حزب الله مشروعية المشروع
- سياسة الإعداد
- الفكرة في اللغات
- الإعلام ودفاتر التحملات
- العدالة والتنمية بين الديني والسياسي
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الحصانة السياسية