أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - مانع- احترق يا مولانا العراف














المزيد.....

مانع- احترق يا مولانا العراف


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 20:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شتاء 1984 تجمعت حشود إمام سيارة أجرة بالأبيض والبرتقالي تحمل تابوت يغطيه علم من اعلام العراق قبل إن تضاف إلية كلمة -الله اكبر- إمام بيت طيني وارتفع شيئا فشيئا صوت النياح تحول مع فقدان السيطرة إلى حالة هستيرية يصعب التحكم بها من قبل لابسي الزيتوني المرافقين للتابوت لان التعليمات التي يحملها المأمور تقول بالحرف الواحد ( يمنع فتح التابوت ) .
لكن اذرع الرجال الممزوجة بأيدي النساء كسرت أخشاب الصندوق المغلق واستخرجت كيسا من البلاستك يضم في دواخله رماد بلون الفحم مع بقايا نهايات أقدام بيضاء بأصابع كاملة .
مشهد أثار الهلع بتمزيق الرؤوس وانتزاع الشعر من جذوره لان قطعة اللحم المحترقة هي ما تبقى من ذلك الشباب الأبيض الطويل بالوجه الباسم على الدوام الذي يحمل اسم - مانع - .
اقسم المأمور بإيمان غليض انه _مانع _ استشهد كبطل يوم – توكلنا على الله _ مزقت دبابته (التي 62) قذيفة معادية و الدليل على كل إيمانه قرص التعريف الحديدي الموجود مع تلكك القطعة حين رفضت العائلة استلام الجثة .
ومع المأتم واستقبال التعازي رفضت العائلة المتمثلة " بابي رياض" إن تصدق إن ابنها ذهب مع الريح بدون معالم في حفرة صغيرة لم تتعب أيدي الدفان أن يرميها بدون غسل مع كيسها البلاستيكي .
حادثة بدأت معها رحلة "أبو رياض " عمة الأكبر مع الغيب يستطلع رأي العرافين وقارئي ذلك المستقبل غير المنظور مع الذين تجمعهم أواصر عمل بكائنات أخرى تملك من أسرار الملكوت مالم يطلع علية حتى الأنبياء أنفسهم .
عاد أبو رياض مبتسما بخبر أثار الهلاهيل والضحكات المكبوتة بأغلى الإخبار وسط الزغاريد وانتشر الخبر مثل الغازات السامة واتجهت الأفواه بالقبلات نحو الصغير – محمد – الذي لم تكتحل عيونه بوجه والدة الحقيقي يوم كان نزيل الأرحام .
بشارة من عراف متبحر بالغيب وكائنات سحرية تجلب له الأخبار من غياهب الأرض وأقطار السماء سارت مع الأيام بان - مانع - لازال على قيد الحياة لكنة يرقد في سجون دولة الفقيه بدل القبر مرت معها الدقائق والساعات طويلة جدا حتى وصلت إلى نهاياتها في بوقف ماسورات البنادق يوم الثامن من آب بعد أربع سنوات من تلك الفاجعة عاد نزلاء سجون الأسر إلى ارض الميلاد بعد مفاوضات طويلة أجبرت أبو رياض إلى العودة إلى العراف نفسه وعاد العراف بقصة جديدة تؤكد بان مانع تزوج من امرأة إيرانية أنجبت له بنين وبنات أصبح معها من أتباع الفقيه .
خبر حطم قلب - أم محمد - ببكاء طويل تمنت لو أنها ماتت مع تلك الجثة قبل إن تسمع بزواج - أبو محمد- بغيرها .
مرت السنوات واحدة تضع يديها بالأخرى أخذت معها الأم والأب بحسرتهم وسقطت معها دولة ظلت تنام على الأنفاس مدة تقارب النصف قرن عاد بهلاكها كل من لفظتهم شواطئ الحرمان إلى ارض الميلاد وبقيت عيون أبو رياض تراقب الطريق لعلها تحمل إلية وجها ربما قد تغيرت معانية وقسماته وانتظر طويلا سأل في البداية كل من عرفهم من العائدين واحترق قلبه بكلمات النفي وعدم المعرفة وبرر لنفسه أنهم ربما لا يعرفوه لأنة من مدينة أخرى وحين طال علية الأمد حث الخطى نحو عراف أخر بعد إن عرف إن عرافة الأول أصبح تحت الأرض .
وجاءت كلمات العراف الجديد تحمل البشارة الغالية بتمديد الوقت لثلاث سنوات أخرى لان مانع يمتلك من المشاكل ما لا يستطيع إن يأتي بة وهو أب لأربعة من الأولاد وبنتان من زوجته الإيرانية وزاد بشارة العراف بان مانع عرف من بعض الهاربين لدولة الفقيه بأنة احترق وأصبح ذكرى بقبر في تراب النجف وهو لا يريد العودة إلا بعد إن تهدا النفوس .
بعمر السبعين صدئت مفاصل أبو رياض ولم تعد قدماه قادرة على ارتياد طريق العرافين وتساقط أعمام - مانع - وإخوته واحدا بعد الآخر لم يثني أبو رياض عن تصديق حلمة الغالي في أخر أيامه وهو يتكلم بصعوبة لإخراج كلماته من على فراش الرحيل سال بكلمات مدمعه هل أتى - مانع - وتمنى لو إن الجيل الجديد الذي لا يعرف مانع شكلا ومضمونا إن يجيبه بكلمة البشارة والخلاص قبل الرحيل وإغماض جفونه التي لم تصدق أبدا إن تلك القطعة من اللحم التي أحرقتها قذيفة ( التاو تاو ) المضادة للدروع بلحمها وشحما هي -مانع -الذي احترق ولم يعد أبدا .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديالكتيك المادي والمادية الديالكتيكية وبراءة إنجلز والنمري
- أميركا والتكفير عن تحرير العراق
- لذكرى الفقيد الشيوعي :-الرجل الذي هو أنا-
- اشهدوا لي عند الأمير بن زياد أنها فكرتي المسروقة
- لينين : صورة حية في عيون الرفاق
- وإن تفتت العراق - الصورة باقية يا ريبوار حمه سعيد-
- النبوءة السادسة والخمسون لانهيار الولايات المتحدة الأميركية
- الشيوعيون العراقيون اليهود في كتابات فاضل البراك -مدير الأمن ...
- نحو جيشٍ عراقيٍ محترف
- وا أسفاه .لم تصبح ميسوبوتاميا الولاية الثانية والخمسين
- بعد تفجيرات الخميس : سلطة بدائية وبغداد ليست ستوكهولم
- رحلة في سجون العراق العظيم ح2 والأخيرة
- رحلة في سجون العراق العظيم ح1
- وصية أبي الأخيرة : -لا تدافعوا عن العراق أبدا -
- الربيع العربي فوز إسلامي ساحق = وعي طبقي هابط جدا
- بكاء الكويتي في عاشوراء :هل هو اغتراب نقد أم اغتراب مكان ؟
- هل أختلف لينين عن ماركس في الطريق إلى الاشتراكية ؟
- كيف نتفهم فلسفة الانقلاب العسكري ؟
- وأخيرا سنقول للمرحوم العراق - الفاتحة-
- الربيع العربي خطوة للأمام . كيلو متر للخلف


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - مانع- احترق يا مولانا العراف