أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - كيف نتفهم فلسفة الانقلاب العسكري ؟














المزيد.....

كيف نتفهم فلسفة الانقلاب العسكري ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف الانقلاب العسكري في الموسوعة السياسية " بأنة عمل مفاجئ تقوم فئات داخل الدولة تنتمي في أكثر الأحيان إلى الجيش ضد السلطة الشرعية "
وان كان هذا التعريف منقوص المفهوم والتعريف نفسه لأنة ببساطة لايعطي شرحا إيضاحا حول مفهوم السلطة الشرعية وصورة شرعيتها ويفصل بالتالي طبقة الجيش عن بقية الطبقات المكونة للدولة .
يصبح الانقلاب العسكري تقدميا في طابعة حين تعود الديمقراطية المهجنة بالبلاد إلى الوراء مسافات تقدر بالسنين الضوئية وتتبلور طبقة ظلامية على حساب بقية الطبقات تتسمر على سدة الحكم تعمل على تجهيل الشعب وإشاعة الخلافات بين مكوناته .
ويسمى الانقلاب ثورة بالمفهوم التقدمي حين يكون وضع البلاد مأساويا فاسدا في كل شي ويؤدي الانقلاب إلى تصحيح المسار ويؤدي إلى تغييرات جذرية سياسية واجتماعية مثل التغيير في الشكل السياسي من الملكية إلى الجمهورية كثورة ال14 عشر من تموز في العراق وثورة 22 يوليو في مصر .
وان كانت التسمية نسبية في طابعها تعتمد على أنظمة الحكم وشكلها الاستغلالي فالثورة الفرنسية سميت في الأدبيات البريطانية حركة للرعاع لأنها أنهت حكم الملكيين بينما تشير إليها الأدبيات التنويرية بأنها أول ثورة لحقوق الإنسان .
يحدث الانقلاب العسكري في بعض الأحيان من لب الديمقراطية ومن داخل صناديق اقتراعها وشواهد التاريخ كثيرة مثل سيطرة الحزب النازي على مقاليد الرايخشتاع واحتكار السلطة الديمقراطية وتحويلها بالتالي إلى حكم عسكري بحت للحزب الواحد وإبادة الأحزاب الأخرى بمجرد السيطرة على مقاليد الأمور وقتل الديمقراطية التي ولد من رحمها .
ويحدث الانقلاب ضد الديمقراطية ويحظى بمباركة القوى الديمقراطية الخارجية نفسها حين يلوح في الأفق صعود تحالف اليسار وقواه الاشتراكية ضد القوى البرجوازية والرأسمالية فتحاول القوى الرأسمالية بمختلف الوسائل لوئد ليبراليتها وديمقراطيتها فتبصق بالتالي مثلها العليا فتندفع مدرعات الجيش إلى سحق هذه النماذج من الديمقراطية مثل انقلاب الجنرال "فرانكو" واليمين الاسباني ضد الديمقراطية الوليدة بعد فوز جبهة اليسار والقوى الاشتراكية وانقلاب الجيش ضد الديمقراطية التشيلية بعد فوز الجبهة الشيوعية وذبحها من الوريد إلى الوريد بمساعدة القوى الديمقراطية نفسها المنادية بالليبرالية وحقوق الإنسان حين أصبحت مصالحها في مهب الريح .
يعتمد الانقلاب العسكري على مدى تقدم قوى الإنتاج والتقدم التكنولوجي والثقافي فكلما تدنت المقاييس إلى أوطأ الدرجات كلما زاد شبح الانقلاب العسكري بسبب بؤس الحالة الفكرية الناشئة عن تردي الواقع المعاش البدائي والرجعي الذي يحاول فيه ماسكي السلطة من تسكين الواقع إلى مالانهاية بالدين تارة وطرق التجهيل الفكري تارة أخرى .وتعتمد فيه الشعوب التي لم تشارك التاريخ أفراحه على الجيش في تغيير الواقع لأنها تعيش على ترنيمة وصورة المنقذ المنتظر لان الإنسان الحقيقي لم ينبت بعد في تربتها الميتة ولم يتناقض فيها التاريخ ليتكون لها وعي طبقي يكون بالتالي منتوج من وجودها الاجتماعي والواقعي فيكون الجيش ملاذ الخلاص الأخير .
بينما تقل الانقلابات وتنعدم تقريبا كلما وصل التقدم التكنولوجي إلى اعلي مستوياته وكلما ابتعد الإنسان عن وحي السماء ورسخ قدميه في تراب الأرض بسبب الفرز الواضح للطبقات وظهور الإنسان الحقيقي المفكر الصانع للحياة والسلطة والحكم وتدرج وجود الوعي الطبقي من وجودة الاجتماعي ويصبح الوجود الاجتماعي للعمل في حقيقته وجود سياسي يشارك في صنع القرار للسلطة والحكم .
يصبح الانقلاب منية كل طبقات الشعب حين تتردى الحالة المعاشية ويشيع الفساد وتتحكم بالبلاد طبقة أولجاركية ظلامية تعود بالزمن إل الوراء تحتكر السلطة والمال والقرار وتبرز إلى الوجود طبقات الجياع والمشردين ويكتسي الانقلابيين بصورة براقة وتتجذر لهم في الخيالات صور القديسين والأنبياء .
بقي إن نضيف شيئا لتعريف الموسوعة السياسية المنقوص ونقول " إن الجيش من الشعب وان الذي يفصل هذه الطبقة فأنة يثرر تحت تأثير المصلحة فربما تسلم القوى الثائرة مفاتيح السلطة إلى القوى الوطنية كما فعل الجنرال "سوار الذهب" في السودان .
وكلما حاولت القوى المتنفذة بظلاميتها منع الانقلاب مع حالة التردي والفساد فإنها بذلك حتما تسرع في نهاياتها والوصول إلى خط مضمارها الأخير .
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا سنقول للمرحوم العراق - الفاتحة-
- الربيع العربي خطوة للأمام . كيلو متر للخلف
- القذافي -البارانويا - .الشجاعة والنبوءة
- الفهم المأساوي للماركسية
- ماذا ينقص تنظيمنا الشيوعي ؟
- للشاتمين لأخلاقنا الشيوعية
- من أجل تنظيمٍ مُحارِب . فلنضيف للماركسية علم الأركان الحربية
- الحاجة الى التناقض الخارجي للثورة
- هل تستحق الشعوب الذليلة تضحيات الماركسيين ؟
- برافو -عدنان حمد- فالعراقي دائما يبدع خارج وطنه
- هل حاول المؤلف جعل -أبو طبر- ماركسياً ؟
- جددوا بقاء المارينز لوقف ميناء مبارك
- مسلسل- الحسن والحسين- والتجني على ثوار العراق
- كوميديا مضحكة أسمها حكومة الملا – دكتوراه .
- بمناسبة الثاني من آب .ما لا يعرفة الكويتيون عن ساكن ميسوبوتا ...
- كيف عمل الشيوعيون بعد دخول أميركا ارض العراق ؟
- كيف تواجة اميركا أحزاب اليمين الديني العراقي ؟
- إرحم أطفالنا - يا بنيامين نتنياهو- بحق حائط المبكى
- ياليثارات العراقيين ياعبد الكريم قاسم
- أنبياء أميركا المكرمون وتغيير دين العراقيين


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - كيف نتفهم فلسفة الانقلاب العسكري ؟