للشاتمين لأخلاقنا الشيوعية

جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 20:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

أثارت مقالة نسختها على صفحات الحوار لفلاديمير لينين بعنوان "أين هم الأكفاء لسلوك طريق الثورة البروليتارية " نقاشا وصل في ذروته إلى التدخل والتطاول على الشيوعيين و الأخلاق الشيوعية . وكان من النتائج النهائية التي وصل فيها احد المعلقين بان الشيوعية وشيوعييها "بلا أخلاق " .
وان كان هذا المعلق لا يختلف عن باقي أسلافه من المعممين والمشايخ إلى القومجية واتهامهم الفج الساذج للماركسيين والشيوعيين بأنهم بلا أخلاق أو يفتقرون إليها في كل علاقاتهم الاجتماعية .
وأصبحت الأخلاق سلاحا فعالا وسكينا حادة لطعن الماركسيين تمتلئ بها كل كتب ومناشير هؤلاء القوم لبثها بين أنصاف المتعلمين والجهلة على شاكلتهم وان كانت هذه الكتابات تنم عن جهل هؤلاء القوم على اختلاف صنوفهم بانهم من اجهل الخلق يفتقرون إلى الوعي والإدراك البسيط ولو اطلعوا على تاريخهم فقط ولو بنز يسير وكيف كانت المرأة سلعة رخيصة لما تلفظوا تلك الترهات وهم يقرئون تاريخ العروبة البائد وأخلاق الإسلاف الفاضلة وأنواع زيجاتهم ولو راجعوا ابسط هذه المصادر المتوفرة في الأسواق وهو ( الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام ) للدكتور عبد السلام الترمانيني لوجدوا فية من الأهوال والكوارث ماكان يفعلة أصحاب الأخلاق الفاضلة لألجموا ألسنتهم من القدح بالآخرين والتنكيل بهم .
يبتدا المؤلف في الفصل الثاني الصفحة 17 إلى الصفحة 35 وكما هو موضح بشي من الاختصار ...1 :
1- زواج الاستبضاع : الذي لايختلف عن الخيانة الزوجية بشي وكان شجعان العرب وابطالهم ذوي الاخلاف الفاضلة من مستخدمية وهم يمرون على العارضات أجسادهن في مفترقات الطرق . حتى يصل المؤلف إلى استذكار رواية من اقبح الروايات وكيف حملت اخت لقمان بن عوص منة شخصيا لان زوجها كان رجلا ضعيفا وأسمت ابنها (لقيم) تصغيرا من لقمان ومنهو يقول الشاعر
لقيم بن لقمان من اختة .. فكان ابن أخت له وابنما ... .
2- زواج المضامدة : حيث تلجا إلية النساء العربيات إثناء القحط والجوع من المستغلِين لهن من الأسياد وشيوخ القبائل .
3- زواج المخادنة : حيث يعاشر رهط من الرجال لامراة واحدة فاذا حملت أرسلت اليهم وأسلمت الوليد إلى واحد منهم .
4- زواج البغاء : ويقسم إلى قسمين : اولا .البغاء مدفوع الاجر والنوع الثاني البغاء الديني المقدس مع الكهنة والسدنة لإرضاء الالة .
5- - نكاح الضيزن : وهو زواج أبناء الميت من زوجات أبيهم .
6- - زواج الشغار : وهو إن يزوج العربي ابنتة أو اختة لقاء إن يزوجة الأخر ابنته أو بنته أيضا . ويسمى اليوم ( كصة بكصة ).
7- زواج تبادل الزوجات : وكان العرب يمارسونة فيهبون زوجاتهم للغير لقاء تنازل الغير عن زوجاتة اليهم .
8- نكاح المخطوفات والمسبيات : وهذا ما اشتهر بة العرب على طول تاريخهم فكانوا يقتسمون النساء المسبيات بالسهام كما يقول الفرزدق
"خرجن حريرات وابدين مجلدا ... ودارت عليهن المكتبة الصفرٌ."
9- الزنا : وهو وطا الرجل لامراة بقصد الاستمتاع . وقد يصل هذا الامر إلى قتل زوج المراة بقصد وطئها كما يقول الحطيئة .
"وكم من حصان ذات بعل تركتها ..إذا الليل أدجى لم تجد من تباعلةٌ"
أو كما فعل عمر بن معد يكرب حين دخل على امراة فقتل زوجها ووطئها .
10 - زواج المتعة : وهو زواج غير محدد بمدة وكان معروفا في الجاهلية . وتمارسة بعض الفرق الاسلامية اليوم .)
تعرف الماركسية الأخلاق: بأنها مجموعة القواعد التي تحدد سلوك الإفراد فيما بينهم وكذلك سلوكهم تجاه المجتمع .
وهي بذلك ترفض الاخلاق الطوباوية التي يكون مصدرها اللة.
و تقول الموسوعة الفلسفية ليودين وروزنتال في تعريف الاخلاق الطوباوية : ان مصدر الأخلاق اللاهوتية هو الله . فالله هو تجسيد الخير الأخلاقي والفضيلة الأخلاقية ....حتى تصل في القول ... وهكذا فان الأخلاق اللاهوتية تنفي حق المجتمع في وضع التقسيمات الأخلاقية .2

ويقول لينين في تعريف الاخلاق (غالبا مايزعم ان ليس لدينا اخلاق خاصة بنا وفي معظم الاحيان تتهمنا البرجوازية باننا نحن شيوعيون ننكر كل الاخلاق وتلك طريقة لتشوية الافكار لذر الرماد في عيون العمال الفلاحين)3
وتنظر الماركسية إلى الأخلاق بنظرة جدلية فالاخلاق تختلف من مجتمع إلى اخر وتنفي الماركسية تماما وجود اخلاق طوباوية فوقية مفروضة على المجتمع مثلما يقول لينين (لهذا نقول : ليس ثمة اخلاق بنظرنا خارج نطاق المجتمع الانساني والقول بوجودها خارج المجتمع خداع وتضليل فالاخلاق بنظرنا خاضعة لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي ). ولكن ماهو قوام هذا النضال الطبقي ؟ قوامة اسقاط القيصر واسقاط الراسماليين ومحو طبقة الراسماليين . وماهي الطبقات بوجة عام ؟ انها مايتيح لقسم من المجتمع ان يستاثر بعمل الاخرين . فاذا استاثر قسم من المجتمع بكل الارض كانت طبقة الملاكين العقاريين وطبقة الفلاحين . واذا امتلك قسم من المجتمع المصانع والمعامل والاسهم والرساميل بينما القسم الاخر يشتغل في هذة المصانع )4
لذلك كانت الأخلاق الطوباوية الفاضلة اشبة بالقواعد التي تثبت قوام البرجوازية الوضيعة ورجال اللة بمجموعة من القوانين المفروضة على المجتمع بصورة قسرية تريد بالتالي فرض سيطرة هذه الطبقات المستغِلة وتثبيت قواعدها عن طريق بث الفضيلة والسلوك الحسن وتقسيم البشر إلى قسمين مؤمنين صالحين يؤمنون بالتنزيل وفاسقين ملحدين لكي تستطيع تثبيت هيمنتها على المجتمع مثلما يذكر لينين ).( وبهذا الصدد نقول بالطبع اننا لانؤمن باللة . ونعرف جيدا جدا ان رجال الدين والملاكين العقاريين والبرجوازية كانوا يتكلمون باسم اللة لكي يؤمنوا مصالحهم كمستثمرين . كذلك كانوا لايشتقون هذة الاخلاق من قواعد السلوك ومن وصايا اللة وانما كانوا يستخلصونها ايضا من جمل مثالية او نصف مثالية تعني دائما شيئا يشبة كثير الشبة وصايا اللة . ان كل اخلاق من هذا النوع مستسقاة من مفاهيم مفصولة عن الإنسانية مفصولة عن الطبقات . ان كل اخلاق كهذة ننفيها وننكرها ونقول انها تخدع العمال والفلاحين وتغشهم وتحشوا أدمغتهم حشوا وذلك في صالح الملاكين العقاريين والرأسماليين)...5
وأعطت الماركسية تصورا رائعا للقانون الاخلاقي فانصفت المراة في حق اختيار شريك العمر واثبت بالفعل بانها نصف المجتمع الانساني ودعت إلى سن قوانين للأحوال الشخصية منصفة للمرأة تؤكد على حق الزواج للرجل لمرة واحدة لإنصاف المرأة المستلبة التي حولتها قوانين الدين إلى جسد يباع ويشترى كما يقول نزار قباني في إحدى قصائده
(كأن الدين حانوتٌ فتحناة لكي نشبع
وتمتعنا بما إيماننا ملكت
ولم نأخذ سوى زوجاتنا الأربع... )6
ويذكر لينين في معرض ردة على رسالة المناضلة الفرنسية إيناسا أرمان حين سالت عن معنى الحب الحر فأعطى تصورا رائعا بان الحب الحر إنما هو مطلب برجوازي ويجب إن يستند الحب الحقيقي على التحرر من الحسابات المادية والآراء الدينية المسبقة لاختيار شريك العمر ...7
وينص في احدى مقالاتة على تحرير المراة هذا المخلوق المستلب (ان المراة ماتزال الرقيقة البييتة رغم جميع القوانين التي نصت على تحريرها اذ ان الاعمال المنزلية الصغيرة ماتزال تثقل كاهلها وتخنقها وتخبلها وتذلها اذ تقيدها بالطبخ وتبدد جهودها في عمل غير منتج بصورة فاضحة في عمل حقير مثير للاعصاب مخبل مرهق. ان تحرير المراة الحقيقي والشيوعية الحقيقية لا يبد ئان الا حيث وحين يبدا النضال الجماهيري " بقيادة البروليتاريا سيدة السلطة ")..8
لذلك نقول كما قال لينين (ونحن نقول الاخلاق هي ما يتيح هدم مجتمع المستثمرين القديم وتوحيد جميع الشغيلة حول البروليتاريا التي تنِشى المجتمع الجديد الشيوعي . ان الاخلاق الشيوعية انما هي الاخلاق التي تخدم هذا النضال وتوحيد الشغيلة ضد كل استثمار ضد كل ملكية صغيرة لان الملكية الصغيرة تضع في يدي فرد واحد ما أبدعة عمل المجتمع بأسرة) ويضيف لينين . (اننا نقول ان اخلاقنا خاضعة تماما لمصالح نضال البروليتاريا الطبقي ان أخلاقنا تنبثق
من نضال البروليتاريا .لقد كان المجتمع القديم قائما على اضطهاد جميع العمال وجميع والفلاحين من جانب الملاكين العقاريين والراسماليين . وكان علينا ان نهدم كل ذلك وان نسقط كل هؤلاء...)..9


المصادر :
1- الزواج عند العرب في الجاهلية والاسلام . الدكتور عبد السلام الترمانيني .موسوعة عالم المعرفة .الكويت .1984

2- الموسوعة الفلسفية . روزنتال ويودين .ترجمة سمير كرم .دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت -1967.

3- لينين . الأخلاق والأخلاق الشيوعية . الحوار المتمدن . 2009 / 12 / 26.

4- نفس المصدر .

5- نفس المصدر

6- نزار قباني . الإعمال الكاملة .ديوان ذكريات امرأة لامبالية .

7- ينظر .لينين . بخصوص الحب الحر . كتاب متوفر في مكتبة الحوار المتمدن .


8- لينين .حول حق المرأة ومساواتها مع الرجل .الحوار المتمدن . 2010 / 3 / 7.

9- لينين . الأخلاق والأخلاق الشيوعية . الحوار المتمدن . 2009 / 12 / 26.

#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات