أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نحو عام مشرق جديد















المزيد.....

نحو عام مشرق جديد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 11:53
المحور: القضية الكردية
    


كان العام المنصرم حابلا بالاحداث الجسام والتطورات السريعة ولم يتوان في افراز النتائج الاولية لسيرورة الوضع الدولي الراهن الذي تلعب الولايات المتحدة الامريكية الدور الاساسي في ادارته الذي يكاد يكون الوحيد منذ نهاية مرحلة الحرب الباردة قبل حوالي عقد ونصف العقد وهو ما يدفعنا الى القول ان النتائج رغم عالميتها وظهورها في مختلف البلدان والقارات – امريكية- بامتياز. لانها تتوافق مع اهداف القوة الاعظم وتلتقي مع مصالحها الاستراتيجية وتتناغم مع توجهاتها الرئيسية بشان الترتيب الجديد للعلاقات الدولية واسسها واهدافها القريبة والبعيدة ببعديها الامريكي الداخلي والعالمي الخارجي واذا ما حاولنا تحديد ابرز المعالم الرئيسية التي استحوذت اهتمام صناع القرار وسائر المهتمين والمعنيين فيمكن استخلاص التالي:
*
في العام الفائت طغى الانشغال الخارجي على هموم الداخل في العالم الغربي عموماً وامريكا بصورة خاصة حيث كان موقع الصداره للعراق وافغانستان والسودان وفلسطين وتركيا وسورية وايران وكوريا الشمالية التي مازالت قضاياها رهن المعالجة ومرشحة ان تتخذ مساحة هامة في صفحة العام الجديد.
*
شغل كل من افغانستان والعراق الجبهة الاولى للتحدي كساحتين مرشحتين للتغيير الجذري عبر اسلوب التدخل الخارجي بعد التجربة اليوغسلافية وذلك بازالة النظم الدكتاتورية المستبده ورعاية البديل الديموقراطي التعددي بواسطة اجراء الانتخابات والحفاظ على امن المواطنين واستقرار البلاد وتنشيط الدورة الاقتصادية بعد عقود من الخراب ولهذا فان الجهود الدولية بقيادة امريكا وبتحالف واسع واتفاق مبرم مع قوى التغيير والاصلاح في البلدين تتواصل بمختلف جوانبها السياسية والعسكرية والاقتصادية لكسب التحدي التاريخي والتأثير على الجوار ودول الشرق الاوسط خصوصاً لمواصلة عملية التغيير الديمقراطي بنجاح وبأقل الخسائر.
*
التصدي المباشر من جانب المجتمع الدولي والقوى المحلية المتنورة لمعالجة قضايا الشعوب والقوميات المغلوبة على امرها والتي مازالت تعاني من الشوفينية والقهر القومي والتمييز العنصري، فقد شهد العام المنصرم اهتماماً ملحوظا من جانب الادارة الامريكية والدول الاوروبية بالمسألة القومية، والبحث عن ايجاد حلول سلمية لها في اكثر من مكان على قاعدة حرية الشعوب وارادة القوميات في تقرير مصيرها وتطوير هويتها وهذا ما نلحظه تحديداً في السودان والعراق وافغانستان وفلسطين وبلدانا اخرى ، والأمر الآخر الذي يجلب الانتباه هو شعور المجتمع الدولي بأن القهر القومي يشكل احد الاسباب الرئيسية للتوتر والعنف وتفاقم الارهاب.

*
تشخيص الانظمة الدكتاتورية والمستبده والمتخلفة الظلامية والدعوة الى تغييرها من جانب القوة الاعظم وحلفائها، بما فيها الانظمة الموالية للغرب في مرحلة الحرب الباردة واطلاق المشاريع والبرامج في سبيل ذلك، والتي تتضمن ايضاً بنوداً صريحة حول التغيير الديموقراطي وتداول السلطة وتغيير الدستور واجراء الانتخابات والاصلاح السياسي ووقف العمل بالاحكام العرفيه وقانون الطواري , والمساواة بين فئات الشعب، وحرية المرأة.
*
مواصلة الحرب على الارهاب بمختلف السبل والوسائل واظهار العلاقة الوثيقة بين بقايا الدكتاتوريات واعوان الاستبداد والشوفينية والعنصرية والظلامية والارهاب , وفي حماة الصراع الدولي الراهن انكشف تحالف قوى الردة والمعادية للتقدم والعاملة باسم الدين والمذهب والقومية وهذه سمة بارزة من سمات الحياةالسياسية في عدد من بلدان الشرق الاوسط وخاصة العراق وسورية وايران مما جعل العام المنصرم مرتعا لتحالف جديد بين قوى لم تكن على وفاق بالسابق أجمعت فيما بينها ( وهي القومية والاسلامية وبعض اليسار) على سلوك طريق الارهاب ودروب الانتحار ومعاداة الاصلاح.
*
كان العام الفائت محطةمثالية لسبر الانتخابات اوالتحضير لها اوانجارها وذلك كخطوة اوليه نحو الانتقال الى النظام الديمقراطي التعددي المنشود وسبيلا للمشاركة من جانب مختلف فئات الشعب من قوميات واديان ومذاهب لتقرير مصير الاوطان وتحقيق السلم الاهلي والتعايش الاجتماعي والمصالحة الوطنية الشاملة في ظل دساتير عصرية ومؤسسات وقوانين وقضاء، ويجري الاعداد لهذه الانتخابات بدعم دولي ملحوظ ان كان من هيئة الامم المتحده أو القوى العظمى.
*
ونحن على عتبة العام الجديد وتركيا تلقى استجابة من الاتحاد الاوروبي في تحديد موعد لها للتفاوض على كسب العضوية وهو أمر بات مرجحا وسيكون من شأنه احداث وقائع جديدة ومؤثرة في العلاقات الاوروبية – الشرق اوسطية واعتبار عضوية بلد مسلم للاتحاد سابقة لاتخلو من المعاني والدلالات ذلك البلد الذي يحمل العديد من المشاكل الداخلية دون حل من ديموقراطية وقومية واقتصادية والتي ستتحول تلقائياً الى مشاكل اوروبية ومن بينها القضية الكردية. كما ان عضوية تركيا ستعمل على تحويل اكثر من نصف الاكراد – اوروبيين- والباقي في اجزاء كردستان الاخرى ( ايران – العراق – سورية) جيرانا للاتحاد الاوروبي مع تأثيرات ذلك على مستقبل القضية الكردية من جهة تعزيز البعد الدولي لايجاد الحلول الديمقراطية السلمية لها.
*
كان العام الفائت مسرحاً للضغوط الخارجية (امريكية واوروبية) على النظام السوري بشأن عدم التدخل بشؤون العراق والكف عن دعم وارسال المجموعات الارهابية اليه من جهه والانسحاب من لبنان وترك الشعب اللبناني ليقرر مصيره بحرية من جهة اخرى اضافة الى التوقف عن مساعدة المنظمات الفلسطينية الاسلامية مثل –حماس- والجهاد الاسلامي – وقبل ذلك- حزب الله- اللبناني -.
وكما يبدو فان الرسالة الامريكية واضحة وما على النظام الا الاستجابه للطلبات والرضوخ للشروط- شروط البقاء- أو المواجهة والقدر المحتوم خاصة وان الشروط بدأت تتوسع لتشمل بنداً جديداً وهو اجراء الاصلاح والتغيير الداخلي واحترام حقوق الانسان كما أن مجال المناورة امام النظام بدأ يضبق خاصة وانه معزول شعبيا ويمارس القمع تجاه مواطنيه ويكم الاقواه ومازال يحكم باسم الحزب " القائد للدولة والمجتمع" وبسلطة الاجهزه الامنية وقوانين الطوارئ والاحكام العرفية.
نظام ايران ايضاً يحاول الافلات وباساليب ملتوية من قبضة القرارات الدولية وارادة المجتمع الدولي بشأن مفاعلاته النووية وهو امام امرين مثل حليفه السوري اما الرضوخ أو مواجهة مالايحمد عقباه. ويبدو أن ملاحقة النظامين ستستمر بداية عامنا الجديد.
*
حمل العام المنصرم في جعبته أخطر مؤامرة واجهها الكرد في سورية في آذار حيث خططت اجهزة النظام لفتنة قومية كان الحل العسكري بانتظار حسمها لولا المقاومة السلمية الباسلة التي ابدتها الجماهير الكردية وفصائل من قواها السياسية والتجاوب منقطع النظير من كرد الخارج الذين ساهموا بفعالية في الجانبين الاعلامي والمادي لاسناد اهلهم في مناطق كردستان الغربية التي شهدت المواجهات. ولايفوتنا هنا الاشادة بعدد من الاصدقاء العرب السوريين الذين وقفوا الى جانب اصدقائهم الكرد.
كان ومازال الامل معقودا على استثمار نتائج الاحداث الكردية السورية لمصلحة توحيد الحركة الكردية وفي المقدمة تياراتها القومية الديمقراطية الجادة وخاصة منها المتفرعة عن خط كونفرانس آب لعام/1965 الفكري والسياسي، ومواصلة الحوارمع المثقفين العرب السوريين الذين هم بصدد اعادة النظر في الموقف من الكرد بما فيه تشخيص القضية الكردية كبند أساسي في برنامج التغيير والاصلاح في سورية.
ولايفوتنا هنا التأكيد مجدداً على ضرورة المضي في المراجعة العميقة لواقع الحركة القومية الكردية واستخلاص الدروس من التاريخ الماضي بروح المسؤولية الوطنية والقومية وعلى قاعدة التسامح وقبول الرأي المخالف والنقاش الهادئ حسب خطاب سياسي ثقافي حضاري والوقوف معاً أمام رياح الفتن ومحاولات – شخصنة – قضايا الخلاف واساليب تزويرحقائق التاريخ وحرفها عن مسارها الطبيعي (بدلا من النقد السياسي والمراجعات الفكرية) وما هذا الخطاب الرديىء الا نتاج طبيعي لعملية – اختراق- صفوف الاكراد في الداخل والخارج من جانب اجهزة الانظمة المعادية للكرد وحركتهم وطموحاتهم بهدف تشويه صورة الحركة الكردية , وفي مقدمتها منظومة الاجهزة السرية في الدول الاقليمية المعنية بالقضية الكردية .
*
شهد العام المنصرم مزيداً من التفاهم والتقارب بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في كردستان العراق والقوى الكردستانية الاخرى وقد تجسد اكثر في اللائحة الكردستانية الموحده لخوض الانتخابات وتوحيد الخطاب السياسي واتخاذ الموقف المشترك من قضايا الساعةوالاتفاق على توحيد الادارات التشريعية والتنفيذية كما استمرت عملية ترسيخ الفدرالية والبناء واستكمال شروط قيام الكيان الكردستاني الفدرالي وبناه التحتيه، وتعززت النهضه الثقافية واطلقت حركات المجتمع المدني وتوسعت المنظمات غير الحكومية في ظل الامن والاستقراروالحرية الكاملة ومن ضمنها حركة الاستفتاء المطالبة باستفتاء الشعب الكردي ليقرر مصيره , من جهة اخرى كان لرحلة الزعيم مسعود بارزاني الاقليمية والدولية تأثيرا مباشراً على تعزيز الموقف الكردستاني وبلورة الاستراتيجية الكردية ودور الكرد في السلام والبناء والتعايش والتآخي بين القومياتالى جانب تمسكهم بحقوقهم الثاابته دون تردد خاصة مسألة كردستانية كركوك.
*
كما شهد العام المنصرم دفعاً قوياً في العلاقات الكردية – العربية حيث عقد في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق لقائين للحوار الكردي العربي والمصالحه الوطنية وتوج بعقد " الملتقى الثقافي الكردي –العربي" بحضور/ 500/ مشارك من الكرد والعرب والذي كان حدثاً بارزاً في مسيرة العلاقات بين الشعبين، أعقبه اعلان " التجمع العربي لنصرة القضية الكردية" من جانب نخبة مميزة من المثقفين العرب ومحاولات جارية في بغداد ودمشق لتنظيم وتأطير جهود انصار الصداقة بين الشعبين كتعبير عن تحرك شعبي مستقل عن سياسات الانظمة الاستبدادية الشوفينية. وسيشهد العام الجديد تحقيق حزمة من المشاريع على طريق تعزيز علاقات الصداقة بين الكرد والعرب على قاعدة الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق والشراكة العادلة.
ومن باب الوفاء يجب القول ان الشعب الكردي قد خسر قبل اشهر احد اصدقائه الكبار وهو الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي ارتبط بعلاقات ودية متواصلة مع الجانب الكردي طيله قرابة اربعة عقود.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة
- السوريون بين - اجانب - الداخل و - اجانب - الخارج
- خصوصية انتخابات ما بعد التحرير
- فرنسا - الكولونيالية -
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - نحو عام مشرق جديد