أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح بدرالدين - رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي














المزيد.....

رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12 - 09:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


بغياب القائد الفلسطيني والزعيم العربي الكبير الرئيس ياسر عرفات تكون حركة التحرر القومي العربية قد ودعت آخر عمالقتها الذي قام خلال نصف قرن بدور بارز ومؤثر في مسيرتها الكفاحية بل استطاع ان يحفر على صفحات تاريخها الحديث بصمات- المرحلة الفلسطينية- بكل ميزاتها وانتصاراتها وكبواتها.والتي جمعت في توجهها الفكري والسياسي كل الميراث القومي العربي ومعظم تياراته من القومي الى الاممي الى الاسلامي في حركة تحررية ساحتها الرئيسية فلسطين وانتماؤها قومي وجذرها مغروس في قلب حركة التحرر الوطني بجناحيها المحلي والاممي.
خلال اربعة عقود شكلت حركة المقاومة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات البارعة عنوان النضال العربي وحولت مهمة تحرير فلسطين وانتزاع حق تقرير المصير وبناء الدولة المستقلة القضية المركزية للعرب عموماً في كافة اقطارهم حيث وجدت مكانها في برامج الاحزاب والمنظمات وفي دساتير الانظمة والحكومات وفي اجنده جامعة الدول العربية ومؤسساتها، وكانت المسألة الاولى والوحيده التي لم تعمل مسألة دعمها واسنادها والتعاطف معها مجال خلاف واختلاف بين السلطة والمعارضة بين الاممي والقومي بين الديني والعلماني بين الديمقراطي والليبرالي بين الثوري والمحافظ بين الانظمة الملكية والجمهورية، كما أن حركة التحرر الوطني الفلسطينية وعمودها الفقري حركة –فتح– التي اسسها وقادها ياسر عرفات قد دشنت نهجا متجدداً في الحركة القومية العربية والقت بثقلها في ميدان الاجتهادات النظرية والقضايا الاستراتيجية والتكتيك واولوية المهام وفرز الصديق من العدو وتحديد المكونات الاجتماعية والطبقية وتوظيف الطاقات الوطنية لتحقيق الهدف الرئيس وسبل الاطلالة على قوى الثورة العالمية التي كانت منظومة الدول الاشتراكية وقوتها الاساسية الاتحاد السوفيتي تتصدرها عند اندلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وفي المجال العربي وازاء محاولات الانظمة في مصادرة القرار السياسي الفلسطيني والمتاجرة بقدسية القضية الفلسطينية وقفت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والتي كانت بمثابة اطار جبهوي يجمع كل القوى والتيارات الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات ، بكل قوة امام التدخلات العربية الرسمية تحت ظل شعار – الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل- وقد كلف ذلك غالياَ واهدر الطاقات والارواح وخلق العداوات والصراعات التي مازلنا نشاهد آثارها حتى اليوم والتي تقف من ورائها الانظمة العربية الاستبداية والمتخاذله.


خلال مراحل النهوض الفلسطيني في – اواسط ستينيات القرن الماضي- تحولت الحركة التحررية الوطنية الفلسطينية الى مركز استقطاب لكافة قوى التحرر، وخلال تواجدها في الساحة اللبنانية بشكل خاص وبالاستناد على حلفائه في الحركة الوطنية اللبنانية اصبح ياسر عرفات مع رفاق دربه في مختلف الفصائل مرجعية ثورية نضالية في الشرق الاوسط لجميع المناضلين في سبيل الحرية والديمقراطية وملجأ لمعظم قوى المعارضة في المنطقة من عرب وكرد وترك وايرانيين ومن افريقيا وامريكا اللاتينية ولم يكن الاستقطاب الفلسطيني مادية بحتة بل لاسباب روحية وفكرية اخرى ومن اهمها الاندفاع نحو الاستفادة من التجربة الفلسطينية في النضال السياسي والكفاح العسكري وابداعات قادتها ومنظريها في مجال تطوير اساليب كفاح حركات التحرر الوطني وبناء الجبهات والتحالفات والعلاقات الاممية ومسائل الصراع الطبقي والموقف منها.
منذ أواسط ستينات القرن الماضي وتماشيا مع نهجنا الوطني الديمقراطي وموقفنا المحسوم تجاه الحركة التحررية العربية والصداقة الكردية العربية خاصة بعد انعطافة الخامس من آب لعام/1965 وتبلور خطنا كنهج يساري ملتزم بدأنا باطلاق مبادرة جادة في الانفتاح على قوى التحرر العربية وبدانا بحركة – فتح – في سورية وقيادتها التاريخية تباعاً وبقادة الفصائل الاخرى التي تحولت الى لبنان بعد احداث الاردن. لم نجد صعوبة في طرح قضيتنا وتوضيحها على الجانب الفلسطيني فحسب بل انغمرنا باسعد اللحظات واذكى المشاعر الانسانية والنضالية عندما كنا نتحاور مع اي مناضل فلسطيني قائداً كان أم كادراً أم فدائيا ، سياسياً أو عكسرياً لافرق. فمن جهة كنا نفاجأ بمواقف أممية ديمقراطية مفعم بحرارة – التلاحم الكفاحي- ومن الجهة الاخرى نلمس أن المقابل على دراية شبه كاملة- بتفاصيل القضية الكردية في الاجزاء الاربعة ومدركاً لابعادها الوطنية والاقليمية والدولية ومتعاطفاً مع ارادة الشعب الكردي في انتزاع حقه بتقرير المصير، حينذاك ادركنا أن الشعب الفلسطيني من – نوع آخر- وفي ايدي قيادة مناضلة امينة على المبادئ، وقد اثبتت الايام والسنين اللاحقة صدق توقعاتنا حيث وصلت العلاقات الكردية الفلسطينية الى اوجها وتعزز التعاون والتضامن المشترك ومازالت علاقات الصداقة تتواصل وتوجها ياسر عرفات بعد وصوله الى ارض الوطن برعايته لاقامة جمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية في رام الله عام /1999 كأول جمعية صداقة عربية مع الكرد.
سأبقى احتفظ باصدق المشاعر الانسانية واطيب الذكريات تجاه الصديق الذي تواصلت معه لاكثر من ثلاثة عقود، وقضيت معه ايام حصار بيروت والرجل الذي تكرم ومنحني ارفع وسام فلسطيني وهو :"درع الثورة الفلسطينية" في بداية الثمانينات ، وساهم في بناء ورعاية علاقات مبدئية صادقة مع الحركة الكردية في سورية والعراق وتركيا وايران وظل اميناً على مبادئ الصداقة العربية الكردية ووفياً لتاريخنا المشترك منذ ان كان قائداً وثائراً وزعيماً وبعد أن اصبح رئيساً وحتى اواخر ايامه الحزينه وليس لي الا ان انحني تكريما امام قدره المحتوم ووفاء لذكرى هذا الصديق الكبير ,



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة
- السوريون بين - اجانب - الداخل و - اجانب - الخارج
- خصوصية انتخابات ما بعد التحرير
- فرنسا - الكولونيالية -
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )
- (نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
- قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
- اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر ...
- 1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة - ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -
- نـحو - الـملتقى الـثـقافي الـكردي- الـعربي- 2
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- لفتة تستحق الثناء


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح بدرالدين - رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي