أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )















المزيد.....

نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 974 - 2004 / 10 / 2 - 03:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حقائق جديدة في عصرنا الراهن :
هناك اسباب موضوعية اخرى تدفع الكرد الى التمسك بمبدأ جواز التحاور مع الولايات المتحدة الامريكية في العراق وخارج العراق ، واولها تشخيص الجانب الامريكي الصائب لطبيعة معظم الانظمة المقسمة لكردستان والذي يصفها بالدكتاتورية، والارهابية والاستبداد، ودعوته الى تغيير تلك الانظمة بواسطة الضغوط السياسية والاقتصادية وعبر الانتقال السلمي الى الديموقراطية والتعددية وازالة انظمة الحزب الواحد وتغيير الدساتير والقوانين بما يتوافق مع ارادة شعوب تلك البلدان ومن هنا فان الموقف الكردي لن يكون ضد هذه المبادئ والاهداف كما لم يكن ضد اسقاط النظام العراقي لقد عارض البعض الحرب من اجل مصالحه، والبعض الآخر من اجل معاداة الولايات المتحدة الامريكية، والبعض من اجل السلام العالمي، اما الشعب العراقي ومن ضمنه الشعب الكردي فقد أيد الحرب من اجله ايضاً اذ لكل طرف مصالحه ومستقبله. وهذه حقيقة يجب ان يستوعبها الاصدقاء ويتقبلها الاشقاء. فالحركة التحررية الكردية ومنذ حوالي (70) عاماً تدعو الى الحوار والحل الوطني الديموقراطي للقضية الكردية والى التآخي القومي والوئام ولكن دون تحقيق الحل المنشود .

ان الكرد مستبعدون من الخطاب السياسي العربي ومن المشاريع العربية ومن برامج الاحزاب العربية الحاكمة والمعارضة ومن ميثاق جامعة الدول العربية. وهذا يعني ان الكرد ليسوا في حساب جدول المصالح العربية ومستبعدين وجوداً ومصالح ومستقبلاً وهم بالنهاية مجبرون للبحث عن صياغة مشروعهم وتحديد مصالحهم القومية بمعزل عن مصالح القوى السائده الحاكمة في العالم العربي وتركيا وايران ايضاً، لانها ببساطه لاتمثلهم والواقع الجديد الذي يحمل في طياته بداية تشكل مصالح قومية كردية يبرز الآن بشكل واضح في كردستان العراق مع مايحمله هذا الواقع من اشكاليات وتداعيات وما ينتظره من نتائج ووقائع، ويقيناً فإن تلك المصالح لاتتناقض ابداً مع مصالح شعوب المنطقة. لقد برزت الميول الجانبيه المعادية لطموحات الشعب العراقي قبل وخلال الازمة العراقية بشكل فاقع وخاصة من جانب الدول المجاورة فحتى عملية تحرير العراق كانت انظمة الجوار تحاول الامساك بالوضع العراقي من خلال التحكم باطراف المعارضة العراقية السابقة ليس عبر لقاءي استانبول والرياض والصلات الثنائية والثلاثية فحسب بل باساليب اخرى وبواسطه وكلاء محليين. كانت الحركة القومية الكردية موضع تجاذب بين الانظمة الثلاث (تركيا–ايران–سورية) تارة بالضغط والاكراه واحيانا بتسعير الخلافات الداخلية والاقتتال (الكردي–الكردي) وذلك حسب خطه استيعاب الوضع الكردي واختراق امن كردستان بواسطه افراد ومجموعات معروفه
يواجه النموذج العراقي في الخلاص من الدكتاتوريه عبر الدعم الخارجي من جانب الولايات المتحدة الامريكية تحديات عديده من ابرزها مهمة انجاز حل المسألة القومية الكردية بشكل خاص وقضايا القوميات الاخرى غير العربية بصورة عامة. هذه المهمة التي عجزت الحكومات العراقية المتعاقبة عن ايجاد الحل الجذري الحاسم لها والتي أدت الى استنزاف طاقات العراق البشريه والمادية منذ الاستقلال. ليست اهمية حل القضية الكردية تكمن في حل مسألة عراقية وطنية داخلية فحسب بل تتجاوز ذلك نحو العمق الاقليمي والبعد الخارجي أي أن هذا التحدي يواجه الدول الحليفة ايضاً ويختبر جديتها ومدى التزامها بمبادى حق الشعوب وحقوق الانسان ومدى صدقية شعاراتها المرفوعه حول حرب حرية العراق، خاصة وانه تبين لها مدى الترابط بين ترك مسألة القوميات دون حل وبين نمو الارهاب حيث ساحات الشعوب المقهوره تشكل مرتعاً لظاهرة الارهاب من جانب الافراد والمجموعات وكذلك من جانب الدول. اضافة الى العمق الاقليمي للقضية الكردية ووجود قضايا كردية بالدول المجاوره للعراق، وفي نجاح النموذج العراقي لحل القضية الكردية من خلال النظام الفدرالي فإن ذلك سيشكل تجربة لتحقيق السلام القومي والتعايش في سائر بلدان المنطقة على اساس ديموقراطي سلمي وفي اطر البلدان القائمة.

لاشك أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية يحمل شعوراً بالانتصار في العراق وهو في وضع الواثق من نفسه على امكانية مواصلة عملية التغيير السلمي في اماكن اخرى ولذلك فهو احوج ما يكون الى تحقيق التوصل الى حل القضايا القومية العالقه وخاصة الكردية والفلسطينية اللتان تشكلان معاً آخر اهم حركات التحرر الوطني في الشرق الاوسط. ومطلوب من التحالف ان يثبت لشعوب المنطقة ولشعوب العالم ان في الامكان تطبيق ماجرى في يوغسلافيا بخصوص حقوق الشعوب في العراق ايضاً واثبات انه مؤهل لتفهم طموحات الشعوب بعد أن عجزت هيئة الامم المتحدة طوال نصف قرن من انصاف الشعبين الكردي والفلسطيني، وبعد ما سكتت اوروبا (حفاظاً على مصالحها) على معاناة الشعبين ولم تبادر الى تقديم مشاريع ومبادرات عملية بهذا الخصوص، وبالاخير فإن الولايات المتحدة الامريكية أمام المحك بوزنها ومصداقيتها وزعامتها الاحادية.

افاق جديدة لحل المسالة الكردية :
تضع الحركة الكردية خارج العراق آمالاً كبيرة على نجاح تجربة العراق في حل المسألة الكردية خاصة والقومية عامة ان مجرد نجاح التجربة العراقية في ظل الحرية والديموقراطية هو بمثابة التحدي الاكبر للانظمة التي تحكم الشعب الكردي باساليبها وادارتها الامنية للمسألة الكردية باسم القومية والامن القومي، والدين والاخوه الاسلاميه تارة وعبر الاسلوب العسكري والقوة تاره اخرى. ان ذلك يعني فشل تلك النماذج والاساليب وتعرية منابعها الايديولوجية الشوفينية خاصة وانها قامت لعقود في تضليل شعوبها. فحزب البعث بنهجه الشوفيني يعود القهقرى ولايجد ما يحتمي به سوى الشعارات الاسلامية، والخمينية تخرج من تحت عباءة - الله اكبر -لتتحول قومية فارسيه اصوليه، وتركيا الكماليه تتحايل وتتراقص بين العلمانيه والاسلاميه وكلها نماذج رجعية ضد الحداثه والتقدم معرضه للسقوط في اطار نظام اقليمي بدأ يتهاوى، ونظام عالمي متجدد قيد التشكل على انقاض مؤسسة هيئة الامم المتحدة التي عجزت عن ايجاد الحلول لاهم مسالتين قوميتين في عصرنا. الكرديه والفلسطينية. ومن المتوقع والمأمول ان تحقق الحركة القومية الكردية في كردستان العراق بعض الخطوات من اجل ان تتمكن من التهئ للمستقبل وقطف ثمارعمليه تحرير العراق وتحقيق المكاسب وصيانتها وتثبيتها.


حالات عديدة :


تواجه منطقه الشرق الاوسط بشعوبها ودولها وانظمتها وضعاً محرجاً وصعباً لم تالفه من قبل على الاقل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ويعيد المراقبون ذلك الى الصفة الانتقالية للمرحلة وأوان الاستحقاقات بعد انتهاء الحرب البارده ووحدانيه القرار الامريكي على المستوى الكوني وبدايات تشكل نظام دولي جديد يبحث عن مكان له في منطقتنا عبر اعادة ترتيبها على الصعيد الجيوساسي والتي اثقلت كاهل صانعي القرار وواضعي الوصفات والحلول من القوى العظمى الى درجه الحيرة احياناً والتردد اكثر الاحيان بعد احداث 11 سبتمبر / 2001 وتعثر عمليه السلام الفلسطينية الاسرائيليه وتفاقم مشكلة القوميات.

ومن الملفت أن بؤر التوتر ومصادر الازمة تكاد تنحصر في دائرة قضايا القوميات وساحات التحرر الوطني من فلسطين الى العراق مروراً السودان وهي نفسها التي (تغري) القوى الخارجيه وتفتح لها الطريق للتدخل أولا وقبل كل شئ من اجل تعزيز وتوسيع مصالحها الاستراتيجيه وخاصة منها النفطيه مع توفر فسحة لها لممارسة هامش من المناورة عبر الادعاء بحماية الشعوب والقوميات المغلوبة على امرها والمحرومة من الحقوق الاساسية والدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية ومواجهة الارهاب والدكتاتورية. والقيام بدور الوسيط أو الراعي للحوار السلمي بين الاطراف المتخاصمة.

لاشك أن القوى السائدة في منطقتنا والتي بيدها مفاتيح الحل والربط والحكم والسلطات السياسيه والاقتصادية والعسكرية والامنية في مقدمة من يتحمل مسؤوليه مآل الوضع العام الناشئ ، اما بخصوص الساحات الاكثر تعرضاً للمخاطر وخاصة العراق وفلسطين والسودان ومن ثم الجزائر وسورية وايران فان انظمة الحكم السائدة والدساتير المعمول بها منذ الاستقلال والقوانين النافذه تشكل بمجموعها اسباب الازمة ولب المشكله ، وفي وقت عجزت فيه هذه التشكيلات – الدستورية القانونيه الادارية – السلطوية – عن ايجاد الحلول لقضاياها الوطنية ، امعنت اغلبيتها في الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد والادارة الامنية تحت ظل قانون الطواري والاحكام العرفية وخنق الحريات . وانتهاك حقوق الشعوب والقوميات وعدم الاعتراف بوجودها بل والامعان في اضطهادها وتطبيق قوانين التعريب والتهجير والاسرله فيما يخص الشعب الفلسطيني بحقها مما أفرزت وبمرور حوالي نصف قرن مظاهر غريبه مثل عمليات – الارهاب ( الدولتي والفئوي ) واعمال الابادة باسلحة الدمار الشامل ضد شعوبها وتنظيم فرق المرتزقه العنصرية على غرار ( الجنجويد ) للاعتداء على الاخرين واحتلال الدول الاخرى أو الاعتداء عليها وتهديدها. كل ذلك رأت فيه القوى العظمى – ضالتها المنشوده – واسباباً جوهرية للنفاذ والتدخل والتواجد العسكري في المنطقه بأسم الحمايه والاتقاذ والتغيير ودفع الشر واعادة التوازن والاطمئنان. وهنا نستخلص القول بأن الشعوب المقهوره والقوميات المهدده في هذه البلدان لم تجلب – الاجنبي – ولم تتحول الى مرتزقه وطابور خامس ولاتتحمل بالنهاية اية مسؤوليه سوى مسؤوليه الانقاذ. وبدعم اقليمي ودولي وانساني .


* - ورقة قدمت في الملتقى الثقافي الكردي – العربي – أربيل – كوردستان العراق 17-20/9/2004



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )
- (نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
- قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
- اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر ...
- 1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة - ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -
- نـحو - الـملتقى الـثـقافي الـكردي- الـعربي- 2
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- لفتة تستحق الثناء
- عصر الجنجويد
- مؤتمر صحفي حول - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- التعامل الكردستاني مع الجوار بين الثابت والمتحول
- قدر الكرد في انتقالهم من السيء الى الاحسن
- محاكمة نظام - صدام - ضرورة تاريخية 2
- تاملات في اعترافات ارهابي اصولي
- محاكمة نظام صدام ضرورة تاريخية 1-2
- ردا على ما جناه - نضال حمد - و - عصام نعمان - على الكرد رسال ...
- ( 1 - 2 )رسالة الى بؤساء الثقافة الشوفينية ردا على ما جناه - ...
- العراق الفدرالي في حلته السيادية


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )