أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - خصوصية انتخابات ما بعد التحرير















المزيد.....

خصوصية انتخابات ما بعد التحرير


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توجت شعوب افغانستان ارادتها الحرة بانجاز عملية الانتخابات الرئاسية التي انتهت بسلام في جو من الاقبال الشعبي الملحوظ والمشاركة الواسعة من مختلف القطاعات الشعبية بما فيها النساء وحسب شهادة المراقبين الدوليين وممثلي منظمات المجتمع المدني الافغانية سارت العملية الانتخابية في اجواء من الاختيار الحر والنزاهة بشكل عام مع المعالجة القانونية السريعة لكل اشكال الخروقات التي وقعت هنا وهناك في ظروف سياسية وامنية واجتماعية استثنائية. ترجح احتمالات حدوث مثل تلك الخروقات، وباجماع المراقبين تكون النهاية السعيدة للعملية بمثابة تطور نوعي هام في الحياة السياسية الافغانية والحدث الابرز في مرحلة ما بعد تحرير البلاد من سلطة التخلف والاستبداد.
في العراق الفدرالي تجري الاستعدادات على قدم وساق لانجاز عملية الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد ( يناير / 2005 ) واذا كانت عملية التحرير والتغيير هناك قد سبقت هنا فان الانجاز الافغاني الجديد سيشكل دون شك تجربة مشجعة في الساحة العراقية جديرة بالتمعن . وفي مقاربة تاريخية لمعالم الساحتين يمكن تلمس العديد من اشكال ومضامين ومظاهر التشابه الى درجة التطابق في الحدثين الافغاني والعراقي للاسباب التالية:
- افتقار الى التقاليد الديمقراطية وحرمان شعوب الساحتين من أي ارث في التاريخ المعاصر بخصوص العملية الديمقراطية عامة وأحد اهم اعمدتها الرئيسية اجراء الانتخابات الحره والاستفتاء حول القضايا الدستورية والمصيريه واختيار دروب المستقبل حسب مبدأ حق تقرير المصير ولذلك كله ارتضت النخب السياسية والثقافية في البلدين لقناعتها واحتياجها بالمثول لتوجيهات الهيئات الدولية في عقد الدورات التدريبية وتلقين ثقافة الانتخابات على اعداد واسعة من المعنيين والاستفادة من التجارب السابقة في البلدان المتقدمة حتى تسير العملية بصورة سلسة وتجنب الاخطاء قدر الامكان بسبب اكتواء البلدين بنير الاصوليتين الاستبداديتين: الشمولية القومية والشمولية الاسلامية خلال عقود.
- الخطوة الاولى الناجزة في البلدين تجلت في عملية التحرير والتغيير بارادة داخلية ودعم خارجي وعبر القوة العسكرية المقرونة بارتياح شعبي واسع وحاجتها الماسة الى مزيد من الوقت لتطبيع الاوضاع واعادة بناء مؤسسات واجهزة الدولة من جديد وما يتطلب ذلك من مهام في مجال وضع الدستور وسن القوانين والتأسيس لثقافة سياسية جديده على انقاض مفاهيم الاستبداد والشوفينية ونفي الآخر ( القومي والديني والمذهبي والسياسي والثقافي ).
- التعامل الحاسم والمدروس مع قوى الردة والارهاب ( بالاساليب المختلفة بما فيها العسكرية) والموزعة بين ايتام النظامين المقبورين الاكثر تضرراً من عملية التغيير من جهة وتيارات الاسلام السياسي الاصولي ما فوق القومية واعوان وامتدادات انظمة الجوار الدكتاتورية التي تمارس – هجوماً استباقيا – على امل وقف موجة التغيير التي ستطالها عاجلا أم آجلاً – وهكذا نرى بوضوح بعدي المواجهة الراهنة – الداخلي والخارجي – وبشقيها الوطني المحلي والاقليمي العالمي في اطار مايطلق عليه باالارهاب( المعولم) والحرب( المعولمة) عليه.
- يتم التصدي للتغيير الحاصل وعملية البناء الديمقراطي في البلدين تحت شعارات متشابهة ومتطابقة في اكثر الاحيان كالادعاء بمواجهة الهيمنة الامريكية ووقف موجة العولمة ,ومقاومة الهجمة الصليبية الصهيونية ، والدفاع عن الاسلام والمسلمين وباساليب في غاية الوحشية والهمجية .
- يكاد ينحصر الهدف الرئيسي لقوى الردة الارهابية في الساحتين في رفض التغيير والعودة الى الوراء والى احضان النظامين المقبورين بالذات وعدم قبول دساتير وقوانين ديموقراطية عصرية بديلة عن النهج السابق لذلك يجري التخطيط لتصفية النخب السياسية والثقافية الناشطة وشل آليات عملها وعرقلة مسيرة تحقيق مشاريع البنية التحتية الاقتصادية والامنية والبشرية والثقافية.
- محاولات استعادة امتيازات الفئات المستغلة السابقة من القوميات والاديان والطوائف والعشائر والعائلات التي كانت سائدة وبيدها مفاتيح السلطة العسكرية والامنية والمالية للحيلولة دون تحقيق المساواة والعدل اوازالة الاضطهاد بكل اشكاله اوالعودة الى حكم القانون والمؤسسات الديمقراطية المنتخبة دون تمييز بسبب العرق والجنس والعقيدة.
- تعتبر عملية الانتخابات في البلدين الخطوة الأستراتيجية التي تلي عملية التحرير والتغيير وهي بنفس القدر من الاهمية تتخطى قيود الزمان والمكان في مسيرتها التي لاتنتهي نحو تحقيق التغيير المنشود في الواقع العملي وبشرعية دستورية قانونية وارادة وطنية وحماية دولية من القوى متعددة الجنسيات بالتنسيق مع هيئة الامم المتحدة ووفق قراراتها الملزمة، ولذلك نلحظ اشتداد العمليات الارهابية اليائسة لوقف عجلة الحياة والتطور في سباق محموم مع الوقت الذي حسم امره لصالح التغيير والاصلاح.
- استحقاقات المرحلة التي يجتازها البلدان شاملة وغنية ومتشعبة على الصعد الوطنية والاقليمية والدولية ستتحدد فيها مدى صدقية وجدوى الرهان على التحدي المصيري بشقيه: الانتصار على الارهاب سياسياً وثقافياً وعسكرياً وانجاز التغيير الديمقراطي وهما الشرطان الكفيلان لتحقيق الفوز الاستراتيجي والانتقال الفعلي من مرحلة الى اخرى ومن القديم الى الجديد ومن معالم القرو وسطية والاستبداد الى رحاب العلاقات الانسانية التي تصون كرامة البشر والحياة الديمقراطية التي تكفل الحقوق وتحدد الواجبات, ومن اوضاع كانت تضرب فيها أمثال البشاعة والتخلف والابادة والاستغلال الى نماذج متقدمة يحتذى بها من جانب دعاة التغيير والاصلاح وحق تقرير مصير الشعوب والمجتمعات المدنية في الشرق الاوسط عموماً وفي اهم منطقتين في القارة الآسيوية على وجه الخصوص.
- لم يحدث سقوط- كابل وبغداد- وانهيار سلطات- طالبان والبعث- صدمة كبرى لان سقوط مثل هذا النوع من الانظمة الدكتاتورية المتخلفة غير ماسوفة عليها وكان يجب أن يتم منذ اكثر من عقدين عندما توقفت الحرب البارده وسقطت انظمة (الحزب القائد للدولة والمجتمع ) (والرئيس الضرورة الى الابد) (والدين الاوحد)(والطائفة المختارة) واحدةً تلو الآخرى ولذلك لم يشكل الانهيار السريع لنظامي- طالبان والبعث- مفاجأة شديدة لدى النخب السياسية المؤمنة بالتغيير الديمقراطي بقدر ما خلق هلعاً وتمادياً في الارتداد ومزيداً من الاعمال الارهابية لدى الايتام والاعوان والشركاء انظمة واحزاباً ومجموعات وافراداً بعكس الصدمات – التاريخية – الكبرى ورودود الفعل العقلانيةعليها التي افرزت في مراحل عديده من التاريخ البشري فكراً نهضوياًثوريا متنوراً حداثياً وواقعياً كما حصل على سبيل المثال ابان الحملات العدوانية الاوروبية المعروفة با – الصليبية – في القرن الحادي عشر وما بعد حملة نابليون على مصر في القرن التاسع عشر وبعد انهيار الامبراطورية العثمانيةفي بداية القرن العشرين ، ونكبة فلسطين عام 1948 وحرب حزيران عام 1967 ونكسة آذار الكردستانية عام / 1975.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا - الكولونيالية -
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )
- (نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
- قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
- اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر ...
- 1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة - ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -
- نـحو - الـملتقى الـثـقافي الـكردي- الـعربي- 2
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- لفتة تستحق الثناء
- عصر الجنجويد
- مؤتمر صحفي حول - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- التعامل الكردستاني مع الجوار بين الثابت والمتحول
- قدر الكرد في انتقالهم من السيء الى الاحسن
- محاكمة نظام - صدام - ضرورة تاريخية 2


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - خصوصية انتخابات ما بعد التحرير