أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - فرنسا - الكولونيالية -















المزيد.....

فرنسا - الكولونيالية -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن بريق فرنسا المتوهج بفضل الثوره الفرنسية وزمن ابداعات فلاسفتها ومفكريها الذين نظّروا لحركة النهضة والتقدم ووضعوا قوانين المجتمع المدني , والرواد الذين نشروا مفاهيم الثورتين القومية والاجتماعية والمساواة وثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان , والقادة الذين تصدوا للنازية , كان قد بدأ يخفت في مرحلة الكولونيالية واقتسام مناطق النفوذ التي كانت حكومات باريس متورطة فيها. ويكاد يتلاشى نهائيا في عهد رئيس بلدية باريس السابق والرئيس الحالي – جاك شيراك- وبما يحمله من افكار ومواقف كمحصلة لنهج اليمين الفرنسي الاقرب الى تمثيل مصالح الاحتكارات والاوساط العسكرية والامنية الوريثة الشرعيه للنزعة الاستعمارية السابقة والحاملة لميول الهيمنة والغرور في سياق التنافس القائم بين اجنحة –الامبريالية- التقليدية على الصعيدين الاوروبي والعالمي حول المصالح والمغانم والذي نشهد انتقاله الى طور اكثر تناقضا منذ انتهاء مرحلة الحرب البارده وتبوؤ الولايات المتحدة الامريكية مكانة القطب العالمي الاحادي الاعظم فيها.
منذ بداية الازمة وقبل نشوب الحرب بكثير كانت الساحة العراقية مرتعا للمواجهة السياسيه الدولية , ومازالت احدى المواقع الرئيسية التي تعكس بامتياز تضارب المصالح بين مجموعة اوروبية صغيره بزعامة فرنسا وتحالف دولي واسع بقيادة الولايات المتحدة الامريكية كتعبير صارخ عن مدى اختلال توازن القوى على الصعيد الكوني بين حلفاء الامس وابناء الخندق الواحد، بعد انهيار المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق. وبالاضافة الى الطابع الكوني للصراع الدائر والتعبير عن – افتراق –المصالح الآنيه والتزاحم على ملئ –الفراغ- الناجم عن وفاة العدو السابق . والجدل على احقية أو بطلان القطبيه الواحده أو الثنائيه أو اكثر وما يترتب على ذلك من استحقاقات اوروبية وشرق اوسطيه ونفطيه.
فهناك أمر في غاية الاهمية والخطوره يتناساه البعض أو يمر عليه مرور الكرام وهو الطابع السياسي- الثقافي الاستراتيجي للمواجهه الراهنه بين امريكا الجديدة واوروبا العجوزه على حد تعبير السيد وزير الفاع الامريكي- رامسفيلد – البالغ الدلاله، والمقصود هنا هو المنهج المتميز لمن عرفوا – بالمحافظين الجدد- كتيار فكري سياسي متجذر مؤثر في اتجاهات الادارات الامريكيه منذ ولاية الرئيس الاسبق – رولاند ريغان- الذي قاد عمليه الاطاحة بانظمه المعسكر الاشتراكي وقوتها الاساسية الاتحاد السوفيتي منذ افتتاح مباراة حرب النجوم ، ولهذا التيار التغييري الثوري الذي اطلق عليه خطأ تسميه المحافظين الجدد تصور متكامل حول آفاق مستقبل العالم والوضع في الشرق الاوسط على وجه الخصوص ينطلق من المفاهيم البارزه التاليه:
- الدعوة لاعادة النظر في التحالفات الامريكيه السابقه واسسها واشكالها وممارسه الضغط على الحلفاء التقليديين من انظمه محافظه واستبداديه ووضعها أمام خيارين لاثالث لهما إما السقوط والانهيار أو التغيير والاصلاح .
- اجراء التغييرات في انظمه الحكم الدكتاتوريه والاستبداديه اما باسلوب القوه العسكريه – كما حصل في يوغسلافيا السابقه وافغانستان والعراق – أو بالتغيير السلمي عبر العودة الى الانتخابات واعادة وضع الدساتير والقوانين التي تستجيب لمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان والاصلاح وتحديث المناهج التعليمية واساليب التربية وحقوق المرأة والحريات الدينية.
- التعاطي مع قضايا نضال الشعوب المضطهدةورفض الاجراءات والمواقف العنصريه والشوفينية والتسليم بمبدأ حق تقرير المصير وحل المسأله القوميه عبر الحوار السلمي والاتحاد الاختياري ودعم ارادة الشعوب في حل قضاياها بالتوافق والتراضي ويستثنى من ذلك بكل اسف القضية الفلسطينية لاسباب معروفة.
- منح الاولوية لمحاربة الارهاب وتجفيف منابعها واستئصال جذورها وربطها بالقضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والتنمية والتطور الديموقراطي .
من الواضح أن المحور الاوروبي الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي يقف منذ البداية على يمين التوجه المستجد هذا للادارات الامريكيه المتعاقبة وبالاخص الادارة الحالية دون أن يفصح صراحة عن قضايا الخلاف بل يحاول دوما التركيز على مسائل عامة وباساليب انتهازية في معظم الاحيان . وقد قام الفرنسييون وعبر اجهزتهم الخاصة بمحاولات ملحوظة منذ ما قبل اعلان الحرب على النظام العراقي باتجاه التصدي لكل ما يتعلق بالموقف الامريكي في المنطقة الذي ساهم اصلا في تعرية موقف الاوروبيين (والفرنسيين والالمان والروس) على وجه الخصوص وذلك في الازمة العراقية ومسألة تسليح النظام المقبور بالاسلحه الكيميائيه والجرثوميه والصفقات التسليحيه الخفيه والعلاقات الماليه الخاصة حتى التي تتعلق بدعم الحملات الانتخابيه للسيد – شيراك- كرئيس بلديه أو رئيس فرنسا- من الاموال العراقية، وكذلك المساعدات الفرنسيه النوويه للنظام المقبور وبناء أول مفاعل نووي الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية، والانسحاب الفرنسي المبكر من قوات التحالف التي قامت بحماية شعب كردستان من الابادة منذ بداية التسعينات وحتى سقوط الدكتاتوريه.
ومن اوجه النشاط الفرنسي في العقد الاخير وبالاخص في السنوات الاخيره قيام جهات خاصة من اوساط الطبقه الحاكمه مرتبطة بمراكز القرار العسكري- الامني بنسج ومتابعة الصلات مع وجوه ثقافية وناشطه في حركات حقوق الانسان من ابناء بعض البلدان المعنية بالصراع في الشرق الاوسط والمقيمة في العواصم الاوروبية بغية استمالتها واستغلالها لتحقيق مآربها وخططها في المنطقه، وقد افتضح امر العديد من هؤلاء رغم التغطي بمبررات وحجج غير مقنعه.
وعلى سبيل المثال نال مثقف لبناني بارز وساماً فرنسيا لقاء خدماته ومواقفه – غير المبدئيه- من الازمة العراقية، كما يلقي شخصية ثقافيه عراقية كانت قريبه من النظام المنهار ومناوئة لتحرير العراق دعما متعدد الاوجه بما فيه الحماية الخاصة والرعاية والابراز الاعلامي والدبلوماسي لقاء موقفه الراهن من الوضع العراقي. وهكذا الحال لوجه ثقافي سوري يتعاطى امور حقوق الانسان وكان معارضا ويحل فجأة في عاصمة بلاده عبر تدخل فرنسي كما قيل وتردد، على السنة اوساط المعارضة الديموقراطية السورية .
هذا الرهط من الوجوه الثقافيه "الناشطه" يرفع شعار- اوروبا هي البديل- وهي المنقذ من الهيمنة الامريكية( كمن يستجير من الرمضاء بالنار ) اعتقاداً منه بأن الشعوب وقواها الوطنيه والديمقراطية لاتفهم بالتاريخ الاستعماري لهذه المنطقه، أوانها نسيت أن " سايكس- بيكو" من صنع وتطبيق اوروبا، وان الاوروبيين كانوا وراء "وعد بلفور" وان استعمار بلداننا وشعوبنا جاء على يد الاوروبيين وبالاخص من الفرنسيين، وان تقاعس الدول والحكومات الاوروبيه تجاه قضايا حرية الشعوب وتقدمها الاقتصادي بات امراً معروفاً منذ اكثر من قرن وان انظمة البلدان الاوروبيه التي تناهض السياسه الامريكيه في الشرق الاوسط تخدم مصالحها اولا واخيراً، وان هناك نوعا من التوافق بدأ يبرز بين المصالح الامريكيه كقوة عظمى ومسؤولة عن الامن والاستقرار في العالم من جهه وبين مصالح الشعوب التواقة الى التحرر والديمقراطية والمساواه والعدل من الجهه الاخرى وذلك يستدعي من دون ادنى شك ضرورة التعاطي السياسي مع هذه الحقيقة وتعميق الحوار مع الطرف الامريكي حول القضايا المشتركة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )
- (نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
- قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
- اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر ...
- 1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة - ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -
- نـحو - الـملتقى الـثـقافي الـكردي- الـعربي- 2
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- لفتة تستحق الثناء
- عصر الجنجويد
- مؤتمر صحفي حول - الملتقى الثقافي الكردي العربي -
- التعامل الكردستاني مع الجوار بين الثابت والمتحول
- قدر الكرد في انتقالهم من السيء الى الاحسن
- محاكمة نظام - صدام - ضرورة تاريخية 2
- تاملات في اعترافات ارهابي اصولي


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - فرنسا - الكولونيالية -