أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صلاح بدرالدين - وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ















المزيد.....

وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1035 - 2004 / 12 / 2 - 08:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من غير المعتقد ان السياسة الدولية في العصر الحديث صادفت حدوث تجربة مماثلة كما هو حاصل من تسارع ملحوظ في ظهور هذا الكم من النتائج وفي مدة قصيرة منذ إعادة انتخاب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لدورة ثانية الذي كرست ادارته نهجاً جديداً في استراتيجية القوة العظمى تتسم بمزيد من الحزم خاصة بشأن نظرية - الضربة الاستباقية- وملاحقة الارهاب في كل مكان من الكرة الارضيةبمختلف السبل والوسائل وتحقيق التغيير والاصلاح في انظمة الحكم الاستبدادية با الطرق السلمية والعسكرية واعتبار امن واستقرار جميع مناطق العالم جزءً من الامن القومي الامريكي. لذلك حملت اعادة انتخاب الرئيس بوش رسالة واضحة وحاسمة ومعبرة لاصحاب العلاقة من انظمة ومصادر القرار في بلدان الشرق الاوسط والتي أفلحت في قراءتها كلمة كلمة باتقان ومستوى عال من الفهم والتفهم .
فمنذ الأيام الأولى لظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية سارعت الحكومة السودانية الى التعهد بالتوصل لاتفاقية سلام نهائي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتأم اجتماع مجلس الامن الدولي خصيصاً حول ذلك في- نيروبي- وهذا ما يحصل نادراً في تاريخ هيئة الامم المتحدة.
واعلنت الحكومتان السورية والايرانية كل على حده عن استعدادهما الكامل لتقديم كافة اوجه المساعدة لوقف اعمال العنف في العراق وهما الطرفان المتهمان بالتورط في الاعمال الارهابية المتواصلة هناك، ويصل الامر باالرئيس – خاتمي- الى درجة التعهد بالوقوف مع اي حل يدعم موقع العراق واستقلاله واستعداده لمساعدة الولايات المتحدة الامريكية بهذا الشأن.
لاشك أن هذه الاطراف لم تتوصل الى اتخاذ هذه المواقف السياسية المعلنة بصورة مستقلة وعن قناعة أو عبر المؤسسات الديمقراطية واستمزاج آراء ممثلي شعوب بلدانها بواسطةالقنوات الشرعية ولهذا فانها لاتتسم بالصدقية والادامة ويمكن أن تتبدل في كل الظروف، من جانب آخر يمكن اعتبار ماظهر من مواقف مستجده لهذه الاطراف نتائج سريعة واولية لاعادة انتخاب الرئيس الامريكي عنوانها البارز تقديم الطاعة والانحناء أمام القوة الاعظم وبادرة حسن نية اضطرارية باتجاه الايحاء بالاستعداد لتقديم المزيد من التنازلات عن شعاراتها الوطنية والقومية والدينية المزايدة بالاساس وثمن كل ذلك الوحيد هو الابقاء على الوضع الراهن والحفاظ على – الكرسي- والايحاء للجانب الامريكي بامكانية التوافق ضمن دائرة المصالح الاستراتيجية وانها مهيأة اكثر من غيرها لخدمتها وصيانتها كما كان نظام صدام حسين يطرح نفسه حينذاك على الادارة الامريكية ابان غزو الكويت كأحسن من يقدم الخدمات بشكل لايقارن مع انظمة الخليج.
واذا كانت الاطراف التي حددناها آنفاً قد عبرت ومن طرف واحد عن تجاوب منقطع النظير لنتائج اعادة انتخاب الرئيس – بوش- على الصعيد الاقليمي فان مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول العراق الذي مثل – رسمياً- ارادة الثمانية الكبار وهيئة الامم المتحدة واوروبا والعالمين الاسلامي والعربي ومن ضمنها الدول المجاورة للعراق كان تجسيداً عالمياً شرعياً للتجاوب السياسي مع نهج الادارة الامريكية وخاصة حول الارهاب وسبل معالجته واجراء التغييرات سلماً أو حرباً في البلدان التي تعاني من الدكتاتورية والاستبداد، وتقديم الدعم السياسي والعسكري للشعوب المقهورة المناضلة من اجل تحقيق الديموقراطية والاصلاحات والتنمية، وبما أن المؤتمر قد حدد مهامه منذ البداية في الدائرة العراقية فإن بيانه الختامي جاء متجاوباً مع مواقف الحكومة العراقية المؤقتة وحلفائها في القوه المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
من جانب آخر يمكن تلمس عدد من الاشارات والدلائل السياسية اظهرها المؤتمر عبر مداولاته وبيانه الختامي يمكن أن تتحول الى – سوابق- تتكرر مستقبلاً في مسار العلاقات الدولية في العصر الجديد ومنها:
- العالم كله ممثلا بالدول والحكومات والمؤسسات والقوى وبمختلف المشارب والتوجهات يجتمع في قلب ساحة الاحداث تلبية لرغبة القوة الاعظم ويلتزم بجدول اعمالها المقترح دون زيادة أو نقصان، ويلبي مطالبها في اضفاء الشرعية الدولية الرسمية على استراتيجيتها الكونية في محاربة الارهاب وبرنامجها في التغيير والاصلاح وبسط الديمقراطية وتحقيق الامن والاستقرار وهذا يكرس تقليدا دوليا مستحدثا تماشيا مع مبدا التدخل الانساني وشمولية – الامن والاستقرار العالميين – وتاثير العولمة حيث يتوجه المجتمع الدولي الى موقع الحدث ليعالجه في عين المكان كما تم في شرم الشيخ من اجل العراق وكذلك في كينيا من اجل السودان .
- دعوة /المؤتمر للحكومة العراقية المؤقتة باجراء لقاءات وحوارات مع قوى المعارضة السلمية سابقةجديدة في العلاقات الدولية وفي مؤتمرات من حجم مؤتمر الشيخ من حيث المشاركة والتمثيل وهي في كل المقاييس لصالح شعب العراق اولاً وكسابقه صالحة ومفيدة اذا تكررت وأخذت بها مستقبلاً من جانب الجماعات الرسمية في المؤتمرات والاجتماعات، بدعوة الحكومات الى انتهاج سبل الحوار مع المعارضات الوطنية , فجامعة الدول العربية التي قام امينها العام وبعض مندوبي الدول العربية فيها بدور اساسي في دعوة واستضافة عناصر من معارضي الحكومة العراقية ومنهم من تحوم من حولهم شبهات الارهاب حري بها أن تعمم هذه الخطوة على جميع البلدان من اعضاء الجامعه وتدعو ممثلي المعارضة الديمقراطية السلمية لتطرح معاناتها ومشاريعها وبرامجها لحل الازمة الوطنية العاصفة وتساهم في وضع الحلول على طريق الانقاذ والتغيير والاصلاح.
- الولوج الاقليمي- الدولي بهذا الحجم الشامل في القضية الداخلية العراقية وبحث ادق التفاصيل يؤسسان ايضاً لسابقة مثيرة وملفته في مسألة التدخل الخارجي وقضية السيادة والشرعية، والتعامل بشفافية مع امور كانت وما زالت وحسب المنطق السائد في دائرة السرية المطلقه ومجرد بحثها من المحرمات مثل مسألة الشعوب والاقوام والاديان والطوائف التي تشكل نسيج ومكونات العراق والبلدان الاخرى في المنطقه، وهذا الجانب تصدى له مؤتمر شرم الشيخ باعتباره موضوع قائم على الواقع ولايجوز اخفاءه وذلك خلال بحث المقترح السوري بالتأكيد على " عروبة العراق" الذي رفض قبل عقد المؤتمر في المداولات التمهيدية.
- لاقى التمسك السوري(- الاعلامي – ومن ثم التخلي السريع عمليا) بمقولة – عروبة العراق- اهتمام المشاركين جميعاً ودفعهم الى مراجعة تاريخ وجغرافية العراق والاستفسار من مصادرهم ودولهم حول المعنى السياسي والقانوني لتلك المقولة ومدى توافقها مع واقع العراق الاثني. ومكوناته الرئيسية واطيافه ومن ثم شبه الاجماع الذي التف حول قرار رفض المقولة من الاساس والالتزام بموقف الحكومة العراقيةوقانون الحكم الانتقالي(الدستور الموقت) والقوى السياسيةفي الحكم وخارجه وقد شكلت العملية برمتها من مراجعه ومناقشات اشارة جديدة الى تجاوب المجتمع الدولي مع الحقائق القومية والتسليم بالتعددية الثقافية في العراق خاصة بقبول الحقيقه الكردية القائمة كمكون اساسي في اطار العراق الفدرالي الجديد وهي تسجل ايضاً كسابقة في الوثائق الاقليمية والدولية.
- بعكس كل التوجهات والمواقف الدولية والاقليمية والاسلامية التي لم تعارض ارادة الشعب العراقي في تقرير مصيره السياسي بعد اسقاط الدكتاتورية شكك امين عام جامعة الدول العربية في مشروع تغييرالعراق ليكون مثالاً يحتذى به في المنطقة ودعوة سافره لعودة العراق الى الوراء مع تأييد ضمني – للمقاومة- العراقية وابداء الحذر تجاه الحكومة المؤقتة، أما مندوبو الدول العربية فتباروا في المزايدات على الشعب العراقي وتحولوا الى محاضرين في الديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة وكان المندوب السعودي اكثرهم بلاغة في هذا المجال تلاه زميله السوري ( السعودية وسورية وحسب تقارير وشهادات المنظمات الدولية المحايده من اكثر البلدان انتهاكا لحقوق الانسان)
- لقد جلبت الدبلوماسية العراقية الهادئة والواقعية اهتمام وتقدير المراقبين السياسيين والهيئات الاعلامية وابدى مندوب العراق قدراًَ كبيراً من المرونه والحنكة في طرح ومناقشة القضية العراقية، ولاشك ان هذا النجاح الدبلوماسي العراقي يعود الى مشروعية المسألة العراقية بالاساس في تقرير المصير وتحرير البلاد من الدكتاتورية والمضي في التغيير الديمقراطي وازالة الارهاب ويعبر في الوقت ذاته عن المضمون الديمقراطي لثقافة الحكام الجدد في العراق الذين كانوا حتى الامس القريب مناضلون في المعارضه يواجهون الدكتاتورية بمختلف الوسائل الكفاحية ويحملون خبرة ثرية في العمل السياسي ويعرفون قيمة الحرية التي حرموا منها لعقود ويتعاملون مع الرأي الآخر بتقدير وانتباه ويطرحون مواقف العراقيين بوضوح وشفافية ومسؤوليه.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة
- السوريون بين - اجانب - الداخل و - اجانب - الخارج
- خصوصية انتخابات ما بعد التحرير
- فرنسا - الكولونيالية -
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )
- (نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 1 - 5 -
- قراءة اولية في نتائج الملتقى الثقافي الكردي العربي - 5 -
- اعتذار وتصحيح حول بلاغ اللجنة التحضيرية للملتقى الثقافي الكر ...
- 1- البيان الختامي للملتقى الثقافي الكردي العربي - 2 - بلاغ ص ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - هولير عاصمة الصداقة - ...
- نحو - الملتقى الثقافي الكردي العربي - - 3 -


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صلاح بدرالدين - وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ