أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية















المزيد.....

وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1060 - 2004 / 12 / 27 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجد بين الفينة والاخرى وخاصة بعد اشتداد وطأة ومفعول الضربات الموجهة ضد الارهاب على الصعيد العالمي منذ احداث سبتمبر قبل اكثرمن ثلاثة اعوام، وفي خضم البحث عن بناء التحالفات الجديدة من يدعو من المثقفين في بلادنا ومنطقتنا الى التعاون مع الدولة الفرنسية وحكومتها الراهنة وذلك ظنا من هؤلاء بانهم بذلك سيواجهون – عدوهم الدائم والابدي-الولايات المتحدة الامريكية. ويطيب لهؤلاء استذكار الثورة الفرنسية ومبادئها العظيمة كحجة اضافية لدعم توجههم ناسين أو متناسبين أن الامور لاتقاس بالماضي ولايجوز المقاربة مثلاً بين الثوار اليعاقبة الذين رفعوا شعارات المساواة والديمقراطية والعدالة والحرية وبين رموز الانظمة الفرنسية الكولونيالية اللاحقة ومن بينها جماعة بلدية باريس مثل ما لايجوز ذلك في الوضع الامريكي من قبيل المقاربة بين جورج واشنطن وابراهام لنكولون ورواد الثورة الامريكية والرؤساء الامريكيين بعد الحرب العالمية الثانية المنتمين الى الحزبين الحاكمين هناك بالتناوب.

لقد عملت فرنسا الكولونيالية بكل قواها في سبيل اسقاط الامبراطورية العثمانية بالتعاون مع روسيا القيصيرية وبريطانيا العظمى بحثاً عن المغانم والمصالح عبر اسباب وذرائع وفرتها اخطاء السلطة العثمانية ومظالم حكامها وانحرافات خلفائها وخاصة موضوع اضطهاد المسيحيين الذي كان وراء بروز- المسألة الشرقية- والذي استخدم كحجة لتوفير الذرائع لتطويق الامبراطورية ووضع النهاية لسلطتها كما كانت فرنسا من مهندسي اتفاقية سايكس- بيكو المبرمة اصلاً لتوزيع مغانم الامبراطورية وعلى اشلائها وتقسيم المنطقة حسب مصالح الغرب الاستعماري والحركة الصهيونية التي كانت الرابحة الاولى في الصفقة بعد استصدار وعد بلفور.

الدعوة الجديدة ومن جانب بعض المثقفين السوريين الى التحالف مع فرنسا لاتضيف جديداً الى التاريخ السياسي لمنطقتنا وماهي الا اجترار لاحداث الماضي وصرخة يائسة نحو – الصمود- في واقع التبعية للعامل الخارجي. وفي هذه المرة انها لقوة كولونيالية اضرت بمصالح بلادنا وشعوبنا وقسمت اوطاننا وغرست بذور الفرقة والانقسام على اسس عنصرية ودينية وطائفية وهي على اية حال ومن سوء الطالع – القوة الاضعف- التي لاتغني ولاتسمن من جوع بل تبحث لها عن مناطق نفوذ واستثمارات ومصالح لتروستاتها وشركاتها- مافوق القومية-.

ولان الدعوة لاتقترن بالشفافية والوضوح الكامل فانها تبقى في حدود الغيب والقابلة لكل التفسيرات فمن يتحالف مع من؟ أو من يتحالف مع فرنسا؟ نظام بلادنا أم انظمة المنطقة أم الشعب السوري عبر قواه الوطنية والديمقراطية خارج السلطة أم الحركة السياسية في المنطقة عموماً على صعيد الحكومات والشعوب.

الدعوة الى التحالف مع فرنسا بغموضها المدروس باتقان من مطلقيها تصب بالدرجة الاولى في مجرى عملية البحث عن مخرج لازمة النظام، لكأن الحل في الانتقال من خندق امبريالي الى آخر أو بمعالجة العامل الخارجي فقط أو بدرء خطر امريكي متوقع الى كنف حماية فرنسية فما هو سر تغليب العامل الخارجي على عوامل الداخل الاساسية وعلى حساب القضية المركزية في التغيير والاصلاح. وما هي المصلحة من توجيه الانظار نحو الخارج مرةباتهام الآخرين باستجلاب التدخل الخارجي ومرة بالتهديد والوعيد بحمل السلاح لمواجهة الخطر الخارجي المزعوم على الوطن او التطوع لنصرة ارهابيي – الفلوجة - وذلك بدلاً من المساهمة الايجابية في تحديد المهام الوطنية لانجاز الوحدة في الداخل وازالة الاستبداد وتحقيق الديمقراطية وتغيير الدستور ورفع الاحكام العرفية وقانون الطوارئ.

هل الهدف من كل ذلك هو تقديم الخدمات في البحث عن مخرج لازمة النظام.وهل هي مشكلة خارجية فقط تتوقف على الانتقال من موالاة دولية الى اخرى؟ وعلى اي أساس وكيف. وهل بذلك وحده خلاص للشعب السوري وانتصار لمبادئ العدل والحرية ووصول الى شاطئ التغيير الديمقراطي المنشود. من حق اي وطني سوري غيور أن يتساءل حول الجوهر الحقيقي لموقف فرنسا الدولة والنظام من محنة الشعب السوري ومن النظام الحاكم الاستبدادي. ومن مسؤوليتها في صياغة وتنفيذ عقد الشراكة الاوروبية – السورية بمعزل عن ارادة الشعب السوري وهل توقفت امام بنود ومتطلبات حقوق الانسان وانتهاك العدالة ودكتاتورية الحزب الواحد، كمعايير لابرام العقد كما هو الحال في عقود الشراكة المماثلة مع الدول الاخرى ومن بينها شروط عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي المعطوفة على معايير – كوبنهاغن-.

من غير اللائق لاي وطني أن يرهن شعبه أوبلاده أو وطنه مادة للمقايضة في بازار التحالف مع فرنسا أو الولايات المتحدة أو اية قوة عظمى أو كبرى أو صغرى في العالم لان تحالفا مختلا وغير متكافئ لاجدوى منه، في حين نشهد ونقر بقيام تحالفات طوال التاريخ بين اقطار وبلدان وضمن الحركة السياسية وكذلك على الصعد الأقليمية والدولية وبين قوى ذات المصالح المشتركة والسؤال المطروح بالحاح حيال موضوعنا هو من يقف في صف اصدقاء الشعب السوري ومن تلتقي مصالحها الآنية مع مصالح شعبنا في التغيير الديمقراطي والاصلاح؟ يقينا ان فرنسا الدولة والنظام ليست من بين هؤلاء. واستطراداً هل صحيح أن فرنسا تشكل عقبة مستعصية على الحل أمام الدور الامريكي في المنطقة، واذا اعتبرنا ذلك واقعاً –مجازاً- فهل ان ذلك من اجل مصالح شعوبنا أم ان لها مصالح دولة تتقاطع مع مصالح الدولة الاعظم وفي نفس السياق والتعامل الاستراتيجي تجاه دول وشعوب العالم الثالث والشرق الاوسط من بينها بطريقة يتم فيها توزيع المغانم وبطبيعة الحال تكون حصة- الاسد- للاقوى والاعظم والاقل لدولة مثل فرنسا المتضرره نتيجة سياستها الخاطئة والضعيفة حول قضاياالشرق الاوسط وصديقها الرئيس المخلوع صدام حسين الذي اشرف بنفسه على تقديم الاموال للحملات الانتخابية للرئيس شيراك- في البلدية والبلاد - وفرنسا مضطرة في هذه الحالة الى التراجع والخضوع للارادة الامريكية وقد لمسنا ذلك بوضوح في الوضع العراقي وفي مؤتمر شرم الشيخ وقبل ذلك في القرار/1559/ حول الانسحاب السوري من لبنان واحداث ساحل العاج وقضية السودان.

من غير المناسب مقارنة- أفضال- فرنسا المزعومة بمساوىء الادارة الامريكية وحكومتها، واذا كان لابد من الدخول في هذه المقارنة الخاطئه يجب القول ان فرنسا الكولونيالية هي التي قسمت بلداننا وشعوبنا واستغلت خيراتنا ونكلت برواد نهضتنا الوطنية الاوائل وحكمت بالموت على ابطال استقلالنا مثل يوسف العظمة وغيره ولاحقت ثوارنا في كل المناطق، وناصرت وعد بلفور المشؤوم ودعمت اقامة الكيان الصهيوني بكل سخاء وعلى حساب السكان الاصليين وتهجيرهم، وقامت بالدور الاساسي مع بريطانيا الكولونيالية العظمى في تطويع الشرق عموماً واستعمار شعوبه وبسط سياسة الاستغلال والقهر في المنطقة وتقديمها فيما بعد على طبق من ذهب للبديل الامريكي الجديد الذي حل محل الاستعمار التقليدي بحلة امبريالية جديدة وحسب تخطيط استراتيجي مدروس بعد أن فقدت فرنسا وحلفاءها الاوروبيين قدراتها الغابرة وانحسر نفوذها لمصلحة الحليف القادم من وراء المحيط.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة
- السوريون بين - اجانب - الداخل و - اجانب - الخارج
- خصوصية انتخابات ما بعد التحرير
- فرنسا - الكولونيالية -
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب - ( 3 - 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 2 - 5 )


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية