|
أقذام إحتلوا حياتنا
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 21:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما إذ قورنا حجم التكلفة البشرية التى سقطت عند تحرير الأراضي العربية لإستعمار حاول تكراراً العودة تحت زائع مختلفة كالأماكن المقدسة أو الجري وراء البترول أو السعي عن البحث لفضاء إستطاني يمتد إلى العرق الغربي وبين ثورة شعوب ضد كيانات أدركت أنها متصدعة ومتهالكة والتى تماهت مع الغرب لدرجة إنصهار المغلوب في مفهوم الخلدوني ، بالتأكيد ستكون متواضعة أمامها ، أي أن الجزائر فقدت أكثر من مليون إنسان رفضوا بشكل واضح لدرجة التضحية الإستمرار بالعيش تحت جزمت الأستبداد والظلم ، أما في مصر وخلال فترة التظاهرات التى أدت إلى تحويل النظام وهرمه كالكرة التى تدحرجت وصولاً من هاوية إلى أخرى ، مما كلف الشعب ما يقارب ستمائة إنسان حر غيروا ما لم يستطيع جيل سابق فعله لأسباب تتعلق بالإستمراء ، لكن الأهم بأن هؤلاء ثاروا على من ثار في الماضي على الملك فاروق والسنوسي وشبهائهم . ما كتبه الكواكبي والفاخوري عن طبائع الإستبداد أو كيفية نهوض العرب قبل قرن ونيف يُظهر الكم والكيف لحالة البؤس والخذلان التى عاشتها الأمة منذ ذلك العهد والذي أستمر دون توقف لفئات بالأصل حكمت وهي ضعيفة ولديها من الأنانية ما يكفي أن تكون قصيرة النظر في الهيمنة وتكريس نهج إنتزاع الكرامة بحيث سعت إلى جعلها مستديمة ، كل ما جاء بعد الإستقلال لإجهاض الآحلام يستدعي الإنسان العربي أن يتساءل عن الحيلولة من الوقوع في ذات الإنحدار التى دفع جيل كامل من التضحيات لأجل حياة أفضل أعتقدوا أن نهراً من الدماء أفصح من أي دستور ورقي . لا بد من النصيحة لمن يبدأ اليوم وخصوصاً بعد نجاح ثورة المطحونيين من أجل الكرامة ، لأن لم يعد ينفع أن نأخذ المبادرة ثم نضع أيدينا وأرجلنا في الماء الفاتر دون أن نستعمل جميع وسائل البعد عن تلك التى إستخدمت في الماضي وبحرص بقدر الإمكان ، بحيث الضغط المستمر حول الفحم إلى ماس من خلال عذاباتها فكيف بالإنسان الذي لم يُعطى مساحة أن يشتم رائحة باطه ، لكن هذا النوع من التراخي الغير مقصود الذي يؤدي إلى حالة التكاسل والعودة من نصف الطريق بعد أن أصبح مستوى البحث عن الحرية قد تجاوز الشكل وبدأ يفتش في ذاكرة التاريخ المحفورة تضاريسها ، مما لا يجوز للوعي أن يقع مرة أخرى في ذات الحفرة التى أعدت له خاصة إذا كانت من نفس المصدر وتنفذ من ذات سلالة أبناء جلدتنا . مغرور من يعتقد أن الهرم والتجاعيد التى أصابة الوجه لا تتوغل إلى داخل الجسد ، لهذا لا بد من تغيير حقيقي يبعث حياة بعيدة عن شهوة الحكم والرغبة في الإنتقام ، فكل ما يجري من محكامات وتلاعب ببعض العقول عن طريق الميديا لتشكل لهم وعياً خارج ما أرادوا وتشلّ كل المساعدات على التمرد من الإخفاقات والنقد الذي يبني لهم ما يمكن أن يترتب من فشل ولدغ مرة أخرى ممن سمنوا من خلال أجندات نقية . تعرضت الأمة منذ الإستقلال للخداع بحيث إنجرت إلى مربعات ليس لها فيها ناقة ولا بعير مما جعلها أكثر الأمم قهراً وأقلها تعليماً وأكثرها عالةً على الأمم الأخرى المتقدمة مما دفع أبناءها إلى صناعة محاكمات لأنفسهم داخل حدود أبواب عقولهم للجرم الذي اقترف بحق مسيرة طويلة من العطاء قدمها خيرة رجال الأمة كي ينعم من يأتي لاحقاً في حياة أفضل وأكرم لكن الحقائق جاءت معاكسة تماماً ، ولإسباب بنيوية وأخرى تدافعت مما ادى الى تكالب على الأمة من مفسدون وعديمو الضمير الذين بمواهبهم المطفِأة حولوا البلاد بعد الإستقلال إلى مزارع وسجون وأصبحوا مافيا في شكل أنظمة فساد وإستبداد مدعومة من الخارج . إذا كان المنتفضين لا يعون إنتفاضتهم وإستحقاقاتهم التى جاءت بجدارة والتى ينبغي أن توفر لهم تقويم الشروط فابتالي لا ينتظر منهم إلا المزيد من تكرار لما كان بعد الجلاء من تقاعس وتأقلم ليعاد بكل سهولة إنتاج القهر والفساد من جديد ولكن بوجوه مختلفة ، إذ كان لنا أن لا نرجو فهم ما حُفرَ من تضاريس قاسية في الذاكرة والتى تتصف في أغلب الأوقات بالعنف ، فهذا يؤكد أننا لن نكون قادرين على الفعل الإيجابي وبحيث سيقتصر إهتمامنا على مواضيع تستغرقنا في الميديا التى تؤثر فينا ، مما يدفعنا بكل قوة إلى التخلص من ما راكمت تلك التى هي من صنع الإنسان الفاسد كي ننظر إلى التى نمتلك لعقود من المرّكبات المعقدة التى تحولت إلى أرض شاسعة من الولاءات إرتباطاً بها ، فما يعجز عن تحقيقه الغزو عبر ألته العسكرية قد يستطيع إنجازه من خلال التقاعس وإستراحة الثائر عبر وكلائه ، فيكون الوعي لم يصل إلى المرحلة التاريخية التى تسهم في إنتشال الأمة من غيبوبتها التى تنامت إلى حد السبات ويكون ما حصل لا يتجاوز رعشة نائم . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية لتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية الناقصة
-
التلفح في الماضي
-
أنت في عداد الهالكين
-
موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
-
عصيّ على الخداع
-
لا قوة كقوة الضمير
-
ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
-
ما حدا أحسن من حدا
-
تساوا في الجنون
-
اوباما وخطابه المتكسر
-
نكبتنا ولبكتهم
-
المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
-
التحرر الفطري
-
لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
-
سيكالوجيات نادرة
-
خطاب أقل حدةً
-
عميد المجانين العرب
-
فيكتوريو اريغوني
-
إنكسر غرورهم وأُنزلوا من عليائهم
-
دولة في البحر
المزيد.....
-
لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش
...
-
صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
-
العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي
...
-
الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
-
رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س
...
-
بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون
...
-
زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر
...
-
ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا
...
-
بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين
...
-
المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|