اهدأ قليلاً

كواكب الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 20:38
المحور: الادب والفن
    

اهدأ قليلاً

إلى كل الذين نحروا بوطني مسلمون ومسيحيون
(اياليل يا صاحبي نام الفتى وارتاح)*
والله ياشاعري
مانام هذا الفتى
يوما ولا ارتاح
1
اهدأ قليلا
ونّحي الغيظ
وأسمو
على جرحك
لا
تهوي لقيعان يأسك
اؤد الصرخة الثكلى
فلا زال متسع للضوء
لا زال على الأرض
شبرٌ من سلام
لا يتسع للقتلة
ستقول
لِمَ اختل ميزان العدل ؟
لِمَ ندفع الجزية دون غيرنا؟
لِمَ لحمنا يتشظى على مرأى الخليقة؟
لا تبتئس
وأنت أقرب للذبح بالغضب
أسئلتك مشروعة
لكن
ألم تقرأ التاريخ؟
فالغدر مثوى الخائفين
والشر مُرتحلاً
وهذا ديدن الأيام
من اسفار موسى
إلى اسفار داوود
2
اهدأ قليلا
فأنت محاط بحقل من الألغام
فالعدو من أمامك
ومن ورائك
ويحوم
فوقك
أنى التفتَ
يزايدون على دمَك
حتى
أبناء عمك
وطبول الموت تضج بالوعيد
تنصب شراكها للأبرياء
الم يكتفوا؟
اقضم ما بقى من الليل
أنا والسهاد و ابن يوسف

(يا ليل يا صاحبي نام الفتى وارتاح)*
أي نوم على مقعد شوك
وأي جفن مثقلا بالأسى
وأنت تسمع وترى
الفيلم التراجيدي الطويل
متى يسدل الستار؟
على مشهد الدم
لقد نفذ الصبر
لم يبقى سوى الثمالة الأخيرة
3
اهدأ قليلا
فالصاعدون للسماء
رسل الشهادة
من آل عيسى ومحمد
موعدهم الصبح
أليس الصبح بقريب؟
يشربون ماء الله الرائق
الزلال
وغرف من تحتها انهار
والموغلون
النار مثوى لهم
يسقون من ماء صديد
لابد أن يرعوون
4
نفذ الأمان
ونحن نرتشف القطرات الأخيرة
لعلقم الصبر
بطقوس صوفية
هل مثلنا احد؟

لله ذرنا نحن العراقيون
5
أبدا لم يكن الموت يوما انكسار ولكنه بوابة لحياة أبدية أخرى وما أحلاها للصاعدون بلا خيار
6
تركوك في قبضة الريح
يحيق بك الخطر
كصاحب اليقطين
ثمرة ناضجة تتهاوى
ذرة رمل بصحراء شاسعة
زادك الملح
ما من ضمير
أوغَلوا المخالب
قتلوك يا حبيبي
بنصل بالغ الحد
وتركوك
مسجى في العراء
نازف القروح
7
ما أقسى الموت من صنع الإنسان
8
تأكل وتشرب بلا طعم للأشياء لاعناً كل ما يمت للموت القسري بصلة



* بيت شعر لسعدي يوسف

#كواكب_الساعدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل