أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - أنصار السنة ومنطق عفلق !














المزيد.....

أنصار السنة ومنطق عفلق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أغلب التنظيمات اللاسلامية المتطرفة في العراق الأن قد خرجت تقريبا من ردن عباءة البعث المنهار ، فهي في بياناتها الرخيصة ، وفي اعمالها القذرة لا تخرج عن كونها حركات قومية ، شوفينية ، دثرت مفاهيمها وتصرفاتها بدثار ديني ، والبعثيون في العراق ، كما هو معروف ، لهم باع طويلة في لباس الكذب ، وتجارة الدجل والزيف ، فقد كانوا هم أول من يبادر الى احياء ذكرى المولد النبوي زمن عبد الكريم قاسم ، كما انهم أول من قام بلصق مناشير كثيرة على اعمدة شوارع العراق ، وواجهات المحلات فيها ، تحمل صورة السيد الحكيم وفتواه القائلة : الشيوعية كفر والحاد !
لقد كانت اللامبدئية اهم ميزة ميزت عمل البعثيين في العراق منذ أن ولد تنظيمهم فيه ، وقد طبقوا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة تطبيقا آخاذا ، وضحكوا فيه على قوى وشخصيات عراقية سياسية ودينية كثيرة ، فقد تعاونوا أواخر ايام عبد الكريم قاسم مع رجال الدين الشيعة ، وتحت شعار كاذب اطلقوه ساعتها : يا اعداء الشيوعية اتحدوا ! بينما كانوا هم لاشهر خلت حلفاء للحزب الشيوعي العراقي في جبهة الاتحاد الوطني التي تشكلت قبيل قيام ثورة 14 تموز المجيدة 0
والذي منعهم من قيام تحالف مع حركات سنية وقتها هو انعدام تلك الحركات عند اهل السنة في العراق ، هذا اذا ما استثنينا بعض الحركات السنية التي لم يكن لها تأثير كبير في الشارع العراقي ، فضلا عن اوساط السنة انفسهم ، إذ ظلت تلك الحركات في الغالب قريبة من النظم الحاكمة في العراق ، خاصة نظامي الاخوين عارف 0
لكنه بعد أن برز تنظيم القاعدة الوهابي والذي جرّ له شخصيات من اهل السنة ، ومن مختلف البلدان العربية ، وذلك في حرب الجهاد الامريكي في افغانستان ابان الاحتلال السوفيتي لها ، وحين صار للجهاد هذا مبشرون ومنظمات دينية ، سياسية ، مدعومة من بعض البلدان العربية مثل السعودية ودويلات الخليج الاخرى ، ومن طرف دولي قوي هو أمريكا صانعة الجهاد في افغانستان زمن الحرب البارد ، انجذب البعث في العراق الى هذه القوى الدينية – السياسية ، ناشدا التحالف معها ، وذلك بعد هزائمه في حروبه الفاشلة التي قادها صدام الساقط ، وبعد أن اصبح نظامه وتلك القوى منبوذين عالميا ، ومن أمريكا على وجه الخصوص 0
لقد كان صدام قد مهد لهذا التحالف بركوب الموجة الدينية، فدشن ذلك بحملته الأيمانية ! وذلك بالحد من شرب الخمر في العراق ، وبكتابة القرآن بدمه ، ثم صنع المؤتمر الشعبي الاسلامي الذي دعا الى حضور جلساته الاولى مختلف التنظيمات الدينية في العالم العربي وغير العربي ، وصار طارق عزيز الذي اشهر اسلامه للتو بعد عفلق هو خطيب ذلك المؤتمر في مهزلة تاريخية صنعها بعث العراق بمهارة ، وضحك فيها على شيوخ الحركات الدينية المشاركة في ذلك المؤتمر ، وبدعم سخي من اموال النفط العراقي الذي استباحه صدام والبعث في العراق من أجل تحقيق اهداف لا يعرف أحد ، وبعد أن تيقن صدام أن الامريكان مصممون على ازالته من الحكم فتح ابواب العراق لجند ابن لادن سنة 2001 م ، مثلما اعترف بذلك ابن عبد الله عزام ، مرشد حركة القاعدة الفلسطيني قبل ايام 0
هذه المهزلة التاريخية لا زالت مستمرة في العراق الان ، فمنظمات مثل انصار السنة ، أو الجيش الاسلامي وغيرهما ما هي الا واجهات للحركة الام ، والتي تتمثل بحزب البعث المنهار ، فكل الحركات هذه ، ورغم البهرجة الدينية ، تتمنطق بمنطق عفلق ، وتتحدث بلسان صدام ، هذا المنطق ، وهذا اللسان هما ما عبر عنهما بيان صدر قبل يومين من حركة انصار السنة يعلن فيه مسؤولية الحركة عن ضرب المنطقة التي عقد فيها المؤتمر الوطني العراقي أول جلساته ، وبرغم من أن هذا المؤتمر يمثل الكم الاكبر من الشعب العراقي ، إلا ان بيان تلك الجماعة نفى عن هذا الكم الهائل من العراقيين عراقيتهم ، فضلا عن وطنيتهم ، فالعراقيون هؤلاء بمنطق عفلق الذي عبر عنه بيان حركة انصار السنة ما هم الا روافض ، أي شيعة ، وشيوعيون وعلمانيون بالاضافة الى الاكراد الذين هوجموا غير ما مره من قبل هؤلاء ، ولم يستثن ِ بيان انصار السنة البعثيين هؤلاء من نفي العراقية هذه الا ممثلي الطائفة السنية في المؤتمر المذكور ، مع أن نسبتهم كانت كبيرة ، وتمثل 44 % من مقاعد المؤتمر الوطني ، بينما كانت نسبة الشيعة 45 % منه ، مثلما ذكرت مصادر في المؤتمر نفسه ، كما أن البيان ذاته قد هدر دم من حضر ذلك المؤتمر حين استمد منطق عفلق الذي كُتب فيه البيان المذكور بعض الكلمات الدينية ، فسمى ذلك المؤتمر بمؤتمر : الكفر والردة والرذيلة، ولا أراني بحاجة الى توضيح حكم الكافر والمرتد في الدين الاسلامي 0
هذا هم منطق البعث ، القتل ثم القتل ، مسخرا الدين لخدمة المنطق هذا ، فالمؤتمرون كفرة ومرتدة ، وحكم الكافر والمرتد القتل ، هذا هو الدثار الذي يتدثر فيه بعث العراق اليوم ، وذلك حين التقت احكامهم باحكام الدين، فمن ذا الذي يعترض ! ؟ ساعتها ستكون له السماء بالمرصاد هذه المرة ، وليس عفلق ابو قلفة ، مثلما يصفه أهل الرمادي !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - أنصار السنة ومنطق عفلق !