أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - المتربصة !














المزيد.....

المتربصة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 942 - 2004 / 8 / 31 - 11:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مرّ الامام علي عليه السلام ، وهو يحث الناس على قتال معاوية بن ابي سفيان في الحرب التي عرفت فيما بعد بحرب صفين ، على رجل من اهل الكوفة جالس على قارعة الطريق ، فسأله : أ متربص أنت ؟ فرد الرجل بالايجاب ، ويبدو لي أن هناك أخرين غيره من المتربصة الذين صاروا ظاهرة يشار لها بالبنان ، مما حدا بالامام علي الى تسميتهم بالمتربصة ، وهذا ما تؤكده خطبه الكثيرة في حث اهل العراق على قتال معاوية ومجاهدته 0
وفي القاموس ربص بفلان ربصا : انتظر خيرا أو شرا يحل به ، وهذا المعنى هو الذي الذي عبر عنه الدكتور محمد بحر العلوم بـ ( الحيادية ) بين الاطراف المتصارعة ، والتي يعني بها الحكومة من جهة ، ومقتدى الصدر وجنده من جهة أخرى واخرين غيره ، وذلك في مقابلة صحفية أجريت معه في بغداد مؤخرا ، والمحزن هنا هو أن السيد بحر العلوم قد أعد الكلام أو وطرح رأي ، أوقول كلمة حق في هذا الصراع فضة ، بينما أعد السكوت فيه ذهبا ، بينما كان الوطن ، وليس علاوي وحكومته فقط ، يمرّ بظرف قاس ٍ ومتعب ، كلف الشعب العراقي ولا زال يكلفه الكثير في ارواح أبنائه ، وخراب مدنه ، وضياع ثرواته الطبيعية 0
ومذهب المتربصة هذا ، لم يركبه السيد الدكتور بحر العلوم وحده ، وإنما ركبه آخرون غيره أفرادا ، واحزابا ، وكل واحد منهم يبسط عذرا ، حتى صار المواطن مثلي يتساءل علام يشارك هؤلاء في الحكومة والحكم ؟ ما دام مبدأ التربص الذي اعتنقوه يتطلب من صاحبه أن يظل بعيدا عن اللعبة الى أن ينجلي غبار المعارك ، وتهدأ الأمور ، عندها يأتي مصفقا ، مهنئا للطرف المنتصر 0
ورغم أن السيد بحر العلوم قد تلمس في سوء تصرف ممثلي الاحتلال معه ، ومع غيره من اعضاء مجلس الحكم المنحل ، عذرا له في الفشل الذي حلّ به، وبمساعيه الرامية لايجاد حلا يرضي طرفي النزاع ، إلا ان كل ذلك لا يبرر له ، ولغيره من الاطراف المشاركة في الحكومة ، وفي المؤتمر الوطني ، السكوت وعدم النضال والمجاهدة حتى في كلمة حق ، ما دام هم قد رضوا لانفسهم المشاركة في مجلس الحكم أولا ، والعراق لا زال تحت سيطرة الاحتلال ، والمشاركة في الحكومة المؤقتة ، والمؤتمر الوطني فيما بعد ، والعراق لا زال تحت الاحتلال ايضا ، وكل من يريد أن يوهم نفسه من الاطراف المشاركة في حكم العراق الآن باعتقاد مؤداه هو أن الامريكان سيسلمون الحكم ذاك لأهله دون أن يكونوا هم ذوو نفوذ قوي فيه ، عليه أن يعيد النظر في اعتقاده السقيم هذا ، فالامريكان ما قطعوا المسافات هذه كلها، وحطو في أور وبابل ليرحلوا منهما خالين الوفاض ، والامريكان لم يأتوا الى العراق ، بعد ذلك ، كمحررين بقدر ما جاءوا له ، وهم يحملون على ظهور دباباتهم مشاريع عدة ، ستدر عليهم الربح الوفير ، وتزيد من خزين أموالهم ، وتفتح اسواق عمل لشركاتهم في منطقة متخلفة من العالم ، مع أنها من أغنى المناطق فيه ، فمتى ابتعدت الرأسمالية عن الفوز بالربح والثروة ، ومن دون قوة تجبرها على الرحيل ؟ ليجيب السادة على سؤال كهذا ، والذين ينظرون الى الجنود الامريكان على انهم جاءوا محررين ، ثم انقلبوا الى محتلين على حد تعبير السيد الدكتور بحر العلوم 0
وعلى هذا بات على جميع الاطراف المشاركة في الحكم أن تعي حقيقة بينة، نيرة ، جلية ، وهي أن الامريكان سيبقون في العراق بهذا الشكل أو ذاك ، حتى بعد اجراء الانتخابات ، وقيام برلمان عراقي يسن دستورا ، وتنبثق عنه حكومة دائمة ، وعلى هذا توجب عليهم المضي في دعمهم لحكومة الدكتور اياد علاوي كي تنجز مهمتها التي وجدت من اجلها ، أو الانسحاب منها كي لا يتحملوا نتائج ما تؤول اليه الاوضاع في العراق ، وقد تكون هذا النتائج ليس في صالحهم ، إن هم ظلوا منتظرين على قارعة الطريق ، مؤمنين بمذهب المتربصة !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مرعب لجدار غباري في القصيم وخبير يوضح سبب ا ...
- محكمة استئناف أمريكية تلغي حكما قضائيا حول إعادة موظفي -صوت ...
- رئيس كوبا يعتبر فرصة زيارة الساحة الحمراء في التاسع من مايو ...
- الشرطة البريطانية تعتقل 5 أشخاص بينهم 4 إيرانيين للاشتباه بت ...
- إعلام حوثي: القصف الأمريكي يعاود استهداف مديرية مجزر في محاف ...
- يديعوت أحرونوت: تقرير واشنطن بوست بشأن تنسيق نتنياهو مع والت ...
- الاحتلال ينسف المباني السكنية في رفح ويكثف قصف خان يونس
- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - المتربصة !