أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 945 - 2004 / 9 / 3 - 07:06
المحور: الادب والفن
    


هو همام بن غالب بن صعصعة بن دارم بن تميم ، وكنيته ابو فراس ، ولقبه الفرزدق ، وذلك لشبه بين وجهه الضخم ، وبين رغيف الخبز الغليظ الذي يجفف من أجل الثريد 0
جاء غالب ، ابو الفرزدق الى علي بن أبي طالب بالفرزدق بعد وقعة الجمل بالبصرة فقال : إن ابني هذا من شعراء مضر ، فاسمع منه فقال : علمه القران ! فوقع ذلك في نفس الفرزدق ، فقيد نفسه ، وآلى أن لا يحل قيده حتى يحفظ القران 0
كان الفرزدق مهيبا ، تخافه الشعراء ، وقد مرّ ذات يوم بابن ميادة الرماح الشاعر ، أمه من سبي فارس ، وكان الناس حوله وهو ينشد :

لو ان جميع الناس كانوا بربوة ٍ
وجئت بجدي ظالم وابن ظالم ِ
لظلت رقاب الناس خاضعة لنا
سجودا على أقدامنا بالجماجم ِ

فسمعه الفرزدق فقال : يا ابن الفارسية ! لتدعنّه لي ، أي الابيات ، أو لانبشنّ أمك من قبرها ! فقال ابن ميادة : خذه لا بارك الله لك فيه ، فقال الفرزدق :

لو أن جميع الناس كانوا بربوة ٍ
وجئت بجدي دارم وابن دارم ِ
لظلت رقاب الناس خاضعة لنا
سجودا على أقدامنا بالجماجم ِ

وكان الفرزدق يقول : خير السرقة ما لا يجب فيه القطع ، أي سرقة الشعر التي لا يجب فيها قطع يد السارق 0
هربت النوار ، ابنة عم الفرزدق ، وزوجته بالاكراه الى مكة ، واستجارت بخولة بنت منظور ، زوجة عبد الله بن الزبير ، أمير مكة ، فادركها الفرزدق ، واستشفع في ردها اليه عند ابناء عبد الله الذين وجدوا استجابة لشفاعتهم تلك في نفس أبيهم ، لكنه حين صار الى خولة ، زوجته قلبته عن رأيه ، فمال الى النوار بشفاعة زوجته لها عنده ، فقال الفرزدق:

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا
مثل الشفيع الذي يأتيك عُريانا

لقي الفرزدق الحسين بن علي خارجا من مكة ، ومتوجها الى الكوفة ، فقال له الحسين : ما وراءك ؟ قال : يا ابن رسول الله ! الناس قلوبها معك، وسيوفها عليك 0 قال : ويحك ، معي وقر بعير من كتبهم يدعوني ، ويناشدونني الله في القدوم 0
فلما قتل الحسين قال الفرزدق : فان غضب العرب لابن سيدها فاعلموا أنه سيدوم عزها وتبقى هيبتها ، وإن صبرت عليه ، ولم تتغير لم يزدها الله إلا ذلا الى آخر الدهر ، وانشد :

فإن انتمُ لم تثأروا لابن خيركم
فالقوا السلاح واغزلوا بالمغازل ِ

قال الفرزدق : ما أعياني جواب أحد كما أعياني جواب دهقان* قال لي مرة : أنت الفرزدق الشاعر ؟ قلت له : نعم 0 قال : أفأموت إن هجوتني ؟ قلت : لا 0 قال : أفتموت ابنتي ، عيشونة ؟ قلت : لا 0 قال : فرجلي الى عنقي في كذا من أمك ! قلت : ويلك ، ولمَ تركت رأسك ؟ قال : حتى أنظر ما تصنع أنت !
* الدهقان : معربة عن الفارسية ، وهو التاجر أو زعيم الفلاحين من العجم 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل


المزيد.....




- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق