أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - بضائع الموتى !














المزيد.....

بضائع الموتى !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 943 - 2004 / 9 / 1 - 10:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لازال البعض منا يحلم بأن عتاة البعثيين من العراقيين سيعودون للسير في طريق سوي ، ما ركبوها أبدا ، منذ أن عرفوا العمل السياسي مطلع الخمسينيات من القرن المنصرم ، فهم لا يعرفون العمل الديمقراطي اطلاقا، وعلاقتهم مع الشعب العراقي ، والاحزاب والقوى الوطنية العراقية اتسمت دائما بالبطش والفتك والقتل ، وهم لهذه الغاية قد جندوا رجال العصابات ومحترفي القتل في صفوف حزبهم ، وقد لمعت اسماء من هؤلاء القتلة بينهم كعبد الوهاب الأعور ، وجبار كردي وغيرهما ، وهم بعد ذلك ما رضوا يوما أن يتقاسموا السلطة والحكم في العراق مع أيّ من الاحزاب السياسية فيه ، وإذا كان البعض يحتج بقيام ما سمي وقتها بالجبهة القومية والتقدمية 00الخ عام 1973 م ، فالكل قد عرف الآن غاية البعث من اعلان تلك الجبهة ، والنتيجة التي وصلت اليها ، والاضرار الجسيمة التي لحقت الوطن والشعب من جراء قيامها ، تلك الجبهة التي وصفها احد قادة الحزب الشيوعي العراقي ، كريم احمد ، بالمهزلة ، وكان هو صادق في ذلك ، ولو أن وصفه هذا جاء متأخرا ، وعلى رواية حسن العلوي ، وهو الدري باسرار حزبه ، حزب البعث ، كتب : إنه في اليوم الذي اعلنت فيه الجبهة عممت قيادة حزب البعث منشورا على مستويات من قواعده تطلب فيه اقتراح أفضل السبل التي يمكن من خلالها القضاء على الحزب الشيوعي العراقي ! وقد صدر المنشور هذا في زمن قيادة احمد حسن البكر للدولة ولحزب البعث ، فلا فرق إذاً بين عتاة البعثيين ، مثلما لا فرق بين صدام وبين احمد حسن البكر ، والذي يظن غير ذلك فهو على وهم كبير ، وسيساعد في عودة الاستبداد للعراق ثانية ، تماما مثلما فعل ذلك عبد الكريم قاسم في سياسته معهم ، سياسة ( عفا الله عما سلف ) 0
ولكي يتلمس القاريء حقيقة ذلك ، سأروي له هذه الحادثة ، ففي بداية الوصول الثاني للبعث الى الحكم في العراق في تموز من سنة 1968 م ، عاجلت قيادته الى تخريج دورات عسكرية سريعة ، اعتمدت فيها على العناصر البعثية التي فقد اتصالها بحزبهم من قبل ، والذين تغيرت وجهات نظرهم السياسية خلال انقطاعهم هذا ، ومنذ أن ازاحهم عبد السلام عارف عن الحكم في انقلابه المعروف ، والذي وقع في تشرين الثاني من العام 1963 م 0
كان لي من بين هؤلاء البعثيين بعض الاصدقاء ، والذين حرصوا على اللقاء بي كلما عادوا من القصر الجمهوري بعد الاستماع الى محاضرات حزبية كان صدام يلقيها عليهم في الغالب مساء ، وبعد أن يفرغوا من التدريب العسكري في معسكر الرشيد صباحا 0 سألوني ذات مرة : ما رأيك في أن يعيش العراق في أجواء من ديمقراطية حقيقية ؟ أجبتهم انا بايجاب واضح ، وكان حديثنا يجري أمام تمثال الرصافي من بغداد ، لكنهم تضاحكوا قائلين لي : أتدري كيف استبد الغضب اليوم بصدام ، وذلك حين وجه لنا سؤالا يقول فيه : هل من الحكمة أن نعود الى الشعب في ما نتخذ من قرارات ؟
قال احدهم : أجبت صداما بقولي أنه علينا أن نستذكر تجربتنا في شباط من سنة 1963 م ، وبناء على تلك التجربة المريرة علينا أن نشرك الناس في ما نتخذ نحن من قرارات 0
لقد نزل الغضب كله بصدام من اجابتي تلك ، أضاف محدثي ، وصاح بي باعلى صوته : هل تريدنا أن نعود بقراراتنا الى الشعب الذي ضربكم في عام 1963 !
هؤلاء هم عتاة البعث في نظرتهم لعدوهم ، الشعب العراقي ، وهؤلاء هم الذين لم يعدموا وسيلة الا وقد استخدموها ، وذلك من أجل الوصول الى السلطة ، والبقاء فيها ، وحتى لو كلفهم ذلك بيع شط العرب بثمن القضاء على الثورة الكردية ، أو حفر القبور الجماعية بهدف اخماد انتفاضة 1991 م 0
هؤلاء الذين بدأوا يفرضون أنفسهم فرضا على مجمل العملية السياسية في العراق الآن ، مثلما فرضوها آواخر أيام الزعيم عبد الكريم قاسم ، رغم كل التنازلات التي قدمها لهم ، لكنهم ما اكتفوا منه إلا بقتله شر قتلة ، ثم حكموا بعد ذلك العراق ، وأنزلوا ما أنزلوا بالشعب من دمار وويلات وسفك دماء، ولم يسلم منهم حتى من تعاون معهم ضد عبد الكريم قاسم من رجال الدين شيعة وسنة 0
لقد تجمع اكثر من عامل الان في العراق ساعدهم في فرض انفسهم كطرف يجب ان يلعب دورا في العملية السياسية الجارية الى ان تحين لهم فرصة الانقضاض على السلطة من جديد ، وبقطار أمريكي آخر ، فالامريكان لايزالون يعتبرونهم ورقة احتياط سيلعبون بها وقت الحاجة اليها ، مثلما لعبوا ، ويلعبون الآن بورقة مجاهدي خلق الايرانية ، والحكومة العراقية بحاجة اليهم بعد أن وجدتهم قد وضعوا العراقيل الكثيرة في طريقها ، فراح رئيسها الدكتور اياد علاوي يفتح الحوار معهم ، بعد أن اجتث الهيئة العليا لاجتثاث البعث ، وبعد أن قل ناصره ومعينه من اطراف أخرى ، حين عركته وعركتهم تجربة مقتدى الصدر المريرة ، كما ان هناك اخرين من حسني النية ما انفكوا يدعون لعودتهم الى الحياة السياسية في العراق تحت ذريعة المصالحة الوطنية التي لا يعترف بها عتاة البعث ابدا، أما هم فقد وطدوا علاقتهم مع جميع المنظمات الاسلامية المتطرفة ، الشيعة منها والسنية ، فسرعان ما اطالوا لحاهم ، ودعوا جند ابن لادن الى العراق ، فاتحين لهم بيوتهم ، متعاونين معهم ، مثلما ساروا في صفوف جيش مقتدى، وهبوا سراعا للزحف مع السستاني ، وهاهم الان جنود وقادة في الحرس الوطني ، مثلما أعلن عن ذلك محافظ الموصل مؤخرا 0
إن الاماني الساذجة التي يطلقها البعض من العراقيين في العودة المسالمة لعتاة البعث الى صفوف الحكومة والحكم ، وتحت ذريعة المصالحة الوطنية ، ما هي إلا بضائع موتى كما يقول الأمام علي عليه السلام 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - بضائع الموتى !