أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - كيف يأكل المنشار ؟














المزيد.....

كيف يأكل المنشار ؟


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 09:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل أن تشن الحرب على العراق كانت أمريكا ، متمثلة بالرئيس الامريكي ، جورج بوش ، واركان ادارته ، يقدمون للعالم من خلال وسائل اعلامهم ليل نهار ذرائع شن الحرب تلك على صدام ونظامه ، وذلك بحجة امتلاك هذا العميل المتمرد اسلحة دمار شامل ، والذي تعهده هو نفسه بالكشف عنها وتدميرها ، وكان ذلك في الاتفاق المذل الذي وقعه وزير دفاعه ، هاشم سلطان ، عن جانبه ، ووقعه شوارسكوف عن الجانب الامريكي في خيمة صفوان ، حين وضعت حرب " عاصفة الصحراء " أوزارها ، ثم جرى ما جرى من تقاطر فرق التفتيش التي اكلت من اموال النفط العراقي حتى اتخمت، أو من الرشى التي قدمها صدام لاعضائها ، أملا في خلاصه وخلاص نظامه من مصير رسمته له أمريكا التي نصبته حاكما على العراق ، وبامتياز واحد هو كونه منزوع الوطنية ، فاقد الضمير ، ولم يكن برا في يوم ما بالعراق وباهله 0
ورغم محاولات صدام الكثيرة في الخلاص من الورطة التي وضع نفسه فيها، وذلك حين عرض سخيا ! على كل من بريطانية وامريكا بيع برميل النفط الواحد لهما بخمسة دولارات ، مثلما صرح بذلك السفير الانجليزي المعين أخيرا في بغداد قبل أيام ، وما درى أن اليد التي صنعت منه بطلا مزيفا ، قد آن لها أن تستبدله اقتضاء لمصالحها ، وهي تفتح عيونها على مستقبل جديد لعموم المنطقة ، تقوم هي برسمه ، وتعد له أحجار شطرنج جديدة 0
وبهذه الحقيقة نزل تصريح الرئيس الامريكي ، جورج بوش ، على وسائل الاعلام واضحا لا لبس فيه ، وذلك حين يقول :
انه حتى لو كان يعرف من قبل ما يعرفه اليوم بشأن العراق، فانه كان سيتخذ القرار نفسه بشن الحرب لاسقاط نظام صدام حسين ، واضاف : إن القرار الذي اتخذته، بناء على ذلك ، كان قرارا صحيحا، وكنت سأتخذ مثله اليوم على الرغم من عدم العثور على اسلحة دمار شامل .
ومن الحقائق الاخرى هو النفاق الذي عرف به من يبكون على العراق وعلى شعبه من أمثال : الملك عبد الله في الأردن ، والرئيس المصري ، حسني مبارك في مصر ، واللذان ينطبق عليهما المثل المصري :( منشار صاعد يأكل ، ونازل يأكل 0) فلقد جندوا وسائل اعلامهم قبل الحرب الاخير ، دفاعا عن صدام ونظامه ، وعن العراق وشعبه كما كانت ابواقهم تزعق دائما ، ولكن الحقيقة كانت خلاف ذلك ، وها هو تومي فرانكس ، قائد القوات الامريكية التي شنت الحرب تلك يعلن : أن الرئيس مبارك قال له شخصياً في كانون الثاني (يناير) 2003 أن صدام "لديه أسلحة كيماوية وبيولوجية وسيستعملها ضد قواتكم 0 كما أدلى له الملك عبد الله بما أدلى له الرئيس مبارك 0ولا يخفي على القاريء اللبيب الحض الواضح على الحرب الذي تحمله عبارات مبارك ، وذلك بعد أن تيقن هو على ما يبدو أن أمريكا ستشن حربها على صدام ، ولا ريب في ذلك 0
وها هي مصر تستأثر بنصيب كبير من الكعكعة العراقيه ، حالها في ذلك حال الاردن الذي يبكي مواطنوه نظام صدام علنا ، ويلعنون أمريكا ظاهرا ، وهم في الحقيقة من يخدم الجيش الامريكي في العراق ، ويساهمون مساهمة فاعلة في الدعم اللوجستي للقوات الامريكية ، شأنهم في ذلك شأن عرب لبنان الذين تظاهروا ضد اسقاط صدام ، وكانوا في الوقت ذاته ممن يوفر البيوت الجاهزة للامريكان وجيشهم في العراق 0
لقد كشفت عمليات خطف الرهائن في العراق مؤخرا زيف ادعاءات العرب في الأردن وفي مصر وفي لبنان من أنهم يقفون ضد احتلال العراق ، وفي الوقت نفسه تجد شركاتهم ومواطنيهم في خدمة الجيش الامريكي ، والمساهمة في دعم عملياته الحربية من خلال الدعم اللوجستي الذي يؤدونه باخلاص له ، لقد اكلوا من لحم العراق زمن صدام ، حين صفقوا له بهتانا ، وهاهم يأكلون من لحمه زمن الأمريكان حين ساندوهم كتمانا ، فكيف يكون المنشار ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان
- لصوص النهار !
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية
- العرب وجثة النظام الصدامي !
- من اللاهوت الى الواقعية السياسية !
- ظرف الشعراء ( 17 ) : الأحوص


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - كيف يأكل المنشار ؟