أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - ابن حنبل و خلق القرآن، زوبعة في فنجان 3/6















المزيد.....

ابن حنبل و خلق القرآن، زوبعة في فنجان 3/6


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 10:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ابن حنبل و خلق القرآن، زوبعة في فنجان 3/6

مقدمة ذات صلة:
" إن في مقدوري أن أتفهّم الجهل، لكنّني لا أستطيع القبول بتمجيده. و أقل من ذلك القبول بحقّه في السّيادة "
يونغ تشانغ

و لم يكتف الحنابلة بتفضيل موقف ابن حنبل على موقف الصديق ابي بكر يوم الردّة، حتى رفعه البعض إلى مقام النبوّة !!" قال قتيبة: إن أحمد بن حنبل قام في الأمّة مقام النبوّة " إهــ!!! و كأن الأنيياء المغاوير، قد بعثوا دراويشا يتبرّك بهم الظلمة (وهم شرّ البريّة)، تبركهم بأحمد بن حنبل صنم السلفية، وكأن الأنبياء لم يبعثوا شوكا في حلوق الطغاة، و قذى في أعينهم... " كتب المتوكل[ ملك عباسي ] الى أحمد بن حنبل [ يقول ]: أني أحبّ أن آنس بقربك، و بالنظر اليك، و يحصل لي بركة دعائك " ! فالمتوكل (إلإرهابي العباسي)، الذي نراه هنا يفيض حنانه، و رعايته الملكية على فقمة سلفية عمياء، ينقـلب الى آلة دموية لا يشفي غليلها غير مباشرة القتل بنفسه، حين يعرض عليه عالما ربانيا من طراز الشهيد الكبير احمد بن نصر الخزاعي، الرجل الذي يعدّ بحقّ، بطل محنة خلق القرآن . لقد تفطن أحمد بن نصر الخزاعي، الى موضع الخلل، وأدرك أصل العلّة، فــقدّر انّ من الضروري إستبدال القيادة العباسية السفيهة، بقيادة ملتزمة بقضايا الأمة، كما أدرك أن مسألة خلق القرآن قضية يراد بها الهاء الناس عن قضايا الشورى و العدال والحرية والمساواة. لأجل ذلك لجأ إلى الحلّ الجذري، والمتمثل بالإطاحة بالملك السكّير و بالملكية الفاسدة، فرتّب حركة عسكريّة لم يكتب لها النجاح لأسباب تنظيمية. و حين قبض عليه، حقّق معه المتوكل بنفسه، وسأله في جملة ما سأله، عن مسألة خلق القرآن فردّ عليه الرجل الكبير بإحتقارشديد( نقل عن احمد بن نصر الخزاعي أنه كان يلقب المتوكل أثناء دروسه [الغير قانونية] بالخنزير) قلت، ردّ عليه بقوله: " مالك و العلم؟! إنما أنت نطفة خمّار في رحم قينة" ! فقام اليه المكل العباسي الشقي، فقـتله بيده.. فكان أحمد بن نصر الخزاعي البطل الحقيقي في قضية خلق القرآن، و ليس ذاك "الإبن حنبل" الذي ذكر بعض العلماء أنه لم يعذب إلاّ صوريا ،وقيل لم يعذب اصلا، وقد أقـرّ بخلق القرآن. مع الإشارة، الى ان تصريح ابن حنبل بعد انتهاء المحنة، بعدم خلق القرآن، لا يختلف في بدعيته و سفسطائيته وفي صرف المسلمين عن جوهر قضاياهم، عن القول بخلقه، لأن رسول الله و صحابته لم يثيروا تلك المسألة بالمرة، و كذلك فعل العقلاء من امة محمد:" كتب المريسي الى ابي يحيي منصور بن محمد: اكتب القرآن خالق أو مخلوق , فكتب اليه:" عافانا الله واياك من كل فتنة، و جعلنا واياك من اهل السنة و ممن لا يرغب بنفسه عن الجماعة، فانه ان تفعل فاعظم بها منّة، و ان لا تفعل فهي الهلكة. و نحن نقول ان الكلام في القرآن بدعة يتـكلف المجيب ماليس عليه، و يتعاطى السائل ما ليس له، و ما نعلم خالقا الا الله و ما سوى الله مخلوق، والقرآن كلام الله، فانتبه بنفسك الى اسمائه التي سماه الله بها فتكون من المهتدين. و لا تسمّ القرآن باسم من عندك فتكون من الضّالين " (1)



ورغم بدعية القول بخلق القرآن أو عدمه، فقد جعلت السلفية القول بعدم خلقه أصلا من أصول السنة و الجماعة، كما كفّر بن حنبل القائل بخلق القرآن، كما كفّر أيضا المتوقف في المسألة! فلو اكتفيت بالقول بأنك لن تجيب عن سؤال القرآن مخلوق أو غير مخلوق، تقززا من البقرة السلفية المجنونة التي تستنطقك، ثم إقتداءا بمحمد وصحابته، ولأنّ المسألة بدعيـّة فوق كونها هامشــية و مضللة عن قضايانا، لو فعلت ذلك، فستخرج من دين الإسلام بقرار حرمان سلفي بطريركيّ.... تحت عنوان " باب ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكّا فيه أنه غيرمخلوق " ، ذكر" الشيخ الامام العالم الحافظ هبة الله ابي الحسن بن منصور الطبري اللالكائي في كتابه شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة واجماع الصحابة والتابعين من بعدهم " في الجزء الثاني ص 357/358 روي عن أهل المدينة هارون بن ابي علقمة الفروي قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون من وقف في القرآن بالشك فهو كافر، قال:" و سمعت عبد الملك خاصة يقول: من وقف في القرآن بالشكّ فهو مثل من قال مخلوق، كما قال ابو مصعب احمدبن ابي بكر: من وقف في القرآن فهو كافر" قال محمد بن مسلم بن وارة قال لي ابو مصعب: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، و من قال لا أدري يعني مخلوق أو غير مخلوق فهو مثله" ّّّّّ!!! ثم قال : بل هو شرّ منه، فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فأعجبه و سرّ به" إهــ وهذا التشدّد ليس غريبا عن المدرسة السلفية، فإبن حنبل( الذي يعد إمام المكفّرين المتشددين) يجعل صلاة المسلم باطلة، لو سلّم قائلا: السلام عليكم أو قال السلام عليكم ورحمة الله و لم يقل السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرتين!. كما تكفّر المدرسة الحنبلية مفتتح الصلاة المتلفظ بكلمة "أكبر" بهذا الشكل" أكبار"(التي تعــني طبلا في لغة الضاد!) جاء في كتاب "القول المبين في اخطاء المصلين" ص 228 لمشهور حسن سلمان ما يأتي نصّــه " و من اغلاط بعض الأئمّة إدخال همزة الإستفهام على لفظ الجلالة فيقولون آلله اكبر، وهذا كفر لفظي،او ادخال همزة الإستفهام على لفظ اكبر فيقولون آكبر فيكون آكبر خبرمبتدأ محذوف تقديره أهو أكبر؟ وهذا كفر أيضا. ومن أغلاط بعضهم، ادخال الف بعد الباء و قبل الراء فيقولون أكبار فيكون جمع كبر بفتح الكاف وجمع كبر وهوالطبل، و كلاهما كفر لا يصح ّاطلاقه على الباري سبحانه وتعالى"...
كما زادت المدرسة الشافعية( التي تمثل الوجه الثاني للعملة السلفية المزيفة) الطنبور نغمة، بتكفيرالمتلفظ بتكبيرة الإحرام بشكل يوحي بمعنى عجيب لم تفــلته أجهزة الرصد الإلكترونية للسلفية المتشددة : "خامسها ان لا يمدّ الباء من لفظ أكبر فلا يصح ان يقول الله اكبار فلو قال ذلك لم تصح صلاته سواء فتح همزة اكبار أو كسرها لأن اكبار بفتح الهمزة جمع كبر و هو اسم للطبل الكبير، وإكبار بكسر الهمزة اسم للحيض"(2) وكأن سيبويه هو الذي إنتصب يصلىّ، و ليس انسانا عاميا قد يكون أميّا ، ولكن سوء الظن بالغير، والمسارعة في التضليل و التكفير، ميزة سلفية لا يماريهم فيها احد، أراح الله منهم العالمين ... مع العلم أن الحنابلة يجعلون دية المرأة نصف دية الرجل، كما يجيزون للأب تزويج ابنته كرها بمن لا ترغب به، كما يمنعون المرأة من زيارة قبر فلذة كبدها، و كأنها أقل عطفا عليه من أبيه الذي وضعه شهوة بينما حملته هي كرها ووضعته كرها. وقد بلغ المنع الى درجة وقوف حارس على باب المقبرة يصدّ عنها كل أم أوأبنة أو أخت تريد دخولها،الى غير ذلك من السوآت و المخازي .

و قبل ان تناول بشيء من التفصيل قضية خلق القرآن التي جعلت المسخرة مفخرة، و الخيبة مأثرة ، و العجز اعجازا و الهزيمة انجازا(3) و من ابن حنبل بطلا خرافيا، لابد لنا من نظرة سريعة، نتعرف خلالها عن الملابسات التي واكبت القول بخلق القرآن، لأن قضية خلق القرآن، قد سبقت بقضايا عقائدية اخرى. ولأن قضية خلق القرأن ـ وهذا الأهمّ و الكارثيّ في المسألة ـ كانت مقدمة اشهارية سبقت تدوين السنة(4) وفق العقل السلفي الكليل ورؤيته الكهنوية الفاصلة بين الدين و السياسة، و بين الدين و العدالة، ثم اعتبار تلك السنة مصدرا مقدما على كتاب الله !

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بن عبد ربه العقد الفريد ج2ص 375
(2) ما عساهم قائلين لو سمعوا المؤذن الإفغاني، يردد على التوالي اجحد ان لا اله الا الله و اجحد أن محمدا رسول الله و هو يعني بها اشهد أنل ا اله الا الله و اشهد أن محمدا رسول الله، لا شك انهم سيعدمونه حالاّ !
(3) عوائد القادة من عائد بيع الغاز
ألغاز !
و نومهم للغرب باختيارهم إن جاز، انجاز
و سيرهم نحو العدى
زحفا على الأعجاز، إعجاز !
تلك خفايا وضعنا بمنتهى الإيجاز!
( أحمد مطر)
(4) لست من الجماعة التي تسمى نفسها "أهل القرآن" و التي تنكر السنة . فالسنة تفسر ما اجمله القرآن.. لأجل ذلك أوافق على أكثر من ثمانية اعشار ما جاء في كتب الحديث ( البخارى و غيره) أي فيما يتعلق باحكام الصلاة و الحج و الميراث و الزواج و الطلاق و السلم والحرب و البيع و الشراء و لكن الإشكال يتمثل في الأحاديث التي تتعلق بشؤون الحكم و بعلاقة الحاكم بالمحكوم .
ـــ غضب النبي محمد حين راى بين صحابته من يدون حديثه الذي نهى عن تدوينه فقال عليه السلام محذرا"اكتاب مع كتاب الله ؟! ما ضلّ الأمم قبلكم الا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله "... لأجل ذلك لم يكتب الحديث لا في حياة الرسول ولا في عهد الراشدين من خلفائه.



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن حنبل* و خلق القرآن، زوبعة في فنجان2/6
- ابن حنبل و مهزلة خلق القرآن1/6
- ما صحّ عن فضائل امريكا!!
- أحمد بن حنبل: جعجعة بلا طحين2/2
- احمد بن حنبل: جعجعة بلا طحين 1/2
- صورة (قصة قصيرة على هامش قضية نور الشريف)
- الفكر السلفي كان سبب سقوطنا في الماضي و الحاضر
- مكونات المخزن السلفي المدمر للإنسان و العمران
- تعريف السلفية 2/2
- تعريف السلفيّة 1/2
- وصيّة!!
- مصطفى محمود ووالدتي حبيبة طليبة
- رد على تعليق للسيد عبد القادر انيس
- عقوق (قصة قصيرة )
- الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48
- عدوّ!! ( قصّة قصيرة)
- سيد مصطفى حقي... قليلا من الإنصاف!
- منام !! ( قصّة قصيرة)
- النقاب الوهّابي خطيئة علمانية
- إعتذار لكل النساء و الكتاب و القراء يليه رد على السيد عبد ال ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - ابن حنبل و خلق القرآن، زوبعة في فنجان 3/6