أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - ابن حنبل* و خلق القرآن، زوبعة في فنجان2/6















المزيد.....

ابن حنبل* و خلق القرآن، زوبعة في فنجان2/6


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 12:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أطرف كاهن لأطرف أمّة :

اذا تخيلنا مجموعة ما من المتظاهرين، وهم يقفون امام قصر ملك في بلاد يتمتع اهلها بفضيلة العقل و تقديس الحرية، و يمتازون ( على خلاف جماهيرنا الإسلامية البلهاء) بعدم احترام
من يستبلههم و يسخر(ولو بحسن نية قاتلة وان كانت صادقة) من معاناتهم. قلت اذا تخيلنا هؤلاء المتظاهرين وقد رفعوا لافتات تشرح جور اصحاب السلطة في تلك المملكة، وتذكر الم الحرمان الذي يكابدونه، وآثار التعذيب التي قرحّ اجسادهم، و تشرح مرارة فقدان أحبتهم الذين قضوا بين قتيل وفقيد ومشرّد في الأرض، بسبب وحشية القائمين على تلك المملكة . ثم اذا تخيلنا ايضا أن هؤلاء المنكوبين، قد فوضوا احد من وثقوا بكثرة ما حفظ من دستور تلك البلاد عن ظهر قلب . ليفاوض الملك باسمهم، و يطالبه بتنفيذ الدستور، و احترام ما جاء فيه من ضرورة تكريم المواطن ورفع الضيم عنه، والعمل على رفاهيته، ثم اشـراكه في القرارات المصيرية للمملكة، و تمكينه من انتخاب من يختاره حاكما عليه، من بين اهل الفضل والعلم. وبعد مكوث المفاوض في القصر الملكي عدة شهور مزعجة، تضاربت فيها الأقوال وكثرت فيهاالإشاعات بين كونه قد قتل أو سجن أو نفي خارج البلاد، ظهر للعيان،(هكذا فجأة )، وهو ممزق الثياب، وعلى ظهره آثار جراح مندملة، ليطمئن المتظاهرين المتعطشين الي الحرية و الكرامة و العدل، بان مفاوضته مع الملك قد اسفرت عن تغيير تاريخي، وانه لولا العناية الإلهية التي اصطفته دون سواه، ليتم على يديه حل أعظم إشكال كان يحول بين اقرار العدل و المساواة الحرية، لما جنبت المملكة كارثة مؤكدة كانت، لولا حضوره، ستقضي على الأخضر واليابس. و حين طلب من ذلك المفاوض التعيس مزيد الشرح اضاف انه قد حقق نصرا في مجال حقوق الإنسان، حين صمد أمام الملك" بكل قوة و اصرار" فرغم التعذيب الذي سلطه عليه زبانية الملك، فانهم لم يوفقوا، بمعونة الله و توفيقه، الي انتزاع ادنى إقرار، يفيد بان الحبر الذي كتب به دستورالبلاد، هو حبر صيني! و قد اخبرهم ذلك المفاوض" الشهم "، ان ملك البلاد قد أعجب كثيرا بشجاعته، و سحر بفطنته، و سرّ بحرصه على المصلحة العليا للمملكة. فمنحه وســام شــرف و سماه " ناصر الدستور، و مفخرة الدهور" ، كمل اعترف له و هي يقبل رجليه، و ينتحب بين يديه، بانه كان متجاوزا لدستور البلاد، حين خيل له شيطانه المريد، وفكره غير السديد ،أن الحبر الذي كتب به دستور المملكة السعيدة كان صينيا ولم يكن تايلنديا ! و بانه سوف يستدعي اكثر الشعراء نبوغا، لصياغة نشيد رسمي جديد يتضمن ذكر نوعية الحبر المذكور الذي خط به الدستور. وبعد ان جفف الملك دموعه، جعل المفاوض يوقع نيابة عن سكان المملكة، و نيابة على كل الأجيال القادمة، بان مجرد اعتراف الملك الظالم بان الحبر هو تايلندي الصنع. سيعفيه هو و من سيخلفه من ذريته في حكم المملكة السعيدة بأمثال ذلك المفاوض الفطن، من اقرار الحرية والمساواة، و من تحقيق العدالة للمواطنين و المواطنات، الي يوم بعث الديناصور، و قيام الموتى من القبور! كما تطوع ذلك المفاوض الأحمق" بتبشير" المواطنين المتلهفين على ارساء الحرية، و العدالة و المساواة بأنه قد امضي باسمهم، على وثيقة تبيح لملك البلاد، شنق أي مواطن تبلغ به الخيانة و الهرطقة حد الزّعم بان الحبر موضع النزاع هو صيني و ليس تايلنديا!
لو تخيل أحدنا أن ذلك المفاوض البائس قد سلم ( حتى لو استظهر بكل الشـهادات الطبـية التي تؤكد جنونه المطبق) من اللطم و الشتم، و تمزيق الثياب وخدش الإهاب، و النعت بالبقرة المأجورة ، و بأحمق المعمورة، و يمهرج السلطان و باضحوكة الزمان .. لو تخيل أحدنا أن ذلك المفاوض قد سلم من غضب الجماهير، فقد شابه في حماقته البقر، و استحق صفعة أو ركلة على الدبر!

فنــ" نصرة" بن حنبل للإسلام، لا تزيد عن نصرة ذلك المفاوض الأبله، للشعب المسكين الذي فوضه ليدفع عنه ظلم حاكمه،أما كيف وجد ابن حنبل من يضخم تفاهاته و يمجد ترّهاته ويرفعه على الأعناق، و يتغنى بانتصاراته ضد طواحين الهواء و يجعله ممثلا عن اسلام يهم الشأن الآجتماعي الي حد مساواة المسلم المشغول بنفسه عن اطعام المحتاج المسكين بالمكذب الكافر بهذا الدين!! ، كل ذلك لمجرد خوضه جدلا كلاميا مفتعلا لم يشبع جائعا ولم يحقن دم مظلوم و ولم يقيد ظالما و لم يوقف مستغلا و لم تمنع حكما وراثيا ولم يحدث مساواة، فلأننا أمة لا تستحق الحياة، و شرف الإنتماء لهذا الدين،.والا لما ابهرتنا فقاعات الهواء، و ركنا الي الظلمة ركون الإماء و قدسنا كهنة أغبياء، حتى استغفلتنا أمم الأرض الغالبة، لتفرض علينا كل طبل اجوف كقائد محرّر.
يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الجواد يس السلطة في الإسلام العقل الفقهي السلفي بين النص و التاريخ ص78/88الطبعة الأولى 1998 المركز الثقافي العربي
(2) د. أحمد صبحي منصور التأويل . فهم النصوص القرآنية في الفكر الإسلامي من بدايته الى نصر حامد أبو زيد ( خاص بموقع آراب تايمز)
(3) أحمد أمين ضحى الإسلام ج3ص164مكتبة الأسرة1999
(*) عن عقل بن حنبل كتب طارق حجي :
" منذ شرعت فى دراسة الفقه الإسلامي وعلم الكلام وتاريخ المسلمين إبان دراستي للماجيستير فى القانون المقارن والشريعة الإسلامية (1971-1973) وأنا بالغ الإهتمام ألا َ يكون هناك كتاب من مؤلفات الأقدمين أو المحدثين أو المستشرقين فى هذه المجالات إلا وأكون طالعتها مطالعة مدققة . وقد إستلزمت هذه الرحلة مطالعة مئات الأسفار فى علوم القرآن والسنة والإجماع والقياس والإستحسان والمصالح المرسلة وسائر علوم الحديث والفقه على المذاهب السنية والشيعية والخارجية (وبالذات فقه الخوارج الإباضية) وكذا جل ما كتب فى السيرة والتاريخ الإسلاميين والفلسفة الإسلامية (الكلام) ... وإذا كان لي أن أورد فى عجالة أفضل ما قرأته خلال تلك الرحلة الطويلة (قرابة ثلث القرن) وما طالغته خلالها (نيف وثلاثة ألف سفر فى علوم الإسلام التى أشرت إليها آنفا) فهى عبارة أبي حنيفة الفذة (علمنا هذا رأي ؛ فمن جاءنا بأفضل منه قبلناه) ومعناها أن كل هذه العلوم وضعية أي من عمل الإنسان ؛ وهو ما يخالف ما يحاول رجال الدين منذ عهد أول الملوك الأمويين (معاوية) تثبيته فى الأذهان والصدور والضمائر عندما يقولون (رأي الدين) وليس (رأي رجال الدين) ... أما أشد من عرفتهم - خلال تلك الرحلة - ضيق أفق وخوفا من التفكير ومعاداة للعقل وتثبيتا للطاعة والإتباع محل التفكير والجدل والإبداع فهم أحمد بن حنبل وإبن تيمية وإبن قيم الجوزية (من الفقهاء) ومحمد بن عبد الوهاب (من الدعاة) والرجل الذى سدد الضربة المميتة للعقل المسلم المسمي (بدون وجه حق) بحجة الإسلام أبي حامد الغزالي ... وأما أنبه عقل بشري مررت به خلال تلك الرحلة فهو إبن رشد صاحب (فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من إتصال) وكذلك إبن سينا والفارابي ... وقد أجبت ذات يوم عن أغبي العقول التى مررت بها خلال تلك الرحلة ؛ فقلت (بلا ذرة تردد هو من الفقهاء أحمد بن حنبل ومن الدعاة محمد بن عبد الوهاب) ... وعلى كثرة ما قرأت عما جلبه عقل أحمد بن حنبل على المسلمين من سوء العاقبة فإنني لم أقرأ ما يلخصه أفضل من مقطع رائع فى قصيدة رائعة للشاعر المعاصر حمادي بلخشين التى يتحدث فيها عن أحمد بن حنبل فيقول :

ايها الشعب المداس
لا فكاك لكمو من قبضتي أو لا مناص
أحمد دين ابن حنبل
رحمة الله عليه
فهو من أقعدكم عن كل سعى للخلاص
فتحياتي الى روح عميد السلفية
ليتني كنت عليما بملامحه البهية
لأسوي الف تمثال له
كي يحلّيّ مدخل كل المخافر
ووزارات الشؤون الداخليّة.
طيب الله ثراه
إنه كان بلا أي جدال
أكفأ الضباط في قمع الرعية
(تجد القصيدة كاملة، في الرسالة الأولى من كتابنا كوكتيل سلفي)

(4) أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتم و لا يحض على طعام المسكين ـ قرآن



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن حنبل و مهزلة خلق القرآن1/6
- ما صحّ عن فضائل امريكا!!
- أحمد بن حنبل: جعجعة بلا طحين2/2
- احمد بن حنبل: جعجعة بلا طحين 1/2
- صورة (قصة قصيرة على هامش قضية نور الشريف)
- الفكر السلفي كان سبب سقوطنا في الماضي و الحاضر
- مكونات المخزن السلفي المدمر للإنسان و العمران
- تعريف السلفية 2/2
- تعريف السلفيّة 1/2
- وصيّة!!
- مصطفى محمود ووالدتي حبيبة طليبة
- رد على تعليق للسيد عبد القادر انيس
- عقوق (قصة قصيرة )
- الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48
- عدوّ!! ( قصّة قصيرة)
- سيد مصطفى حقي... قليلا من الإنصاف!
- منام !! ( قصّة قصيرة)
- النقاب الوهّابي خطيئة علمانية
- إعتذار لكل النساء و الكتاب و القراء يليه رد على السيد عبد ال ...
- عن ضرب شاذات النساء في شرع خاتم الأنبياء


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - ابن حنبل* و خلق القرآن، زوبعة في فنجان2/6