أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - وصيّة!!














المزيد.....

وصيّة!!


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 10:58
المحور: الادب والفن
    


وصيّة!!

كان وليّ العهد يتأهب لإجتياح ممثلة أمريكية من الدرجة الثانية، كان قد فرغ من تسليمها شيكا بمليون دولار لقاء حلولها بفراشه لليلة واحدة ، حين دعي للقاء والده المحتضر ... دخل عليه متبرّما، بمجرّد جلوسه الي جانب فراشه، شرع الملك المحتضر يقول بصوت متقطع:

ـــ أي بنيّ، أردت أن أدلى لك ببعض المواعظ التي قد تنفعك في مسيرتك القادمة... أي بنيّ أرم عنك الطوباويّة و أنبذ الوعود التراثية.. أي بني لتكن زجاجة ويسكي فوق طاولة تشربها رفقة جاكلين أو Hanna ، أوثق لديك من ملء المحيط الأطلسي من خمر الجنة!، و لتكن سوداء أثيوبية، فوق التبن ملقيّة، كأن طيزها ليلة شتويّة، أضمن لديك من مائة حورية على الفرش الحريريّة. أي بنيّ انكح نكاح مودّع، و كل أكل من يموت غدا، يا بنيّ... حتى يهلك الكهل و الصبيّ، و تبقي أنت الحيّ، ليكن أول الطبّ لديك الكيّ... أي بنيّ، أهدمها على رأس من بناها، و أبطش بطش من لا يخاف عقباها. أي بنيّ أوصيك بالرعيّة شرّا، فليس أضمن من تجويعها و ترويعها، سبيلا لدوام طاعتها، و لزومها جماعتها "أفرض عليها الموت حتى ترضى بالحمّي" ثم تحمدك عليها. أي بنيّ. إن خشيت فردا فأنسف دارا، و إن خشيت دارا فأنسف قرية، و إن توجّست من قرية، فانسف مدينة. أي بنيّ كن لأمريكا سجّادا تكن لك سربالا، و كن لها كلسونا، تكن لك سروالا...

تطلّع ولي العهد الي ساعته الذهبية، تأفف طويلا، حدث نفسه" سأهب هذا القرد العجوز دقيقة أخرى فقط، ليذهب بعدها للجحيم" بلغه صوت والده:
ــــ ...أي بني أخفض لأمريكا جناح الذلّ، ولا تــلعب دور البطل، أدر لها الخدّ بعد الخدّ، و لا تؤخر خيانة اليوم الي الغد، فـــقد ولّى زمن
لأديولوجيات، و انقضى عصر البطولات، بعد كمال دين الديمقراطية، ودخول الناس أفواجا تحت المظلة الأمريكية...أي بنيّ، الله الله في أمريكا لا تبغ لها شريكا. بيدها إقامة و تقويض الدول و الممالك، ولا يزيغ عن طاعتها إلا هالك، بعروتها أعتصم، وأحرص على أن لا تسمع منك إلا "ياس، ياس" أي نعم، نعم ، فموجز الكلم " قل أمريكا ثم أستقم "، أي بنيّ...

ضجّ ولي العهد من كثرة ما سمع، خطرت بباله مونيكا المهجورة في أشهى وضع و صورة ، انتفض قائما كالمسعور، دنا من والده نزع عن وجهه الملكيّ كمّامة التنفس الأصطناعي، التي كانت تربطه بالحياة، و تمنع وروده معسكر الأموات. جحظت عينا الملك زاد، صدره اهتزازا و جبينه تعرقا، امتدت يدان واهنتان تمسكان سترة القاتل . تأخر ولي العهد خطوتين، بعد أن نجح في تخليص نفسه من قبضة الرجل الذي يكابد آلام النزع. قال وهو يسوى ما تشوش من لباسه:
ـــ آسف، انتهت حصّتك التي وهبتها لك من وقتي الملكيّ، كان يجب عليّ أن أقوم بهذا الإحتياط الأمني، هكذا علمتني. لا يعقل لمن يسابق الردى وقد يموت غدا، أن يترك شقراء أمريكية على الفراش منسيّة ، كما لا يمكنني تركك وحيدا، فقد تعيّن سواي، فتبطل مسعاي.
اتجه ولي العهد الي مرآة قريبة سوّى شعره.... قبل أن يوصد الغرفة التي تضمّ الملك المحتضر، ألقى نظرة أخيرة على الشيخ الذي كان يجود بآخر رمق. أشار إليها محييا:

ـــ" آم فيري سوري" أيّها المعلّم الأب. أبلغ تحيّاتي إلي أبي لهب!

أوسلو 28 جوان 2009



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى محمود ووالدتي حبيبة طليبة
- رد على تعليق للسيد عبد القادر انيس
- عقوق (قصة قصيرة )
- الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48
- عدوّ!! ( قصّة قصيرة)
- سيد مصطفى حقي... قليلا من الإنصاف!
- منام !! ( قصّة قصيرة)
- النقاب الوهّابي خطيئة علمانية
- إعتذار لكل النساء و الكتاب و القراء يليه رد على السيد عبد ال ...
- عن ضرب شاذات النساء في شرع خاتم الأنبياء
- رد هادىء على السيدة وفاء سلطان
- الصّوفية، مرّة أخرى و أخيرة (مآذن خرساء 46/48)
- في بلادي، الفقراء يشنقون أنفسهم.( مآذن خرساء 45/48)
- مصر، لا نور الشريف هي الخاسر الأكبر
- شراء بيت بربا ( مآذن خرساء 44/ 48).
- صدق الطنطاوي وهو الكذوب!
- من جرائم الأمم المتحدة.( مآذن خرساء 43/48)
- كل شيء عن الصّوفية المدمّرة (مآذن خرساء 43/48)
- العدل أساس الملك ( مآذن خرساء 41/48)
- مع شيعيّ غاضب ( مآذن خرساء 40/48)


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - وصيّة!!