أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48















المزيد.....



الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 20:08
المحور: الادب والفن
    


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ 47 ــ عنصريّة طبيبين نرويجيّين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت لا ازال شديد الإكتئاب بعد مضيّ أكثر من يومين من تعرّضي الى اعتداء عنصري سافر، ليس من قبل عجوز متوترة تعاني وحدة يائسة، أو من قبل مدمن مخدرات لا يعي ما يفعل، أو من قبل شاب طائش، بل من قبل شخص ناضج كان من المفترض أن يكون مسؤولا. لأنه آخر من يتوقع منه التعبير الصّريح عن عنصرية لا غبار عليها ... "أليس في اوسلو غير أسرتي ، حتى اتعرض مع زوجتي و في ظرف أسبوع واحد الى تمييز عنصري؟" .
أول أمس دخلت زوجتى وهي غاضبة، قالت وهو تنزع حذاءها :
ــ تصوّر... طبيبي الخاص رفض اليوم استقبالي!
زوجتي... وعلى خلافي. لا تترك لمن أساء اليها أي فرصة الإعتذار.. بل تهاجمه فورا ... أنا شخص مسالم و حسن النية .
قلت لها متوجسا:
ــ لعلك اسأت اليه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 243 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ كانت أوّل مقابلة لي معه ... فور خروجه من مكتبه، تطلع الي ثم قال: آسف لن أقبلك!
ــ عندي موعد محدّد
ــ لا اعني ذلك... لن اقبلك لأنني لا أحبّ المسلمين!
أصابتني دهشة منعتني من الكلام. استمر الدكتور النرويجي يقول :
ــ في الأسبوع الماضي قتل زميل لي من قبل شابّ جزائري ... مسلم مثلك.
ــ اذن يحق لأي مسلم في النرويج أن يزهق روحك، لأن نرويجيا مثلك قتل افغانيا في كابول ؟!
انصرف وهو يلوح بيده:
ــ لا اريد قبولك.. وكفي!
ناديته :
ـــ لحظة واحدة.
وقف، لكنه لم يلتفت اليّ .
ـــ ماذا تريدينّ. القضية انتهت بالنسبة لي.
ـــ لو كان زميلك من نفس فصليتك ، فلا يستحقّ غير تلك النهاية!
تركته يغمغم ثم اغلقت باب العيادة بعنف .

ما حدث لي أول امس . كان مشابها تقريبا لما حدث لزوجتي في الأسبوع الماضي، المؤلم ان طبيبي الخاص كان يعرفني مسبقا ..رغم ذلك، استقبلني بوجوم. رافضا مجرد السلام علي ولو شفويا !
كنت جالسا في قاعة الأنتظار حين دخل علي. لم ينبس بكلمة. وقف بجواري . وقفت بدوري . كان يمسك قصاصة . تطلع اليها، مليا ثم همهم :
ـــ سامي ؟
ـــ نعم.. أنا هو.
ولاني ظهره، مشيت خلفه. دخل مكتبه. تبعته. توجّه مباشرة نحو كرسيّه الدوار. انتظرت حتى جلس في مكتبه. لم يأذن لي بالجلوس. جلست لوحدي، سألني عن تاريخ ميلادي، ثم تاكد من مقر سكناي... دون ان يرفع راسه عن شاشة الحاسوب...سألني عما اشكو منه ... بعد الفراغ من العيادة .. نهض من مكانه . وجدتني اقول له :
ــ لكنك لم تسلمّ علي!
تطلع الي بملامح لا تحمل أي عزاء :
ــ حقّا ؟
ــ نعم لا باليد، ولا بالتحية!
لم يعتذر... اكتفى ببسط يده نحوي، كان يعتقد ان مصافحته سوف تمنحني امتيازا، لم اخبره انني انسحبت في الشهر الماضي من Fontene huset. حين وجدت امامي "بوندفيك" رئيس الوزراء يهمّ باجتياز بابها الرئيسي مع ثلة من الصحفيين.. في لحظة واحدة فكرت و قررت ثم تراجعت..." اذا دخلت سأضطر الى مصافحته و ستعرض صورتي في التلفزيون...لن يحدث هذا أبدا ... لئن أضبط و انا ازني أفضل لي من ان أضبط و انا اصافح صانع سياسة معادية لثقافتي و لأمتى ... لن اضع يدي في يد شخص وافق على ارسال جنود الى بلاد المسلمين. كما وافق قبل ذلك على دعم ياسر عرفات و مواصلة العقوبات الإقتصادية على شعب العراق.. لو صافحته سأفقد كل احترام لنفسي... اذا كانت مصافحة رئيس الوزراء تسرّ حبيب الرحمن و مسؤولي الرابطة الإسلامية فانها تسيء اليّ إساءة بالغة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 244 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تركت يد الطبيب النرويجي معلقة في الهواء . قلت له ببرود:
ــ لكنني لا اريد مصافحتك!
سلمني ورقة الدواء . خرجت

حين هممت بدخول العمارة اللعينة سمعت صوتا يناديني
ــ سامي سامي... انتظر.
حين التفت... رايت وجها صوماليا يبتسم لي.
أخيرا... محمود يظهر بعد ستة اشهر... كم بحثت عنه .
قال وهو يعانقني:
ـــ السلام عليكم
ـــ وعليكم السلام، اين كنت طوال هذه المدة؟
ــ كنت في اليمن. التقيت بعائلتي هناك... لأول مرة بعد 13 سنة.
قيل ان اليمن قد استطاعت المحافظة على اصالتها، و دون سواها من بلاد الدنيا... لأنها لم تتغير منذ خلقها الله!
ـــ كيف كانت حالهم؟
ـــ كلهم بخير.... اعتذر عن تأخري في ارجاع كتابك.
ـــ في الحقيقة... ليس الكتاب هو الذي اشتقت اليه بل رسالة رشيد .
قال وهو ينزل حقيبة كان يحملها فوق ظهره:
ــ بالفعل وجدت الرسالة ... و لكن قبل ثلاثة ايام فقط من رجوعي من اليمن .
اخرج محمود كتاب " اختلاف الفقهاء " ثم فتح غلافه الخلفي حيث يرقد ظرف اصفر سلمه لي و هو يكرر اعتذاره .
ـــ شكرا محمود... بالمناسبة هل قرأت الكتاب؟
ـــ ليس بعد، نسيت ان اخبرك أنه فور سفر رشيد رحمه الله وصلتني برقية من اليمن تعلمني بوصول والدتي و اخوتي الثلاثة الي هناك . كان علي ان اسافر قبل اقل من يومين.
أعدت اليه الكتاب :
ـــ يمكنك الإحتفاظ به نهائيا .
ـــ شكرا جزيلا الكثير من دارسي العلم الشرعي يبحثون عن نسخ منه .
منذ اشهر طويلة بدات حملة احراق كتب كثيرة قدرت أن استمرار رواجها لا يعني غير استدامة سقوط المسلمين...وددت لو كانت لدي مدفأة في شقتي حتى يتسنى لي حرق الكثير من الكتب المزعجة .... عمر بن الخطاب احرق احاديث كثير ة راي انها وجودها يشكل ضررا على نقاء الإسلام. ووضوح تعاليمه كذلك فعل غيره.
ـــ تفضل بالدخول ... ساقدم لك طعاما تونسيا .
ـــ آسف، عندي موعد بعد عشر دقائق .
ــ أذن، نلتقي مرة اخري .
ودعني محمود ثم انصرف . لم يبتعد أكثر من عشرة امتار . توقف .. تقدم نحوي و هو يفتش عن في جيب سراويله. حين وصل الي. كانت بيده اوراقا مالية من فئة الخمسمئة كرونة .
ــ نسيت ان اسألك عن شيء ، رشيد يريد مني اربعة ألاف كرونة كيف اصنع بها ؟.
ــ هل ستسافر قريبا الي اليمن ؟
ــ ليس قبل شهرين.
ــ لا باس ... تصدق بهما على المساكين... اشترط عليهم أن لا يقتنوا بها حشيش القات !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 245 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و هو يدسّ المال في جيبه قال ضاحكا:
ـــ ساضطر اذن الى اعادتها الى النرويج مرة أخرى!
في اليمن يسمون مخدر القات قوت الصالحين .لأن المتصوفة كانوا يستعملون تلك النبتة المخدرة للإستعانة بها على قيام الليل
حين اخبرت رشيد بتلك الحقيقة ضحك و قال:
ـــ ليت هؤلاء الحمقى ناموا ولم يستعينوا على طاعة الله بما حرم الله !
ـــ لديّ ايضا زربيّة جديدة اعارتها لنا زوجة رشيد... بمناسبة عرس صومالي . ماذا اصنع بها ؟
ـــ احملها الى مسجد الصوماليين. و ان كنت تعرف صوماليا يريد الزواج فاعطها له!
ـــ المسجد لا يحتاج الى زرابي. ولا اعرف صوماليا احق بالزربية مني!
ـــ خذها أذن!
ذات مرة جامع شيخ زوجته في شهر رمضان، فأمره الرسول بصيام شهرين متتابعين كفارة انتهاكه حرمة الشهر الكريم، اعتذر الشيخ قائلا " يا رسول الله أنا شيخ كبير و لا اقدر على صوم شهرين متتابعين" قال له الرسول: اذن تصدق بكيس كبير من التمر. فقال الشيخ ليس في بيتي تمرا أتصدق به! امر الرسول بان يؤتي بكيس تمر من بيت مال المسلمين. دفع اليه كيس التمرثم قال له :اذهب فتصدق به. قال له الشيخ : ليس هناك احق الناس بهذا التمر مني ! ضحك الرسول وقال انصرف به فهو لك! ...لو عرضت قضية الشيخ على زعيم سلفي لجلد ظهره و ما قبل عذره. كم كان الرسول لطيفا و لينا و متساهلا مع الجميع .


فور دخولي البيت فتحت الظرف تحت عنوان" لأجل هذا تخليت عن جنسيتي النرويجية كتب رشيد" بتاريخ 31/12/ 2006

المرسل : رشيد تاريخ الميلاد و الرقم الشخصي " 08025126144
المرسل اليه دائرة الهجرة و الجوازات .
تقديم صاحب الرسالة :
صاحب الرسالة: رشيد مالك جزائري المولد. قدمت الى النرويج في خريف 1991 تحصلت علي الإقامة الدائمة في نهاية 1993 و على الجنسية االنرويجية سنة 1998 .

إن استيائي العميق لإنتهاك ثقافتي المشنوقة .
ثم ان وجوب توافق مواقفي من الأحداث الجارية على الساحة العالمية، مع فكري السياسي الكاره للإستبداد.
ثم أن ما يمليه عليه ضميري، كمثقف له مؤلفات تدعو في جملتها الى التسامح الديني و التعايـش السلمي بين اصحاب الثقافات المختلفة و تحث على ضرورة تكاتف جميع اصحاب الضمائر الحية لإيقاف الجنون الإدارة الأمريكية و تجريدها من مخالبها ووضعها تحت وصاية ادارة انسانية عاقلة مجردة من الإستعلاء العنصري و الرغبة غير المنضبطة في تحقيق الربح و المكاسب المادية على اشلاء الآخرين ـ
ثم أن احترامي لهويتي العربية التي يشاركني فيها الرئيس المشنوق صدام حسين.
ثم ان ايماني بوحدة الأسرة الإنسانية التي تحتم عل كمثقف مستقل انساني الوجهة، وجوب التضامن مع كل انسان يعاني سوء ادارة الغرب و اصرارها الأحمق على التضحية بسعادة كل البشرية في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 246 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سبيل إسعاد أبناء جنسه .

كل هاته الأسباب مجتمعة. اقتضت مني، في هذا المنعطف الخطير الذي فتح الغرب فيه، بقيادة أمريكا، ابواب الجحيم على نفسه مستهينا بأمن ابنائه، و مقامرا بحياة رعاياه. في سبيل التنفيس عن رغبة دفينة في اذلال المسلمين ... كل تلك الأسباب دفعتني الى التخلي عن جنسيتي النرويجية. كتعبير حضاري عن استنكاري الشديد، و استيائي العميق، لما اقدمت عليه الإدارة السياسية الغربية، ممثلة بامريكا و كل من حالفها سياسيا وعسكريا ( من ضمنها مملكة النرويج)، من اهانة صريحة لا يمحوها اعتذار، لشعور المسلمين قاطبة، باعدام أحد المنتسبين،ــ ولو إسميا ــ الى ثقافتهم الإسلامية، متجاوزة بذلك كل الإعتبارات الإنسانية، والقيم الإخلاقية، محتقرة في سبيل تبليغ تلك الرسالة في اقسى صورها، حتى قانونها الوضعي الذي يحظر اعدام أي شخص، مهما بلغت فظاعة جريمته، في يوم يعتبره مقدسا لديه. مراعاة للكياسة وآداب السلوك ثم درءا لكل تأجيج لمشاعر ابناء طائفته مهما بلغ عددها و تفاهة معتقداتها و قلة ما قدمته للبشرية من خدمات . فما بالك باعدام شخص كصدام حسين هب مدافعا عن وطن منح له القانون الدولي حق الدفاع عنه و تقرير مصيره .. فما بالك بشخص عجزت الإدارة الأمريكية عن إثبات تورطه في تخزين أسلحة الدمار الشامل. فما بالكم بشخص محسوب على دين أتباعه مليار و نصف متفرقين على كافة اجناس البشر... دين اقر المنصفون من علماء ملتكم و مفكريها انه أرسى المنهج التجريبي في البحث العلمي، كما ساهم في وضع حجر الأساس لما تنعم به الحضارة المعاصرة من تقدم علمي و تكنولوجي... دين متسامح رعي اصحاب الديانات تحت جناحه و حافظ ــ و هو في اوج قوته ــ على سلامة تلك الأقليات و حقها في التعبير عن معتقداتها. لقد اظهر الغرب باقدامه على هذا التصرف الهمجي انه يستهدف كل المسلمين دون استثناء. المسالم منهم قبل المحارب. أما الإعتذار المضحك بكون صدام حسين قد تم اعدامه من قبل حكومة عراقية لها نفس الثقافة التي ادافع عنها ، فمرفوض لكون تلك الحكومة المنصبة في العراق تدافع عن اجندة محاربة لثقافة العراق العربية و الإسلامية. كما انها حكومة احتلال فاقدة للشرعية، حكومة ينتمي معظم عناصرها الى ثقافة شيعة لا تشترك مع دين الإسلام لا في احترام الله ولا في توقير الرسول واصحابه العظام ولا في الإيمان بالقرآن . كما أن اعيادها ( النيروز عيد الغدير) هي غير اعياد المسلمين. و مقدساتها غير مقدساتهم .

أما زعم الإدارة الأمريكية ان رئيس الوزراء الدمية نوري المالكي هو من اختار توقيت وعلانية الإعدام فأكذوبة لا يصدقها الحمقي، لأن المالكي أحقر من أن يقرر شيئا امام أسياده الذين أوصلوه الى الحكم .. فأمريكا كما هو معلوم دخلت العراق بوشاية شيعية كاذبة ( وجود اسلحة الدمار الشامل لدى صدام) و الشيعة استقبلوها بالورود و حرّموا قتالها عملا بفتوى كاهنهم السيستاني الذي تحرسه طائرات الأباتشي الأمريكية في ذهابه و رواحه "

مع تحياتي
رشيد مالك

بعد إعدام صدام اصابني شبه جنون، فكّرت في التوجه الي مقر البرلمان النرويجي احراق نفسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 247 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمامه. تعبيرا عن غضبي عدلت بسرعة عن الفكرة فالإنتحار حرام .. فكرت في الذهاب للعراق حتى اشارك اهلها في قتال المحتل. لم ترق الفكرة لرشيد قال لي:
ــ التوعية باخطار الطائفتين الشيعية و السنية معا ، والتحذير من اضرارالفيروسات الإخوانية أجدى للمسلمين من انضمامك لمقاتلي العراق فكل انسان يقدر على القتال، و ليس كل انسان يقدر علي تاليف الكتب الجريئة.. اسلامنا يحتاج الى تعريف جديد وهذه ليست مهنة الكهنة المحترفين.
ـــ لن اجلس مكتوف اليدين لأموت مكروبا في مأوى للمسنين.
ــ و من قال انك قد تموت في فراشك ؟ ما ستفعله سيكون جهادا حقيقيا ستكون معرضا في كل لحظة الى سكين شيعي أو رصاصة سنية أو موتة تحت التعذيب لو رحّلتك السلطات النرويجية الي تونس الحمراء.

آويت الى فراشي ..لكنني لم أنم .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ 48 ــ تنفيذ وصيّة رشيد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أستعصى علي النوم بفعل توتري و صياح الصبية الملاعين، الساعة الآن الثانية و نصف ليلا، لم يقرروا بعد الكف عن لعب الكرة . مازالت تصلني صيحاتهم مختلطة بارتطام الكرة بالسياج الخشبي للملعب الواقع بمدرسة Tøyen الإبتدائية .
اعادة رشيد للجنسية النرويجية لم ترق لي. رايت فيها نوعا من اهانة للطيبين من ابناء المملكة. لكني كيف اصنع. لا بد من تنفيذ وصية رجل ميت. ساساند رشيد بشكل آخر.اشعلت النور ثم ذهبت الى مكتبي الموجود في الممرّ الضيّق الواقع بين غرفة النوم والصالون، كم افتقد الى مكتب خاص يعفيني من ازعاج زوجتي كلما ارادت التنقل بين غرفة النوم و الصالون. هي محقة. كنت اضطر دائما الى النهوض الإستعجالي، خصوصا اذا رن الهاتف و هرعت زوجتي لإلتقاطه من الصالون، اذا صادف خروجها شدة تركيزي على فكرة، كان اشتباكنا حتميا، تراكم الإشتباكات الصغيرة ولدّ نفورا تحول الي برود زوجتي مميت، فتحت الحاسوب، رغم ان زوجتي عبرت لي أكثر من مرة عن انزعاجها من نقري الليليّ على لوحة الحاسوب، فلا بد لي من الكتابة. ذهبت الى الصالون و احضرت بطانية جعلتها تحت باب غرفة النوم حتي امنع تسرب النور و بعض الضجيج

كتب : طلب تسليم جواز سفر نرويجي
سبب الطلب:
أولا : التعبير عن احتجاجي عن اهانة مقصودة استهدفت ثقافة المسلمين و اشخاصهم .
ثانيا: التعبير عن رفضي للسياسة الخارجية لأمريكا و حليفتها النرويج .
ثالثا: التنبيه الي خطورة استمرار دول العالم في مساندة الإدارة الأمريكية.
ارجو من سيادتكم قبول وثيقة جواز سفري النرويجي ،لأن بقاءه بحوزتي يؤلم ضميري الديني وحسى الإنساني على حد سواء
لقد قررت بمحض ارادتي الكف نهائيا حتى الموت عن السفر خارج النرويج، احتجاجا عن المظالم الغربية و تضامنا مع شعوب العالم التي تعاني ظلم الإدارة الأمريكية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 248 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين قدمت الى النرويج لم يكن في اجندتي التجول في دول العالم بل انقاذ جلدي من التعذيب الذي كنت ساتلقاه في سجون تونس. ارجو ان تاخذوا المسألة بروح رياضية ... رفض الوثيقة لا يعني ابدا استهانتي بالشخصية النرويجية فانا عالمي الثقافة و لا اؤمن بافضلية جنس على جنس آخر. فعمل الإنسان و سعيه لإسعاد غيره و ضمان حقوقه هو الذي يحدد افضليته على غيره .

تحت عنوان" التعريف بصاحب الرسالة " كتبت ايضا:
الإسم : سامي أحمد، لاجئ سياسي تونسي الجنسية. اقيم في النرويج منذ خريف 1988 . مفكر مستقل.
بعد دراسة طويلة وصلت الى قناعة حصيلتها أن مصيبة المسلمين تكمن في وجود رجال الدين الذين كانوا عبر التاريخ الإسلامي (إلا القليل منهم) من ذوي الإمكانيات العقلية المحدودة مما دفعهم الي قراءة حرفية للنصوص. و تبرير ظلم الملوك مثلهم في ذلك مثل رجال الكنيسة في العصور الوسطي. فانا أؤمن بضرورة اقصاء رجال الدين عن الحياة العامة فلا رجال دين في الإسلام ,ولا مكان في الإسلام لمعاهد دينية تخرج كهنة دينيين تتخذهم الدكتاتوريات بقرات مقدسة تنطح بها الشعوب و تحول بينهم و بين الثورة، ولما كان رجال الدين جبناء الا القليل منهم و ليست لهم من الشجاعة ما يمكنهم من مواجهة ظلم الحكام و الحيلولة دون انتهاكات حقوق الإنسان فلا مكان لهم في المشهد الإسلامي .
آمل ان لا تهتم السلطات الأمنية بأمري كثيرا و تأخذ المسألة بروح رياضية، و تتجه عوضا عن ذلك لمروجي المخدرات و تجار السلاح و الرقيق الأبيض، فأنا لا أشكل أي خطر على المملكة. و أفكاري معروضة في كتبي التي يمكنها ترجمتها من طرف جهة تتمتع بكفاءة ومصداقية للتأكد من مضمونها . ليس لي أتباع ولا انتمي الى تنظيم سياسي ، فأنا منبوذ من قبل رواد المساجد فجزء كبير منهم يعتبرني من كلاب النار لأني أعلنت العصيان المسلح ضد حاكمي "المسلم" ! وجزء منهم يعتبرني عنصرا خطرا غير مرغوب فيه و يسبب لهم مشاكل مع سفاراتهم في النرويج لأني انتقد حكامهم الفاسدين و اعتبر ازاحتهم ضرورة إنسانية عاجلة لتحقيق العدالة و الحرية و الإستقلال الثقافي و الدستوري، لأجل ذلك طردت من مسجد الهدى بعد ان اخذ مني مفتاحي الخاص و لم أعط فرصة الخطابة في مسجد الرابطة الإسلامية و مسجد بلال و.. كما أن البعض الآخر يلعنني و يعتبرني كافرا لأني لا اعتبر معاوية الذي أسس الحكم الوراثي و أقام دعائم الإستبداد، من جملة الصحابة الذين يجب احترامهم . كما تكرهني السلفية( السنة ) لأني لا أشاطرها الرأي في ضرورة تولية الحكم على أساس عنصري وراثي .
كما لا أؤمن برجم الزاني بل جلده فحسب بعد التدقيق الشديد في التحقيق و الأخذ بمبدأ الرحمة و الظروف الدافعة لفعل الزنا اعتمادا على قاعدة المتهم بريء حتى تظهر إدانته.
كما ولا أؤمن بقتل المرتد، بل محاورته بطريقة حضارية. في فضاء مغلق مع عدم السماح له بنشر معتقداته على العلن لأن في ذلك فتنة للمسلمين . فإن اصر على ردته تنزع منه الصفة الإسلامية و يحرم من الميراث ومن الزواج بمسلمة أو الولاية ــ الرئاسة ـ على مسلمين, و ما و رد من أحاديث تأمر بقتل المرتد اعتبر انها لم تصدر عن الرسول لأنها تخالف القرآن( لا اكراه في الدين) كما تخالف سياسة الرسول في معاملة المنافقين حيث لم يقتل أحدا منهم. و كل تلك الأفكار من توريث الحكم و رجم الزاني و قتل المرتد هي أفكار سلفية وهابية لا علاقة لها بدين الإسلام .
كما تعتبرني الرابطة الإسلامية عدوا لدودا لأني أستهين بصنميهم حسن البنا و يوسف القرضاوي.

حين علم رشيد بنيتي كتابة رواية اشرح فيها معاناة المسلمين في النرويج و معاناتي من الهمجية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 249 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمريكية و ضيقي بتعاون مملكة النرويج مع إدارة بوش الطائشة قال لي :
ـــ أرجوك لا تفعل.. ستفتح على نفسك أبواب الجحيم.. فوضعنا غير قابل للإصلاح الا بمعحزة إلهية.

كتبت: " أعلن عن تخليّ عن جواز سفرى النرويجي وفاء للطيبين من النرويجيين و قياما بواجبي كمثقف. قد تشجع حركتي هذه بعض النشطاء النرويجيين على الضغط على حكومتهم لحملها على عادة النظر في سياستها الخارجية الجائرة قصد الحيلولة دون تعريض أمن المملكة للخطر و بالتالي تجنيب أهلها الطيبين و حتى السيئين موتات مجانية و مصيرا مأساويا كمصير ضحايا 11/9 أو انفجارات لندن و قطار مدريد .
لأن الإنتقام السلفي الأعمى سيتجه كعادته الى المدنيين العزل من النرويجيين و غير النرويجيين
...كل ما اتمناه في هاته المرحلة بصفتي انتمي الى امة عالمية الرسالة برهنت خلال تاريخها الطويل عن احترام حياة الإنسان مهما كانت عقيدته أو جنسه، هو انصراف النرويجيين و الغربيين عموما الى دراسة خلفية الصراع الغربي الإسلامي، بدءا باكتشاف جرائم الغرب المروّعة في بلاد المسلمين ثم انتهاء بمعرفة الفكر السلفي السخيف الذي ينتمي اليه الدون كيشوت اسامة بن لادن. حتى تحصل لهم قناعة أن أسامة بن لادن لا يشكل ــ كما تدعي الإدارة الأمريكية في إنذارها الكاذب أي تهديد كان حتى لدولة الصومال المتفتتة فضلا عن تهديده للأمن العالمي، لأن أمريكا هي التي صنعته و دفعت بالمملكة السعودية الى إرساله الى افغانستان. رغم أن الأفغان لا يحتاجون الى خدماته لأن القتال مهنتهم، بل لأن أمريكا احتاجت الى وجوده هناك لتفسد به العلاقة بين قادة الجهاد في افغانستان حتى تضيع ثمرة نصرهم. حيث دأب أتباعه على بث الفتنة بين صفوف الأفغان بمحاولة نشر تفاهات وهابية مما جعلهم يضيقون به ذرعا و يعلنون ان مهمتهم بعد القضاء على الجيش الروسي و الشيوعيين هو القضاء على الوهابيين!

فكما احتاجت أمريكا بالأمس الي خدمات بن لادن في افغانستان. فهي تحتاج اليوم وجود قاعدة بن لادن بالعراق، حتى تدعي انها ليست بصدد مقاومة أهل بلد يسمح لهم القانون الدولي بحق مقاومة المحتل ـ تقرير المصير ـ بل أنها تقوم بمهمة انسانية تتمثل في مقاومة عناصر القاعدة الذين يهددون السلام العالمي! و بالتالي لتجد لها المبرر الكافي لانتهاك القانون الدولي الذي يحظر احتلال بلد مستقل .
فالمقاومة العراقية الباسلة، هي معجزة عراقية بحتة لا دخل للقاعدة فيها، فلولا ثبات الشعب العراقي و التفافه حول المقاومين ما تمكن هؤلاء الأبطال من هزيمة امريكا و حلفائها، فبن لادن ليس سوى حصان طروادة اتخذته الإدارة الأمريكية مبررا لتسويغها احتلال بلاد المسلمين لنهب ثرواتهم الطبيعية و جعلهم سوقا لبضائعها، لأن بن لادن ضعيف و خصوصا أحمق إن مثل ما قام به يوم 11/9 في السخف لا يمكن تشبيهه بغير رجل علم ان زوجته تعمل مومسا فما كان منه الا أن أشترى لها بيتزا و كولا و مكسرات و اكتري لها فيلما ثم أخذ أرقام هاتف زبائن زوجته ليفجر بيوتهم و بيوت جيرانهم الآمنين بما فيه من نساء و أطفال و شيوخ. دون أن يدرك أن زوجته هي الملومة ... فعوض ان يحاسب زوجته عن خيانتها و يصرفها من بيته اخذ يطارد زبائنها.. فلو كان بن لادن واعيا لأدرك أن الإدارة الأمريكية و الغرب عموما غير ملومين حين وجدوا حمارا سمينا سائبا يبول بترولا و يروث ذهبا فاستولوا عليه. أردت أن أقول حينما وجدوا بلدانا عربية و اسلامية قابلة للإستغلال فاستغلوها.
كما اناشد هؤلاء النرويجيين الطيبين التظاهر لثني الحكومة النرويجية عن مشاركة حلف الناتو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 250 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جرائمه ضد المسلمين ، فالنرويج ليست في حاجة الى مكاسب مادية فلها ما يكفى لسد حاجة 100 مليون ساكن"
اكتب هذا رغم علمي ان سياسة النرويج واقعة كغيرها تحت تأثير سياسة الدول الكبرى، و ان ساسة النرويج ليست لهم الصلاحية الكافية و لا الاستعداد للتضحية بمناصبهم كي يستجيبوا الي مطالب دعاة حقوق الإنسان، ورغم علمي ايضا ان رسالتي هذه بالإضافة الي رسالة صديقي رشيد اعجز من ان توقفا الجنون الأمريكي.
مع تحياتي

حتى أنام استعنت بحبة منومة. حين استيقظت وجدت زوجتي في البيت على غير عادتها، كانت قد قرأت، وعلى غير عادتها ايضا، كل ما كتبته:
ــ ستفقد امتيازات كثيرة ربما تطرد من النرويج . انت تعرف مصيرك لو رحّلت، لن تغير العالم، سيقتلونك في تونس.
ـــ على الأقل سأموت و أنا أحترم نفسي... لقد شنقت يوم شنق صدام. لن يكون دكتاتور العراق اشجع مني و هو يتقدم الى مصيره ..لن أرضى بالسكوت و انتظار الموت في منفاي النرويجي .

وضعت رسالة رشيد في ظرف اصفر كبير ثم وضعت رسالتي دون ان انسي جواز سفري الذي مضت سنة منذ انتهاء مدة صلاحيته ثم اتجهت الى مركز البريد و أرسلتهما الى مكتب الجوازات و الهجرة دون ان أنسى وضع جواز سفري .

فور مغادرتي مكتب البريد دسست السماعة الصغيرة في أذني، ثم فتحت مسجلتي الصغيرة ... وصلني صوت رشيد :
"حذّرت دراسة طبية جديدة نشرت حديثا، من أن حالات الكآبة و الإحباط، تزيد مخاطر الوفاة عند الرجال بسبب السكتات الدماغي. و وجد الباحثون ان الرجال المصابين بأعراض كآبة حادة يتعرضون للوفاة بسبب السكتات الدماغية بحوالي الضعف مقارنة مع غير المصابين بتلك الأعراض النفسية....كما يلعب الإكتئاب دورا مهما في زيادة خطر اصابة الرجال بالسكتات الدماغية"
ــ شكرارشيد... لقد بشرتني بهذا في حياتك!
وصلني صوت رشيد من جديد:
" بشرى لليائيسن: قدّر الأطباء وجود أكثر من أربعة آلاف مرض يصيب الإنسان".
وانا احث الخطى باتجاه بوتانسيك هاقن.همهمت:
ــ حقا؟! هذه مفاجأة سارة... لم أكن اتوقع أن آفاق المستقبل ستكون واعدة الى هذا الحدّ !

النهاية

أوسلو
مملكة النرويج
2003 ـــ 2008





#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوّ!! ( قصّة قصيرة)
- سيد مصطفى حقي... قليلا من الإنصاف!
- منام !! ( قصّة قصيرة)
- النقاب الوهّابي خطيئة علمانية
- إعتذار لكل النساء و الكتاب و القراء يليه رد على السيد عبد ال ...
- عن ضرب شاذات النساء في شرع خاتم الأنبياء
- رد هادىء على السيدة وفاء سلطان
- الصّوفية، مرّة أخرى و أخيرة (مآذن خرساء 46/48)
- في بلادي، الفقراء يشنقون أنفسهم.( مآذن خرساء 45/48)
- مصر، لا نور الشريف هي الخاسر الأكبر
- شراء بيت بربا ( مآذن خرساء 44/ 48).
- صدق الطنطاوي وهو الكذوب!
- من جرائم الأمم المتحدة.( مآذن خرساء 43/48)
- كل شيء عن الصّوفية المدمّرة (مآذن خرساء 43/48)
- العدل أساس الملك ( مآذن خرساء 41/48)
- مع شيعيّ غاضب ( مآذن خرساء 40/48)
- مأساة الوكيل عمّار الدريدي.(مآذن خرساء 39/48)
- احتفالات 17 ماي.( مآذن خرساء 38/48)
- عن الكهنة السلفيين( مآذن خرساء 37/48)
- في شقة رشيد (مآذن خرساء 36 /48)


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمادي بلخشين - الفصلان الأخيران من رواية مآذن خرساء 47 و 48/48