أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - من خلف الكواليس














المزيد.....

من خلف الكواليس


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


الإهداء: للدكتور إياد قحْوش
شاعر الزجل الذي فتح متاريس الذاكرة

يوميات المسرح
1- كنت قد تعرفت على عدد كبير من الفنانين والفنانات العاملين في المسارح البلغارية بحكم عملي الصحفي. قبل عقدٍ من الزمان ويزيد، هاتفتني إحدى الفنانات العاملات في إحدى المسارح الوطنية واسمها ريني قائلة بأنها ترغب برؤيتي بخصوص عمل مسرحي مهمّ. أحضرت معها نصًّا مسرحيًا يحمل عنوان الدمية بقلم الأديب الكبير ستانيسلاف ستراتييف. كانت المسرحية غير مكتملة وتنقصها النهاية. وكان بطل المسرحية امرأة. قلت لها ماذا تريدين مني يا ريني؟ قالت أريد أن تكتب النهاية. سألتها: أعتقد بأن الأديب ستراتييف ما يزال على قيد الحياة. أجابت نعم. قلت لها: يمكنك العودة إليه في مركز اتحاد الكتاب وهو مقلّ في كتاباته المسرح ولن يبخل عليك في وضع خاتمة، أو ربّما يعطيك نسخة أخرى مكتملة. لا يمكنني يا ريني أن أتخطّى كاتبًا بهذا الحجم. عدا عن هذا فهو حكيم ومتميز. قالت: نعم، أردت أن أجمع ما بين الحكمة والجنون.
الأمانة الفكرية منعتني من قبول عرضها، أحيانًا أشعر بالندم من خطوتي تلك. انتقل الأديب ستراتييف إلى بارئه، ولكن أين أنتِ الآن يا ريني؟

2- حين تقدم الفنان بيتر سلافوف لامتحان التمثيل، طلب منه البروفيسور أن يثبت قدراته في مرونة الجسد حسب معايير الفنون المعاصرة. عندها طلب منه بيتر أن يذهب بعد دقائق إلى خارج المبنى ويشاهد معنى المرونة. تعجّب البروفيسور ولم يجد بدًّا من الخروج ليرى ماذا سيفعل الطالب الوسيم ضئيل البنية بيتر. حين نظر إلى أعلى المعهد العالي وجد بيتر واقفًا على يديه عند حافته، ثم سار على يديه نحو الدرج. صاح البروفيسور انزل أرجوك، لقد تجاوزت الامتحان!

3- كانت لصاحبي المرحوم بيتر سلافوف وهو الذي كان يكبرني بجيل أو يزيد عادات غريبة للغاية. كان يحمل في جيبه الصغير مقصًّا صغيرًا، وإذا ما شاهد وردة جمّة ذات ساق كبيرة، كان يقطعها ويهديها للصديقات والزميلات. سألته، لماذا تسرق الورد يا بيتر؟ فقال، الورد جميل كالخطيئة، كيف نشتري الجمال يا خيري! وأحيانًا كان يدخل إلى أصحاب البيوت بعد أن يقطف الورد من حدائقهم، كانوا يضحكون وهم يعرفون جيّدًا طباعه، بيتر المسكون بالرومانسية! لهذا كانوا يتمسكون به حتى يتناول معهم بعض النبيذ، ويتبادلون الأحاديث حول المسرح والفنون!

4- كنت ولا أزال بالطبع مغرمًا بالمسرح، وحدث أننّي رغبت بمشاهدة عرض مسرحي مباشر في صالة صغيرة للغاية. في تلك المرحلة كنت مدلّلاً وكان بإمكاني دخول أي مسرح دون بطاقة ودون الانتظار على الطابور، باختصار كنت أدخل حرم المسرح من أبوابه الخلفية، وكنت أراقب كلّ ما يحدث من خلف الكواليس. جلست في المقاعد الأولى ولم أتمكن تلك الأمسية من حلق ذقني لأن الوقت لم يسعفني، حقيقة لم أتعمّد ذلك، ولم أكن أعرف الممثل الرئيسي في تلك المسرحية. نظر إليّ ذلك الفنان وقال في خضم المسرحية وكأن كلماته جزء من نصه: يبدو بأن احترام العمل المسرحي لم يعد كما كان يومًا ما، حتى اللحى لم تعد تحلق قبل الدخول إلى صالة المسرح! الوسامة مطلوبة في مراكز الفنون. طبعًا لم يدرك ذلك الفنان بأن ولعي بالفنون هو الذي دفعني لحضور أداءه دون أن أحلق ذقني.

5- نيكولاي فنانٌ كوميدي يُضْحِكُ الحجر، وله مواقف في منتهى الرقّة. أداؤه متنوّع وكان مهتما بحضوري الجلسة الأولى للمخرج وحتى العرض الأول. كان دوره في إحدى المسرحيات يتطلب منه تركيزًا كبيرًا، وذلك لضرورة إظهار التناقضات في المواقف حتى يتمكن من رسم الابتسامة حتى على وجوه الفاقدين لأحبّتهم! شاهدته قبل العرض بساعة، قال لي بأنّ والده قد توفي عصر ذلك اليوم، ثمّ اختفى في غرفته الخاصّة. تلك الليلة، أضحك نيكولاي الصغير والكبير، أنا الوحيد الذي كنت أعرف بأن قلبه كان يتمزّق ألمًا وحزنًا. كانت تلك الحفلة من أفضل ما قدّم خلال الموسم كله. بعد انتهاء العرض، خرج أمام الجمهور وقال: أهدي هذا العمل لروح والدي الذي غادر الدنيا عصر اليوم، ثمّ بكى..



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبعة ومعطف شتويّ
- يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى
- فواصل ونقاط 5
- بحقّ الموت لا ترحلْ!
- نقاط وفواصل 4
- نقاط وفواصل 3
- نقاط وفواصل 2
- نقاط وفواصل 1
- بصحبة زوربا
- عودي يقتلني إبداعك (1)
- كلّ هذا من أجل رجل!
- الأزواج الأربعة وأنسنة المجتمع
- من قال بأن الغول مات!
- الزنابق والأعناق المكسورة
- أحلامٌ في مهبّ الريح
- كلوشار
- صفعات
- الشاعر البلغاري بيتكو براتينوف
- مائدة في رابعة الزمان
- ليس من عادتي البكاء


المزيد.....




- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - من خلف الكواليس