أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى














المزيد.....

يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 13:06
المحور: الادب والفن
    


خيري حمدان

يخدشُني الرحيلُ! .. إلى متى هذه الرسائل تفقد عناوينها؟
بعضي يتآكلُ.. هذا الذي يحدّق في المرآة طيفي العابر
للحكايا
يُحكى أنَّ الليلَ أصبحَ مشرقًا في غفلة من القدرِ العابثِ
نهره النهارُ .. عاقبهُ، ميّعَهُ، وأطلقَ الذئابَ تعوِ تُجاهه
وكأنّه البدْرَ!
خافَ الليلُ فأظلمَ ثانيةً، وبكى البحرُ ثلاثَ ليالٍ حتى
مطلعِ الفجر.

يدركني النومُ وحيدًا، أكرهُ الأضواءَ الساطعة، لأنّها
تطفئ بصيرتي.
يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبكى .. تذكّرَ طيفَ حبيبةٍ كانت
قد دلفت حرمتَه، عندما فاجَأها المردَة، شقّوا قميصها
الأبيض!

لم تهرُبْ،لم تفزعْ .. لكنّها بقيت واجمةً تحدّق في قتلتِها،
أولئك الذين كحّل الليلُ بؤبؤ عيونهم.
هووا عند قدميها، قبّلوا الترابَ بين أصابعها .. علّها
تخضعُ، تسامحُ، تنزوي بعيدًا، تبكي، تتحرّر، تمضي،
تتلكّأ في تمرّدها، تضحكُ، ثمّ تسامحُ، ترفعُ يدَها،
تصفعهم، تصرُخُ، تنادي حارسًا، تركعُ ثمّ تموت!

قالت: أتستبدل هذا الثلج العارم .. بجمرة؟
تحرق أطراف أصابعك، تحرمك نعمة الأغنية!
أنت الهاربُ من أطرافِ الليلِ إلى وهمِ الغرام!
كفاكَ تبجّحًا، فأنتَ مهزومٌ منذُ الأزل
كلّ ما حولك باتَ باهتًا، حتى الموسيقى صدئت.
وأغلقَ الصيفُ أذنيه، لم يعد يستمعُ لصوتِ الموج
يتحطّم على صخور الممانعة العربية.

غبيّ عالمُك .. ساذجٌ، فقيرٌ، يحتاجُ لجرعةٍ من
الرومانسية! ألم يحن الوقتُ لنلعنَ الواقعية؟
تلك التي حرمت طفلتي من ممارسةِ اللعبِ فوقَ سطحِ
القمر.
تلك التي ثقبتْ ما تبقّى من أملٍ فاندثرَ شعبٌ وظهر
آخر!

لن أستبدل ندفَ الثلجِ المتراكمةِ عند خريفِ العمرِ
بجمرة!

تمرّد الليلُ فبكى عطشًا. أخبِرْني، كيف نُطْفِئُ
عطشَ الليلِ؟
العتمةُ تتكاثرُ، لا تفتأ تُفْقِئ عيونَ الطحالب
متّع عينيك بهذه الهزائم، حتى الرياح ارتحلت
بعيدًا عن شهيقِ الموتِ وحسرةِ الفقراء
لم يبقَ من أغاني الصافي سوى وديعها!
لكنّه قهر النسيانَ والذاكرةُ كادت أن تُعطبْ!

قفزت بيروتُ فوق كورنيشِ البحرِ شوقًا
قفز البحرُ فوقَ الكورنيشِ نحوَ بيروتَ ولعًا!
وعاصمةُ الجمالِ تضحكُ تتموّجُ تتضمّخُ بعطرِ الياسمين
من حرق جنباتِها وكيفَ تناجي اليومَ الغيمَ بعدََ طولِ
غيابْ؟

كان يا مكان باقة من الوردِ أحمرَ خجلان
تنحسرُ سيقانُه، يندلقُ فوقَ صدرِكِ عابثٍ
لمن تحتفظين بكلّ هذه الأنوثة؟ الليلة سيقطف
ثمرة عذريتك عدنان!
دفع الثمن قبلَ قليلٍ، ومضى نحو والدك سكران!
ألا ترينَ الوردَ الأحمرَ راقدًا عندَ سريرِك،
لا تخجلي .. دعيه يرشف رحيقك،
فعدنان الليلة جدّ عاشقٍ .. حيران!

تمرّدَ الليلُ فبكى واحترق الثلجُ بين أصابعي
كنتُ أحاولُ أن أركعَ، أن أكتب قصيدة في
ديوان!
لكن الليلَ تمرّدَ فانكسر القلمُ واندلق إبريقُ
العسلِ ..
بحقّ النورسِ أخبريني
ألا نلتقي الليلة في حدائق الأقحوان؟



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فواصل ونقاط 5
- بحقّ الموت لا ترحلْ!
- نقاط وفواصل 4
- نقاط وفواصل 3
- نقاط وفواصل 2
- نقاط وفواصل 1
- بصحبة زوربا
- عودي يقتلني إبداعك (1)
- كلّ هذا من أجل رجل!
- الأزواج الأربعة وأنسنة المجتمع
- من قال بأن الغول مات!
- الزنابق والأعناق المكسورة
- أحلامٌ في مهبّ الريح
- كلوشار
- صفعات
- الشاعر البلغاري بيتكو براتينوف
- مائدة في رابعة الزمان
- ليس من عادتي البكاء
- رشاد أبو شاور – عاشق مسافر
- الرحلة رقم (001) الحلقة الثانية


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى