خيري حمدان
الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 22:55
المحور:
الادب والفن
ليس من عادتي البكاء
لكن صيفاً مَرّ ولم أتلقَّ دعوةً لعرس
أو لقاءٍ عابرٍ عند ناصية الشارع
في المقهى، في الحانوت وعند الحكواتي!
لم تصادفني عيناك الكحلى
وبقيت أسيرُ على شاطئ البحر حتى الخريف
صرخت الملائكة في وجهي
أغرب عن هذي الديار،
دعِ الأمواج تتكسّر وحيدة
لا وجود لك في قاموس الأبديّة
أنت الآن غيرك في وطنٍ بديل
حاول أن تبتسم في المرآة
لا تستسلم لظلّك، لا تصدّق ما تراه
قد تنعكس وأنت المهزوم هرِماً، قبيحاً
مكبّلاً، وحيداً، مُعْدَماً، يافعاً، فقيراً
ووقِحاً تطّاول على الجلاد
وصاح قبل أن تسقط المقصلة فوق الرقبة
ألف لا!
ليس من عادتي الضحك أو البكاء
لكن صديقاً مات قبل يومين وآخر وآخر
ومن فرط الموت عشتُ رُغْمَ أنفِ الحياة!
قبل يومين لا أكثر
شاركت في جنازة جارٍ وآخر وآخر
الأول قتل عند عنق البئر قبل أن يرتوي
والآخر مات قهراً، انفجر الفؤاد في لحظة
انعتاق وتوحّد وارتقاء
ليس من عادتي البكاء
فأنا أعاني من احتباس الدمع
منذ أن كان الشرق وجهتي
منذ أن أصبح الشرق مكّتي
#خيري_حمدان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟