أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - اغنية عندما يعود السندباد الى بيته














المزيد.....

اغنية عندما يعود السندباد الى بيته


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 09:50
المحور: الادب والفن
    



تعتنني السُكرُ والتشردُ ، فعدتُ ، وها أني أترنحُ بين السُبل .
صرتِ قلما لا يبري إلا نحافته ،
صرتِ خيطا لا يرتق الشقوقَ حتى في ثياب أفكاره .
صرتِ سياجا لا يهدم إلا نفسه ،
وأسلاكا شائكة يخافُ الريشُ أن يغسلها بحفيف سقوطه .

لا أذكر أين كنتُ قبل أن أجدلَ سلتي من خيزران هيامكِ ، قبل أن تبعثيني في الأسفار ، ألهج بمصابيح نورك ِبين أزقة البلدان ، لكنني أذكر أنكِ حررتِ الحرية من اسرها ، يوم كانت لا تمارس الطيران إلا مربوطة بحبل البلاغة . أذكرُ انكِ كثيرا كسرتِ الجفافَ في رؤوس الملوك بجِرار الشطوط ، مع ذلك فإن وحوشك لم تسافر الى الله بمقبرة جماعية ، لأنكِ الخيال الذي يجعل الانسان مركزا للعالم ، وأنتِ شهرزاد : تمدينَ بساطَ الريح لتجرجري المنفيَّ من وحشة العراء الى ملكوت جمالكِ . تتزوقين بالفتنة ، ومرآتكِ في الهائمين تعكسُ هديلَ الحمام في غناء امهاتهم .

لا أذكر من لياليكِ إلا التيجان ،
و لا أحفظ من التيجان الا لمعان سقوطها :
لا أعرف من الحضارات الا كيف تستقبل الشعوبُ قاتليها بالحجارة ،
ولم أنسَ أن الغابات تدخـّر شكلَ أشجارها في ذاكرة الربيع ،
لئلا ينقرض التبرعمُ من جذورها .

آه ،
هناك رخٌ ما قد نقل بيضته من وديان الخرافة الى سِحر نومكِ ، فانسلَّ من جوفها أربعون حراميا ، هاهم يتناسلون طوال الحكاية ، يتكاثرون في طرقاتكِ ، أزقتكِ ، وينتشرون في الشوارع متأبهين لاقتلاعي من جذوري . أنا السندباد وقد عدتُ الى البيت حاملا مصباح علاء الدين : مصيري زورق أحلام في لجة عاصفة ، أمشي مكسورا على جسر خيبتي ، حيث الظلام يطرد أبطالكِ ، مع فوانيسهم ، من الف ليلة وليلة .

لا أعرف كيف عانيتكِ ، ربما لأنكِ الينبوع ، وأنا الماءُ يسيل كي يعرف طول مجراكِ ، لذلك أسكرُ في حانات متوَهمة ٍ، اترنحُ وأغني في جوقة اشباح :
أنتِ مني بمنزلة الحزن من الشِعر ،
بمنزلة الشوارع من شاعر مفلس .
بمنزلة الفيء من النوم تحت الجسور .
بمنزلة فيروز من الصباح .
بمنزلة الحب من المشي تحت المطر .


أشقَّ طريقي وسط دخان متاهاتكِ ، فلا تقدح شرارة " افتح ياسمسم " لأمسكَ الخيط من أوله ، وها أني أسندُ ظهري الى جدران حكايتي في لياليكِ ، فبيتي لم يعـد في مكانه - كانت شياطينُكِ أكثـر بهجة مـن فرق الموت - كما أن أسفاري لم تعد كافية للمضي أبعد من هذه المسافة : انا حنجرة تنحدر من هدير منسي في قلعة الصمت ، روحي أرخبيل من جزر الخوف ، رأسي مثل شجرة وسط موكب من الرياح ، وأنتِ المعجزة .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغنية البلبلُ المشرَد
- كيف خسرتَ الوردة ، كيف ربحتِ العاشقَ ؟
- بورتريه المخلّص
- أغنية لتحطيم أنف العالم
- كمشة فراشات
- اغنية جمعية الشعراء الموتى
- اغنية عقيل علي
- ساحر من ألف ليلة وليلة
- أغنية حب بغدادية ومدينة الاشارة
- بورتريه الخطر
- أغنية الليل تحت عدسة مكبرة
- ثلاث قصائد
- النافذة
- قصيدتان
- اغنية خاتم سليمان
- كتاب النبؤات
- أغنية الفراشة
- الإله يخذل عبد العظيم فنجان
- اغنية آخر سركون بولص في العالم
- اغنية الكلب


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - اغنية عندما يعود السندباد الى بيته